Photo Credit: RCI/راديو كندا الدولي

أقوال الصحف للأسبوع المنتهي في 31-05-2015

مجموعة مختارة من تعليقات الصحف الكنديّة الصادرة خلال الأسبوع مع مي ابوصعب وفادي الهاروني وبيار احمراني

صحيفة ذي غلوب اند ميل: سقوط الرمادي والاستراتيجيّة الاميركيّة

تناول الصحافي بول كورينغ في تعليق في صحيفة ذي غلوب اند ميل سقوط الرمادي بأيدي تنظيم "الدولة الاسلاميّة".

ورأت الصحيفة أن هروب الآلاف من القوّات العراقيّة المذعورة من الرمادي يكشف أكثر من الضعف الذريع للجيش العراقي.

وهو يكشف في العمق القصور في عقيدة الرئيس اوباما الاستراتيجيّة بأن القوّات الجويّة الأميركيّة ومعها قوّات أخرى على الأرض قد تبعث عراقا موحّدا وتهزم في الوقت عينه تنظيم "الدولة الاسلاميّة" وخلافتَه الوليدة القائمة على التطرّف السنّي العميق.

وتشير الصحيفة إلى ما قاله وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر الذي انتقد  ما أسماه فشل القوّات العراقيّة  في القتال في الرمادي، في إدانة صريحة لهذه القوّات.

والهروب ليس جديدا على الجيش العراقي الفاسد والذي يضمّ أعدادا كبيرة من المجنّدين حسب قول الصحيفة.

ومن المفترض أن تعكس  التعدديّة الاثنيّة في تركيبة الجيش الفكرة القائلة بأنّ الشيعة والسنّة والأكراد ملتزمون بعراق واحد.

ولكنّ الجيش انهار وهرب في ظلّ حال من الفوضى رغم أنّه أفضل تجهيزا وأكبر عددا من قوّات تنظيم "الدولة الاسلاميّة" العدوّة.

وقد سخر الجنرال مارتن دمبسي  رئيس هيئة الأركان المشتركة  من الجيش العراقي لأنّه لم يخرج من الرمادي  بل طُرد منها، تاركا وراءه المدنيين و معدّات وأليّات ضخمة ودبّابات وفّرتها له الولايات المتحدة وسيستخدمها الجهاديّون.

والرمادي تمثّل بشكل صارخ حقيقة أن الكثير من المجنّدين العراقيين غير مستعدّين للقتال والموت من أجل مفهوم بلد موحّد لا يوجد ولن يوجد أبدا ربّما، خصوصا عندما يعني القتال أن تكون مذبوحا على يد جهاديّي تنظيم "الدولة الاسلاميّة".

وفي حال كانت هنالك معركة ثانية في الرمادي، فستكون على الأرجح على الخطّ الطائفي السنّي الشيعي تقول ذي غلوب اند ميل، على غرار المعارك الدائرة في العراق والتي تنحو باتجاه تقسيم البلد أكثر من توحيده.

وإدارة الرئيس اوباما تقف وراء حكومة حيدر العبادي وهو شيعي، وسعيه للتوصّل إلى بلد متسامح مشتمل لكلّ الاعراق والأديان، وجيش مستعدّ للدفاع عن كلّ ذلك.

والناطق باسم الرئيس اوباما أقرّ بأن بناء قوّة مقاتلة محليّة قادرة وراغبة يستغرق وقتا طويلا.

وإعادة بناء الجيش العراقي خلال الاحتلال الأميركي استغرقت وقتا طويلا وكانت عالية الكلفة.

واختفى بعد انسحاب القوّات الأميركيّة من العراق عام 2011، وبعد أربع سنوات أصبح تنظيم ما يسمّى "الدولة الاسلاميّة" يسيطر على ثلث مساحة العراق وعلى منطقة شاسعة في سوريّا.

جندي عراقي في ضواحي بغداد يحمل طفلا عراقيّا نازحا من الرمادي في 19 أيّار مايو 2015
جندي عراقي في ضواحي بغداد يحمل طفلا عراقيّا نازحا من الرمادي في 19 أيّار مايو 2015 © STRINGER Iraq / Reuters

واستراتيجيّة الرئيس اوباما القاضية بتوجيه ضربات جويّة بمساعدة جيوش عربيّة على الأرض لدحر التنظيم هي متوقّفة ويُنظر إليها على أنّها في احسن الأحوال حرب طائفيّة مقنّعة ضدّ السنّة بالتنسيق مع الميليشيات الشيعيّة المدعومة من طهران.

و الرئيس اوباما قال بعد سقوط الرمادي: "نحن لم نخسر" وتحدّث عن توقّف تكتيكي. ولكنّ الآخرين ليسوا بالتفاؤل نفسه تقول الغلوب اند ميل.

