لماذا نتعلّم الحساب ؟
هل ينبغي تغيير طريقة تعليمه ام استبداله بتعليم البرمجة المعلوماتيّة؟
هل ما زالت طريقة تعليم الرياضيّات تتناسب مع عصرنا الراهن؟
هذه الأسئلة وسواها تناولتها مجلّة لاكتوياليته L'actualité في حديث أجرته مع عالم الرياضيّات البريطاني كونراد ولفرام Conrad Wolfram الذي يدعو إلى ثورة في طريقة تعليم الرياضيّات وإلى استخدام الكومبيوتر للحساب.
ويرى ولفرام في دعوته لتغيير طريقة تعليم الرياضيّات، أن السلطات العامّة غير راضية عن النتائج التي يحقّقها الطلاّب في هذه المادّة .
ورغم الأموال المستثمرة، ثمّة نقص في التقنيين القادرين على حلّ المشاكل من خلال استخدام الرياضيّات والكومبيوتر.
والهوّة شاسعة بين طريقة تعليم الرياضيّات في المدرسة من جهة وطريقة استخدامها في الواقع من الجهة الأخرى.
ولم تتأثّر المواد الدراسيّة الأخرى كالفرنسيّة مثلا بظهور الكومبيوتر كما تأثّرت به الرياضيّات حسبما يقول.
ورغم ذلك، يستمرّ تعليم هذه المادّة للأولاد بالطريقة نفسها المعتمدة منذ مئة عام دون تغيير، وبالعدّ على الأصابع الذي بإمكان الكومبيوتر أن يقوم به عنهم.
ويوافق كونراد ولفرام أن تغيير العادات أمر صعب وأن الأهل مقتنعون بأن تعلّم الحساب ضروري للتقدّم في الرياضيّات.
ويقول إن المناهج التربويّة في بريطانيا ما زالت تعلّم القسمة الطويلة.
ويتعلّمها التلاميذ عن الغيب دون فهمها ولا تُستخدم أصلا في الحياة العمليّة. ويمكن اللجوء إلى وسائل شتّى لتعليم الحساب الذهني.
ويمكن منذ الصفوف الابتدائيّة، حسب رأيه، تعليم الأولاد على خلق كلمة مرور جيّدة للكومبيوتر، وتعليمهم طرح الأسئلة الجيّدة حول مشاكل ملموسة، وتحويل هذه المشاكل إلى رياضيّات والبحث عن أجوبة لها.
كما يمكن تعليمهم البرمجة، يقول كونراد ولفرام ويدعو إلى عدم تكريس أكثر من 20 بالمئة من وقتهم للحساب بالعدّ على الأصابع.
ويردّ ولفرام على منتقديه بالقول إنّه يدعو لتعليم مادّة الرياضيّات من خلال استخدام الكومبيوتر وليس بمساعدة الكومبيوتر.
وهذا يعني أنّ المادّة بحدّ ذاتها لن تتغيّر ولكنّ الكومبيوتر يحلّ مكان الأستاذ لتعليمها.
ويرى أنّ عدم تخصيص الوقت للحساب بالعدّ على الأصابع يتيح أمام التلاميذ حلّ مشاكل أكثر صعوبة.
والتلاميذ لا يتعلّمون هذه الأيّام حساب التفاضل والتكامل قبل السادسة عشرة من العمر لأنّه صعب.
ولكنّه من الممكن تعليمه لتلاميذ في العاشرة من العمر باستخدام الكومبيوتر.
وينبغي أن نستبدل كلّ ما هو مملّ في الحساب اليدوي بمسائل رياضيّة عالية المستوى.
ويشير عالم الرياضيّات كونراد ولفرام إلى أن التلاميذ يكتسبون مهارات كثيرة من خلال الطريقة التي يدعو إليها، في طليعتها القدرة على الشكّ.
والناس عادة يشكّكون في أهل السياسة. ولكنّ شكوكهم تزول عندما نعطيهم مسألة رياضيّة او إحصاءات.
وهذا ناجم عن عدم قدرتهم على تحليلها او معالجتها، رغم أن ذلك الأمر حيوي في العديد من القرارات التي نتّخذها يوميّا.
ويعتبر أن جدول الضرب ما زال مهمّا وأنّه من الممكن استخدام الكومبيوتر بدل أن يمضي التلاميذ وقتا طويلا في القيام بعمليّات ضرب من أربعة او خمسة أعداد او القيام بمسائل الكسور وضرب الكسور التي قلّما نحتاج لها كما يقول كونراد ولفرام.
ويرى أن ثمّة أشخاصا موهوبون أكثر من سواهم في الحساب والرياضيّات. ولكنّ عددا أكبر ممّا نتصوّره من الناس قادرون على النجاح في الرياضيّات.
ويمكن للتلاميذ الذين يرون في الحساب والرياضيّات مادّة صعبة وجافّة أن يتعاملوا معها بطريقة مسليّة ومحبّبة تغيّر من نظرتهم إليها.
ويعتبر عالم الرياضيّات البريطاني كونراد ولفرام أن تعليم الرياضيّات سيتغيّر بصورة جذريّة بعد نحو ربع قرن من اليوم.
ويؤكّد على أهميّة تغيير طريقة تعليمها لتتناسب مع الكومبيوتر لئلاّ تتراجع إلى مادّة ثانويّة تماما كاللاتينيّة واليونانيّة.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.