تحت عنوان: " بيع السلاح بعيون مغمضة " علقت الصحافية الكندية أنييس غرودا في صحيفة لا بريس على صفقة بيع السلاح الكندي للمملكة العربية السعودية. قالت:
إذا كنت تبحث عن معلومات بشأن انتهاك المملكة السعودية لحقوق الإنسان، فلا تضع وقتك بالبحث عنها على موقع وزارة الخارجية الكندية الإلكتروني ولا حتى في ملفاتها، هذا ما اكتشفه الصحافي الكندي كين روبن في سعيه لمعرفة ما إذا كانت الحكومة الكندية اطلعت على مثل تلك التقارير قبل عقدها صفقة كبيرة لبيع معدات عسكرية للرياض. والأمر ليس تافها ذلك أن على الحكومة الكندية واجب التأكد من أن الأسلحة التي تبيعها لدولة ما لن تستعمل لقمع المدنيين.
ولا نتحدث عن أية صفقة إنما عن صفقة مهمة جدا وهي بقيمة خمسة عشر مليار دولار لبيع المملكة آليات مصفحة على مدى عشر سنوات ولا عن أي زبون كسائر الزبائن إنما المملكة السعودية المدرجة على اللائحة السوداء لكل المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في العالم جراء انتهاكاتها لتلك الحقوق عبر الجلد العلني وقطع الرؤوس وقمع النساء وكل أشكال المعارضة. وحتى وزارة الخارجية الأميركية تنشر على موقعها الإلكتروني ملفا بطول ثماني عشرة صفحة تفصل فيه تلك الانتهاكات .
وتتابع أنييس غرودا: ولا ننسى طبعا موقف الرياض عند اندلاع الربيع العربي ووصوله إلى البحرين وكيف سارعت المملكة للتدخل لخنق حركة الثورة في الدولة الجارة وهي ما زالت وحتى كتابة هذه السطور، تقصف اليمن في حملة عسكرية أسفرت حتى الآن عن مقتل ما يزيد عن ألف شخص غالبيتهم من المدنيين.
وبالتالي ليس غريبا أن نعتقد أن السعودية ستستعمل تلك الآليات لمثل تلك التدخلات العسكرية.
ويبدو أن كل ذلك لم تسمع به الحكومة الكندية بدليل إجابة وزارة الخارجية الكندية على طلب الصحافي كين روبن: " بعد بحث شامل قام به فريق إدارة المعلومات في الوزارة الذي دقق في الملفات المتوفرة لدينا لم يجد أية معلومات بشأن الطلب الذي تقدمت به".
وتعلق أنييس غرودا: لا توجد أية معلومة، أبدا، ولا كلمة واحدة عن الديكتاتورية السعودية في ملفات الخارجية الكندية، وتتابع:
لعل قمة السخرية تكمن في استعمال الحكومة الكندية معايير تصدير السلاح التي تعتمدها رسميا لتبرير رفضها التوقيع على الشرعة الجديدة لتجارة السلاح التي تمت برعاية الأمم المتحدة ودخلت حيز التنفيذ نهاية السنة الفائتة وسيعقد اجتماع عام للدول الموقعة عليها في المكسيك خلال الصيف المقبل ، فأين كندا من تلك المفاوضات الهادفة إلى تنظيم تجارة السلاح والسعي لعدم وقوعه في أيدٍ غير مرغوب فيها؟ هي غائبة تماما كما إيران والعراق وكوريا الشمالية، والأمر مخجل جدا تختم أنييس غرودا مقالتها في لا بريس.استمعوااستمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.