والجنرال جاك كين نائب قائد الجيش السابق أعرب  عن قناعته أمام لجنة القوّات المسلّحة في مجلس الشيوخ بعد سقوط الرمادي  وتدمر بأنّ الاستراتيجيّة المتّبعة لن تؤدّي إلى هزيمة تنظيم "الدولة الاسلاميّة".

وثمّة من يعطي مثال ليبيا التي ما زالت في حالة من التمزّق العنيف بعد اربع سنوات على الضربات الجويّة .

ورغم تباطؤ المهمّة الأميركيّة ورغم وجود ما بين الفين إلى ثلاثة آلاف من القوّات الخاصّة والمستشارين العسكريين الأميركيين في العراق ما زال الرئيس اوباما يعارض بشدّة مشاركة قوّات بريّة في القتال.

وتشير الغلوب اند ميل إلى ما قاله أحد المستشارين، فريد كاغن أمام لجنة القوّات المسلّحة في مجلس الشيوخ من أن ثمّة حاجة لنشر ما بين 15 ألفا إلى 20 ألف جندي في العراق وأنّ كل ّ ما دون ذلك هو غير جدّي.

والرئيس اوباما قال إنّه لا يمكن أن تحلّ الولايات المتحدة مكان العراقيين إن كانوا غيرَ راغبين او غير قادرين على التوصّل إلى تسويات سياسيّة لحكم بلادهم.

ويرى البعض أن الرئيس اوباما فشل في تعلّم الدروس القاتمة من العراق تقول الغلوب اند ميل.

وتنقل عن السناتور جون ماكين قوله إن الرئيس بوش كان يتحلّى بالشجاعة ما يكفي لمواجهة المدّ الصاعد في العراق ونجح فيما بعد في احتوائه.

ويأمل ماكين ويرجو أن يحذو الرئيس اوباما حذو سلفه تقول الصحيفة في ختام تعليقها.

صحيفة لابريس: الاعلام الدولي والتقصير الكندي

تحت عنوان: "بؤس الإعلام الدولي"، نشرت صحيفة لا بريس تعليقا للخبير الكندي في الشؤون الدولية جوسلان كولون حول ما بات يعرف هنا بـ"فضيحة بوغينغو". وفرانسوا بوغينغو هو صحافي كندي يتعاطى الشؤون الدولية في الصحافة المكتوبة والمرئية والمسموعة وقد كشفت سلسلة تقارير نشرتها صحيفة لا بريس أنه لم يكن أمينا في نقل المعلومات وأنه تمادى في توليف قصص ومقابلات وتقارير كاذبة.

يقول كولون: إن التحقيق الذي نشرته لا بريس بشأن الصحافي تحقيق شجاع وموثق فهو يكشف حقائق مقلقة ويرفع النقاب عن بعض الممارسات الصحافية، لكن ذلك لا يقلل من موهبة فرنسوا بوغينغو الذي حظي بتقدير من طالعوا مثلا أول كتاب أصدره عام سبعة وتسعين. ويسارع كولون إلى القول إنه طبعا ليس في صدد الدفاع عن الصحافي فهو بات الآن في مواجهة ضميره وعليه التوضيح ونحن ننتظر روايته لما حدث بفارغ الصبر.

الصحافي الكندي  فرانسوا بوغينغو
الصحافي الكندي فرانسوا بوغينغو © Radio-Canada

ويتابع كولون: ثمة ناحية مظلمة ومخفية للإعلام الدولي وبالتالي من الصعب التحقق منها بخلاف الإعلام المحلي والوطني. وقد ألمح إلى ذلك بصورة غير مباشرة رئيس حكومة مقاطعة كيبيك في تعليقه على المسألة إذ اعتبر أنه "من الغريب أن يتمكن صحافي في وسيلة إعلام جدية، من توليف مقالات أو ريبورتاجات حول الشؤون الدولية. لكن الأمر ليس مستغربا يعلق كولون بعد تجربة عمرها ثلاثون عاما في الإعلام الدولي ويضيف:

يرتكز الإعلام على وقائع ولكن أيضا على الثقة بمن يفترض فيهم نقل تلك الوقائع بدقة ومهنية. والتلاعب في الأخبار المحلية والوطنية يمكن كشفه بسهولة فالمعنيون بملف ما موجودون في الداخل ويمكن التحقق من المعلومة مباشرة منهم. وإذا كان القرب يحث على الحذر فالبعد يدفع إلى اعتماد الكثير من اليقظة والاحتراس. والإعلام الدولي يخضع لهذا القانون حيث من الصعب التحقق من المعلومة عن بعد وكثيرا ما يتم نشر أي شيء.

