وزير الخارجيّة الأميركي جون كيري خلال افتتاح مؤتمر مراجعة معاهدة الحدّ من انتشار الأسلحة النوويّة في نيويورك في 27-04-2015

وزير الخارجيّة الأميركي جون كيري خلال افتتاح مؤتمر مراجعة معاهدة الحدّ من انتشار الأسلحة النوويّة في نيويورك في 27-04-2015
Photo Credit: Mike Segar / Reuters

“صرفنا النظر فأصبح العالم أكثر خطورة”

تناولت صحيفة الغلوب اند ميل في تعليق بقلم الصحافيّة اليزابيت رنزيتي مؤتمر متابعة معاهدة  الحدّ من انتشار   الأسلحة النوويّة  الذي استضافته نيويورك مطلع الشهر الفائت.

وتساءلت إن كان علينا أن نهتمّ بالانتقادات التي تقول بأنّه كان فاشلا ومخيّبا للآمال وأنّ كندا على الطرف المتلقّي لجزء من اللوم.

وتَجري مفاوضات معاهدة الحدّ من الانتشار النووي مرّة كلّ خمس سنوات بهدف إعادة النظر في المعاهدة التي مضى خمسة واربعون عاما على توقيعها.

وغالبا ما تنتهي المفاوضات بوثيقة توقّعها 190 دولة تحدّد العمل في المستقبل بشأن نزع السلاح.

ولكنّ الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا تردّدت هذه المرّة في التوقيع على الوثيقة.

والسبب يعود ببساطة إلى بند مصري للبحث في جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي.

وإسرائيل التي لم تعترف أبدا بامتلاك مخزون نووي شكرت كندا على موقفها.

والأمر معقّد للغاية و لا يسمع الجمهور حوله بما فيه الكفاية.

ومراجعة معاهدة الحدّ من الانتشار النووي ليست واضحة لا على صعيد النقاشات التقنيّة ولا على صعيد المنحى الدبلوماسي.

ولكنّ العالم سيكون مكانا أكثر خطورة من دون معاهدة الحدّ من الانتشار النووي.

ومتتبّعو الملف النووي يرون أن العالم أصبح أكثر خطورة على غرار ما يقوله جورج شولتز وزير الخارجيّة الأميركي السابق الذي أشرف على المفاوضات الأميركيّة السوفياتيّة عام 1987.

وكتب شولتز يقول إن العالم انعطف نحو الأسوأ مع نتيجة واحدة هي التهديد المتزايد من انتشار الأسلحة النوويّة.

وروسيّا لا تتبجّح هذه الأيّام ولكنّها تثير الضجيج المشؤوم  بشأن زيادة ترسانتها النوويّة  تقول ذي غلوب اند ميل.

ومع ارتفاع حدّة التوتّر بسبب الحرب في أوكرانيا، تتّهم الولايات المتحدة وروسيا إحداهما الأخرى بانتهاك المعاهدة التاريخيّة الموقّعة بينهما عام 1987.

وهذا ما أحيا آمال الرئيس اوباما خلال خطاب ألقاه في براغ عام 2009، وتعهّد خلاله بالعمل من أجل عالم خال من الأسلحة النوويّة.

وثمّة اهتمام كبير في صفقة ممكنة للحدّ من طموحات إيران النوويّة واهتمام أقلّ بالأسلحة النوويّة التي تمّ انتاجها بالفعل وهي في حالة تأهّب وجاهزة لأن تُنشر في أيّ لحظة.

وتشير الصحيفة إلى تقرير وضعته منظّمة غلوبال زيرو التي تعمل لإزالة الأسلحة النوويّة.

وتنقل عن القائد السابق للقوات النوويّة الأميركيّة الجنرال جيمس كارترايت الذي شارك في وضع التقرير أنّ أنظمة إطلاق الانذار معرّضة لإطلاق إنذارات خاطئة.

ويشير التقرير إلى وجود المئات من الصواريخ تحمل 1880 رأسا نوويّا جاهزة للإطلاق في لحظة ، وإلى نقاط ضعف في إجراءات الإنذار المبكّر وإلى ارتفاع احتمال وقوع أخطاء بشريّة خطيرة في نظم الرقابة النوويّة.

لكنّ الخبر السارّ في كلّ ذلك حسب الصحيفة أنّ العالم ضاق ذرعا ببطء نزع السلاح من قبل الدول النوويّة التسع.

وجزيرة مارشال رفعت دعوى قضائيّة أمام المحاكم الدوليّة  ضدّ الدول النوويّة التسع لأنّها لم تقم بنزع سلاحها النووي.

وتشير ذي غلوب اند ميل  في ختام تعليقها  إلى "التعهد النمساوي"  الذي صدر في مؤتمر فيينا حول الآثار الانسانيّة للأسلحة النوويّة الذي انعقد في كانون الأوّل ديسمبر الماضي.

ويدعو التعهّد كافّة الدول إلى حظر الأسلحة النوويّة وإزالتها على ضوء العواقب الانسانيّة والمخاطر المرتبطة بها.

ولم توقّع كندا ولا الدول التسع النوويّة على التعهّد كما تقول الصحيفة خاتمة تعليقها.

 

استمعوا

 

 

 

 

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.