قوّات عراقيّة في شرق الرمادي قبل ساعات على سقوطها بيد مقاتلي تنظيم "الدولة الاسلاميّة"

قوّات عراقيّة في شرق الرمادي قبل ساعات على سقوطها بيد مقاتلي تنظيم "الدولة الاسلاميّة"
Photo Credit: STRINGER Iraq / Reuters

الاستراتيجيّة الأميركيّة وسقوط الرمادي

تناول الصحافي بول كورينغ في تعليق في صحيفة ذي غلوب اند ميل سقوط الرمادي بأيدي تنظيم "الدولة الاسلاميّة".

ورأت الصحيفة أن هروب الآلاف من القوّات العراقيّة المذعورة من الرمادي يكشف أكثر من الضعف الذريع للجيش العراقي.

وهو يكشف في العمق القصور في عقيدة الرئيس اوباما الاستراتيجيّة بأن القوّات الجويّة الأميركيّة ومعها قوّات أخرى على الأرض قد تبعث عراقا موحّدا وتهزم في الوقت عينه تنظيم "الدولة الاسلاميّة" وخلافتَه الوليدة القائمة على التطرّف السنّي العميق.

وتشير الصحيفة إلى ما قاله وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر الذي انتقد  ما أسماه فشل القوّات العراقيّة  في القتال في الرمادي، في إدانة صريحة لهذه القوّات.

والهروب ليس جديدا على الجيش العراقي الفاسد والذي يضمّ أعدادا كبيرة من المجنّدين حسب قول الصحيفة.

ومن المفترض أن تعكس  التعدديّة الاثنيّة في تركيبة الجيش الفكرة القائلة بأنّ الشيعة والسنّة والأكراد ملتزمون بعراق واحد.

ولكنّ الجيش انهار وهرب في ظلّ حال من الفوضى رغم أنّه أفضل تجهيزا وأكبر عددا من قوّات تنظيم "الدولة الاسلاميّة" العدوّة.

وقد سخر الجنرال مارتن دمبسي  رئيس هيئة الأركان المشتركة  من الجيش العراقي لأنّه لم يخرج من الرمادي  بل طُرد منها، تاركا وراءه المدنيين و معدّات وأليّات ضخمة ودبّابات وفّرتها له الولايات المتحدة وسيستخدمها الجهاديّون.

والرمادي تمثّل بشكل صارخ حقيقة أن الكثير من المجنّدين العراقيين غير مستعدّين للقتال والموت من أجل مفهوم بلد موحّد لا يوجد ولن يوجد أبدا ربّما، خصوصا عندما يعني القتال أن تكون مذبوحا على يد جهاديّي تنظيم "الدولة الاسلاميّة".

وفي حال كانت هنالك معركة ثانية في الرمادي، فستكون على الأرجح على الخطّ الطائفي السنّي الشيعي تقول ذي غلوب اند ميل، على غرار المعارك الدائرة في العراق والتي تنحو باتجاه تقسيم البلد أكثر من توحيده.

وإدارة الرئيس اوباما تقف وراء حكومة حيدر العبادي وهو شيعي، وسعيه للتوصّل إلى بلد متسامح مشتمل لكلّ الاعراق والأديان، وجيش مستعدّ للدفاع عن كلّ ذلك.

والناطق باسم الرئيس اوباما أقرّ بأن بناء قوّة مقاتلة محليّة قادرة وراغبة يستغرق وقتا طويلا.

وإعادة بناء الجيش العراقي خلال الاحتلال الأميركي استغرقت وقتا طويلا وكانت عالية الكلفة.

واختفى بعد انسحاب القوّات الأميركيّة من العراق عام 2011، وبعد أربع سنوات أصبح تنظيم ما يسمّى "الدولة الاسلاميّة" يسيطر على ثلث مساحة العراق وعلى منطقة شاسعة في سوريّا.

واستراتيجيّة الرئيس اوباما القاضية بتوجيه ضربات جويّة بمساعدة جيوش عربيّة على الأرض لدحر التنظيم هي متوقّفة ويُنظر إليها على أنّها في احسن الأحوال حرب طائفيّة مقنّعة ضدّ السنّة بالتنسيق مع الميليشيات الشيعيّة المدعومة من طهران.

و الرئيس اوباما قال بعد سقوط الرمادي: "نحن لم نخسر" وتحدّث عن توقّف تكتيكي. ولكنّ الآخرين ليسوا بالتفاؤل نفسه تقول الغلوب اند ميل.

والجنرال جاك كين نائب قائد الجيش السابق أعرب  عن قناعته أمام لجنة القوّات المسلّحة في مجلس الشيوخ بعد سقوط الرمادي  وتدمر بأنّ الاستراتيجيّة المتّبعة لن تؤدّي إلى هزيمة تنظيم "الدولة الاسلاميّة".

وثمّة من يعطي مثال ليبيا التي ما زالت في حالة من التمزّق العنيف بعد اربع سنوات على الضربات الجويّة .

الرئيس الأميركي باراك اوباما وظهر خلفه نائب الرئيس جو بايدن
الرئيس الأميركي باراك اوباما وظهر خلفه نائب الرئيس جو بايدن © PC/AP/Evan Vucci

ورغم تباطؤ المهمّة الأميركيّة ورغم وجود ما بين الفين إلى ثلاثة آلاف من القوّات الخاصّة والمستشارين العسكريين الأميركيين في العراق ما زال الرئيس اوباما يعارض بشدّة مشاركة قوّات بريّة في القتال.

وتشير الغلوب اند ميل إلى ما قاله أحد المستشارين، فريد كاغن أمام لجنة القوّات المسلّحة في مجلس الشيوخ من أن ثمّة حاجة لنشر ما بين 15 ألفا إلى 20 ألف جندي في العراق وأنّ كل ّ ما دون ذلك هو غير جدّي.

والرئيس اوباما قال إنّه لا يمكن أن تحلّ الولايات المتحدة مكان العراقيين إن كانوا غيرَ راغبين او غير قادرين على التوصّل إلى تسويات سياسيّة لحكم بلادهم.

ويرى البعض أن الرئيس اوباما فشل في تعلّم الدروس القاتمة من العراق تقول الغلوب اند ميل.

وتنقل عن السناتور جون ماكين قوله إن الرئيس بوش كان يتحلّى بالشجاعة ما يكفي لمواجهة المدّ الصاعد في العراق ونجح فيما بعد في احتوائه.

ويأمل ماكين ويرجو أن يحذو الرئيس اوباما حذو سلفه  كما أشار بعد سقوط الرمادي تقول الصحيفة في ختام تعليقها.

 

استمعوا
فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.