إن مسألة بوغينغو تجسد واقعا وهو أن الإعلام الكيبيكي قلما يهتم بالشأن الدولي الذي يعاني من بؤس مزدوج: مالي وفكري والاهتمام عادة ما ينصب، عن خطأ أو صواب، على أمور أخرى والصحافيون المتخصصون في الشؤون الدولية، إذا ما وجدوا، هم قليلون جدا وليس بإمكانهم تغطية كل الأحداث الدولية والتحقق دائما من صحة الكم الهائل من تلك الأخبار ما يفتح المجال أمام الاختلاق يختم الخبير الكندي في الشؤون الدولية جوسلان كولون تعليقه المنشور في صحيفة لا بريس.

إعلانات تجارية باللغة الصينية في مدينة ريتشموند في مقاطعة بريتيش كولومبيا
إعلانات تجارية باللغة الصينية في مدينة ريتشموند في مقاطعة بريتيش كولومبيا © CBC (هيئة الإذاعة الكندية)

 ومجدداً إلى "ذي غلوب أند ميل" التي علقت على قرار بلدية ريتشموند عدم سن قوانين بشأن الإعلان الأحادي باللغة الصينية على واجهات المتاجر. وتعد مدينة ريتشموند نحواً من 200 ألف نسمة وهي جزء من فانكوفر الكبرى الواقعة على ساحل الهادي.

"لنهنئ العمدة مالكولم برودي والمجلس البلدي لريتشموند في مقاطعة بريتيش كولومبيا على قرارهم بعدم الغطس في دوامة السياسات الثقافية واللغوية"، كتبت الصحيفة الواسعة الانتشار في كندا.

وكان عمدة ريتشموند قد قال مساء الاثنين عقب اجتماع المجلس البلدي لمدينته إن المجلس قرر عدم إجراء متابعة لقانون فرعي حول لغة الإعلان. وآثر أعضاء المجلس البلدي عوض ذلك إقرار مذكرة تنص على الحد من المساحة المخصصة للإعلان باللغة الصينية على واجهات المتاجر الزجاجية. وكانت اثنتان من سكان ريتشموند قد رفعتا عريضة إلى البلدية في آذار (مارس) 2013 تحمل تواقيع 1000 شخص من سكان المدينة وأصحاب الأعمال فيها يطالبون بمنع الإعلان الأحادي اللغة بالصينية.

ورأت الصحيفة أن العمدة برودي وسائر أعضاء المجلس البلدي لم يدعوا أنفسهم يلينون أمام دعوات صادرة عن بعض سكان ريتشموند، بعضها يعود لتسعينيات القرن الفائت، للحد من استخدام الأحرف الصينية على واجهات المتاجر في المدينة. فمن المؤكد أن قانوناً فرعياً من هذا النوع لن يُعتبر مقبولاً بموجب الشرعة الكندية للحقوق والحريات (Canadian Charter of Rights and Freedoms) ترى "ذي غلوب أند ميل".

لكن عوض ذلك ستقوم البلدية بتشجيع أصحاب المتاجر على وضع إعلانات باللغتيْن الإنكليزية والصينية والتخفيف من اللافتات والمناشير الأحادية اللغة، بالصينية، على واجهات المتاجر وفي الداخل، تقول الصحيفة.

وتضيف "ذي غلوب أند ميل" أن أكثر من نصف سكان ريتشموند بقليل من أصول صينية، لكن مسحاً للافتات التجارية أجرته البلدية مؤخراً أظهر أن 4,5% منها فقط هي أحادية اللغة وبلغة غير الإنكليزية. وهذا بالكاد يمكن اعتباره ميلاً للانعزال أو فشلاً في الاندماج، ترى "ذي غلوب أند ميل".

وتتابع الصحيفة قائلة إن أحد الداعين لوضع قيود لغوية على الإعلان التجاري جادل بأن اعتماد اللغة الصينية لوحدها يشكل تهديداً لمفهوم التعددية الثقافية. كيف يكون ذلك؟ تتساءل "ذي غلوب أند ميل". هذا التفكير يظهر كم أن معنى، لا بل معاني، التنوع والتعددية الثقافية أصبحت مبهمة، تقول الصحيفة الكندية.

لكن هذا ليس بالضرورة أمراً سيئاً، فأحياناً تظهر كندا مقدرة على الوصول إلى نتيجة إيجابية ودون تخطيط. ويبدو أن مدينة ريتشموند في بريتيش كولومبيا تتقن هذا الأمر، تختم "ذي غلوب أند ميل".

استمعوا

 

 

 

 

 

 

 

فئة:دولي، سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ، ، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.