تحت عنوان : " هل تنظيم الدولة الإسلامية لا يُقهر؟ " نشرت صحيفة لا بريس تحليلا للخبير الكندي في الشؤون الدولية جوسلان كولون. يقول:
مرة أخرى تصدّر تنظيم "الدولة الإسلامية" العناوين، ففي خلال أسبوع واحد احتل مدينة الرمادي ، ثاني مدينة كبيرة بعد الموصل التي سقطت منذ أقل من سنة. وأمس كان دور مدينة تدمر الأثرية في سوريا. فهل بات التنظيم لا يقهر؟
بالرغم من تمدده في سوريا، يبقى التنظيم ظاهرة عراقية، يقول كولون، فهو نتيجة انصهار عدة تنظيمات عراقية، من تنظيمات إرهابية وموالين سابقين لنظام صدام حسين وميليشيات وعصابات مسلحة، ذات مصالح متناقضة لكنها مجتمعة حول هوية دينية سنية وقضية: كرهها للنظام القائم حاليا في بغداد الذي يهيمن عليه الشيعة، بالرغم طبعا من أنه لا يمكن اختصار الصراع الحالي في العراق ببعده الديني وحده. فالنجاحات التي يحققها التنظيم تتغذى أيضا من الانقسامات السياسية الموجودة في العراق وسائر المنطقة.
ويتابع جوسلان كولون: لقد تمكن صدام حسين خلال عهده الطويل من الإمساك بمختلف المكونات الدينية والعرقية في العراق بيد من حديد ومنذ سقوطه عام 2003، حصل الأكراد في الشمال على حكم ذاتي أوسع وهم غير مستعدين للتنازل عنه بينما استبعد العرب السنة في الوسط والغرب عن السلطة وتم تهميشهم . من هنا فالسلطة القائمة تتحمل مسؤولية كبيرة وهي لا تريد أو باتت غير قادرة على تصحيح الأمور بالرغم من تبديل نوري المالكي بحيدر العبادي المفروض أنه يميل أكثر من سلفه إلى تقاسم السلطة.
وهذا التمزق في العراق استفاد منه تنظيم "الدولة الإسلامية" ففي العام الفائت تخلى الجنود العراقيون بقيادة ضباط شيعة عن مراكزهم في الموصل في مواجهة مسلحي التنظيم، وهذه السنة، في الأنبار وعاصمتها الرمادي، استُقبل الجهاديون استقبال المحررين فالسنة يفضلون الطاعون الإسلامي على الكوليرا الشيعية، يقول جوسلان كولون ويتابع:
إن حقد مجموعة ما على مجموعة أخرى لا يمكنه أن يبني أساسا لمنظومة سياسية كالتي يسعى التنظيم إلى وضعها، إضافة إلى أن المناطق التي يسيطر عليها الجهاديون في العراق وسوريا هي شبه صحراوية وقليلة السكان ولم تعد تستفيد من مردود النفط والغاز بعد قصفها على يد الأميركيين والعرب.
وباستثناء بعض المتطرفين، فليس للدولة الإسلامية مستقبل لا في العراق ولا في سوريا إذ ليس لها أي مشروع محسوس تقدمه.
ويتابع كولون: بعض القبائل السنية بدلت موقعها والتحقت بالنظام القائم في بغداد فالسنة والشيعة حاربوا جنبا إلى جنب لاستعادة مدينة تكريت في آذار – مارس الماضي، وهذه المكتسبات سريعة العطب سيما وأن كل مجموعة خاضعة للارتدادات العنيفة من الصراع الشرير والدامي بين إيران الشيعية والدول السنية وعلى رأسها المملكة السعودية بهدف السيطرة على العراق والمنطقة.
ويرى جوسلان كولون أن قهر "الدولة الإسلامية" ممكن فهي لا تمتلك وسائل تحقيق طموحاتها وتجذرها السياسي سطحي و"نجاحاتها" يمكن القضاء عليها ومصيرها يلعب في العراق وليس في سوريا ويبقى على العراقيين الأكراد والسنة والشيعة أن يسددوا الضربة القاضية والسؤال: هل فعلا يريدون ذلك؟ يختم جوسلان كولون تحليله في صحيفة لا بريس.استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.