نشرت صحيفة "لو دوفوار" الصادرة في مونتريال في صفحة الرأي الحر مقالاً للنائبة السابقة في الجمعية الوطنية (الجمعية التشريعية) في مقاطعة كيبيك فاطمة هُدى بيبان (Fatima Houda-Pépin) تناولت فيه انتخاب الحزب الكيبيكي المنادي باستقلال كيبيك عن كندا رجل الأعمال بيار كارل بيلادو (Pierre Karl Péladeau) زعيماً جديداً له.
وبيلادو نائب في الجمعية الوطنية عن دائرة "سان جيروم" (Saint-Jérôme) شمال غرب مونتريال، أما هُدى بيبان، المغربية الأصل، فمثلت دائرة "لا بينيير" (La Pinière) الواقعة جنوب مونتريال طيلة عشرين سنة في الجمعية الوطنية، بين عاميْ 1994 و2014، إذ انتُخبت نائبة عنها تحت راية الحزب الليبرالي الكيبيكي ست مرات متتالية.
تقول هُدى بيبان في مقالها الذي يحمل عنوان "بيار كارل بيلادو والفراغ الفدرالي" إن الحزب الكيبيكي اختار لنفسه في الخامس عشر من الشهر الجاري زعيماً جديداً، استقلالياً بعزم، هو بيار كارل بيلادو.
وتصف هُدى بيبان بيلادو بأنه شخصية لا تترك الآخرين لا مبالين تجاهها، مضيفة أنه بغض النظر عن الرأي به، من الجلي أن لديه خطة وأنه يحدد أهدافه بوضوح: يريد أن يجعل من كيبيك بلداً (مستقلاً) وأن يزيد من حيوية اقتصادها.
من المبكر جداً توقع ما سيؤول إليه هذا الالتزام، فكلمة الفصل، في النهاية، تعود للناخبين، لكن بيلادو كسب جولة تتمثل بفرضه أجندته الاستقلالية على مجمل الطبقة السياسية، ترى هُدى بيبان، مضيفة أنه من الآن فصاعداً يمكن الحديث عن "ما قبل" بيار كارل بيلادو و"ما بعده".

وتضيف هُدى بيبان أنه إزاء هذا الحدث السياسي "الذي بالكاد بدأنا نحدد وقعه"، عليها هي "الليبرالية والفدرالية" الإقرار بأن عدة عوامل تلعب لصالح بيلادو، وأهمها هو "الفراغ". الفراغ في ما يتعلق بالخيار الفدرالي المشروع الذي يكسر الـ"ستاتيكو" (الوضع القائم) ويقدم للكيبيكيين حلاً بديلاً عن الاستقلال ذا مصداقية.
فمنذ عام 1982 وكيبيك هي الدولة الوحيدة التي يحكمها دستور لم توقع عليه. أما الإصلاحات التي وعدت بها أوتاوا كيبيك فقد طال انتظارها، تقول هُدى بيبان، وآخرها "فدرالية الانفتاح" التي وعد بها حزب المحافظين بزعامة ستيفن هاربر في الحملة الانتخابية التي أوصلته إلى السلطة عام 2006 والتي اختفت عن الشاشة دون أن تظهر مجدداً فيما البلاد تستعد لانتخابات فدرالية عامة بعد خمسة أشهر.
وترى هُدى بيبان أن الحزب الليبرالي الكيبيكي لم يعد قادراً على اعتماد "اللامبالاة" إزاء مسألة جوهرية تتعلق بموقع كيبيك داخل الفدرالية الكندية، وتستشهد بكلام لزعيمه الراحل روبير بوراسا يعود لعام 1990 جاء فيه أن "كيبيك هي اليوم ودوماً مجتمعاً متميزاً، حراً وقادراً على تحمل مسؤولية قدره ونموه".
وتحث هُدى بيبان الحزب الليبرالي الكيبيكي، الذي فُصلت منه مطلع السنة الماضية فيما كان حزب المعارضة الرسمية إثر خلاف مع زعيمه فيليب كويار على خلفية مشروع شرعة العلمنة، على استعادة "روحه" واتخاذ "موقف واضح" من مكانة كيبيك داخل الاتحادية الكندية في القرن الحادي والعشرين، لأن "مستقبل كيبيك وكندا على المحك، والفوز في هذه المعركة لن يكون من خلال الخوف أو الشعارات"، إنما "بواسطة الأفكار والأفعال العملية".
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.