علقت صحيفة "ذي غلوب أند ميل" على قرار بلدية ريتشموند عدم سن قوانين بشأن الإعلان الأحادي باللغة الصينية على واجهات المتاجر. وتعد مدينة ريتشموند نحواً من 200 ألف نسمة وهي جزء من فانكوفر الكبرى الواقعة على ساحل الهادي.
"لنهنئ العمدة مالكولم برودي والمجلس البلدي لريتشموند في مقاطعة بريتيش كولومبيا على قرارهم بعدم الغطس في دوامة السياسات الثقافية واللغوية"، كتبت اليوم الصحيفة الواسعة الانتشار في كندا في نسختها الورقية (المقال متوفر منذ مساء أمس على موقعها الإلكتروني).
وكان عمدة ريتشموند قد قال مساء الاثنين عقب اجتماع المجلس البلدي لمدينته إن المجلس قرر عدم إجراء متابعة لقانون فرعي حول لغة الإعلان. وآثر أعضاء المجلس البلدي عوض ذلك إقرار مذكرة تنص على الحد من المساحة المخصصة للإعلان باللغة الصينية على واجهات المتاجر الزجاجية. وكانت اثنتان من سكان ريتشموند قد رفعتا عريضة إلى البلدية في آذار (مارس) 2013 تحمل تواقيع 1000 شخص من سكان المدينة وأصحاب الأعمال فيها يطالبون بمنع الإعلان الأحادي اللغة بالصينية.

ورأت الصحيفة أن العمدة برودي وسائر أعضاء المجلس البلدي لم يدعوا أنفسهم يلينون أمام دعوات صادرة عن بعض سكان ريتشموند، بعضها يعود لتسعينيات القرن الفائت، للحد من استخدام الأحرف الصينية على واجهات المتاجر في المدينة. فمن المؤكد أن قانوناً فرعياً من هذا النوع لن يُعتبر مقبولاً بموجب الشرعة الكندية للحقوق والحريات (Canadian Charter of Rights and Freedoms) ترى "ذي غلوب أند ميل".
لكن عوض ذلك ستقوم البلدية بتشجيع أصحاب المتاجر على وضع إعلانات باللغتيْن الإنكليزية والصينية والتخفيف من اللافتات والمناشير الأحادية اللغة، بالصينية، على واجهات المتاجر وفي الداخل، تقول الصحيفة.
وتضيف "ذي غلوب أند ميل" أن أكثر من نصف سكان ريتشموند بقليل من أصول صينية، لكن مسحاً للافتات التجارية أجرته البلدية مؤخراً أظهر أن 4,5% منها فقط هي أحادية اللغة وبلغة غير الإنكليزية. وهذا بالكاد يمكن اعتباره ميلاً للانعزال أو فشلاً في الاندماج، ترى "ذي غلوب أند ميل".
وتتابع الصحيفة قائلة إن أحد الداعين لوضع قيود لغوية على الإعلان التجاري جادل بأن اعتماد اللغة الصينية لوحدها يشكل تهديداً لمفهوم التعددية الثقافية. كيف يكون ذلك؟ تتساءل "ذي غلوب أند ميل". هذا التفكير يظهر كم أن معنى، لا بل معاني، التنوع والتعددية الثقافية أصبحت مبهمة، تقول الصحيفة الكندية.
لكن هذا ليس بالضرورة أمراً سيئاً، فأحياناً تظهر كندا مقدرة على الوصول إلى نتيجة إيجابية ودون تخطيط. ويبدو أن مدينة ريتشموند في بريتيش كولومبيا تتقن هذا الأمر، تختم "ذي غلوب أند ميل".
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.