رئيس حكومة كيبيك الأسبق الراحل جاك باريزو

رئيس حكومة كيبيك الأسبق الراحل جاك باريزو
Photo Credit: PC / Ryan Remiorz/Canadian Press

كيبيك تودّع احد كبار رجالاتها: جاك باريزو

غيّب الموت الليلة الماضية رئيس وزراء كيبيك الأسبق والزعيم الاستقلالي جاك باريزو عن 84 عاما.

وأعلنت زوجته ليزيت لابوانت النبأ منتصف الليل في تغريدة على تويتر وعلى موقع فيسبوك.

"إنّه مساء حزين، لقد رحل رجل حياتي ...رحل بهدوء محاطا بالحبّ. إنه حزن كبير وفراغ هائل" كتبت ليزيت لابوانت.

وأعلنت حكومة كيبيك تعليق عمل الجمعيّة الوطنيّة وتكريس جلسة بعد الظهر لتكريم ذكرى الراحل الكبير.

ووجّه رئيس الحكومة فيليب كويار تعازيه إلى أسرة الراحل وممّا قاله:

الكيبيكيّون جميعا في حالة حداد وقد فقدوا رجل دولة عظيما، كرّس حياته لخدمة كيبيك والخدمة العامّة ، أحد كبار بناة كيبيك الحديثة ولا سيّما تولّي الكيبيكيّين أنفسهم الوسائل الماليّة و الاقتصاديّة الضروريّة لتحقيق التطوّر.

وأكّد أن حكومة كيبيك ستخلّد ذكراه وستطلق اسم جاك باريزو على المقرّ المركزي لصندوق الودائع والتوظيفات في مدينة مونتريال.

وأشار إلى أن ذكرى باريزو ملك لكلّ الكيبيكيّين بغض النظر عن انتماءاتهم السياسيّة.

وأشار إلى أن أسرة باريزو وافقت على  دعوة الحكومة بإجراء مراسم جنازة رسميّة وأن باريزو ترك تعليمات حول جنازته.

أبصر جاك  باريزو النور في مدينة مونتريال عام  1930 من أسرة ميسورة.

تابع علومه الجامعيّة في باريس وحاز على شهادة في الحقوق من معهد الدراسات السياسيّة و حاز بعدها على شهادة في الاقتصاد من كليّة لندن  للإقتصا د London school of economics.

مارس التدريس في معهد الدراسات الاقتصاديّة العليا في مونتريال بين عامي 1955 و 1976 وأصبح رئيسا لمعهد الاقتصاد التطبيقي فيه من العام 1973 حتى العام 1975.

رئيس حكومة كيبيك رينيه ليفيك (إلى اليمين) ووزير ماليّته جاك باريزو  في شباط فبراير عام 1982
رئيس حكومة كيبيك رينيه ليفيك (إلى اليمين) ووزير ماليّته جاك باريزو في شباط فبراير عام 1982 © RON POLING/ CP

عمل جاك باريزو كمستشار في العديد من الوزارات الكيبيكيّة في ستينات القرن الماضي واصبح مستشارا اقتصاديّا وماليّا لرئيس حكومة كيبيك جان لوساج أب الثورة الهادئة في المقاطعة.

وشارك خلال تلك الفترة  في العديد من الانجازات التي حقّقتها الثورة الهادئة ومن بينها تأميم شركة الكهرباء وإنشاء نظام تعويضات التقاعد الكيبيكي  وصندوق الودائع والتوظيفات.

في عام 1969 انضمّ  باريزو رسميّا إلى الحزب الكيبيكي لتصبح قضيّة استقلال كيبيك في صلب عمله السياسي.

ويردّ البعض  النزعة الاستقلاليّة في كيبيك إلى تاريخ الشعبين المؤسّسين: الكنديين الفرنسيّين والكنديين الانكليز وإلى معركة سهول ابراهام التي جرت بين القوّات البريطانيّة والفرنسيّة في مدينة كيبيك في العام 1759.

وشهدت  النزعة الاستقلاليّة ذروتها في خمسينات وستينات القرن الماضي مع وصول الحزب الكيبيكي إلى السلطة.

وأجرى زعيم الحزب رئيس الحكومة رينيه ليفيك استفتاء حول استقلال المقاطعة عن الاتحاديّة الكنديّة عام 1980، ولكنّه فشل في تحقيق هدفه.

وكان جاك باريزو إلى جانب الزعيم الاستقلالي الذي كان يدعو إلى السيادة في إطار الشراكة مع كندا.

في سبتمبر ايلول عام 1994 أصبح جاك باريزو رئيسا لحكومة كيبيك.

ودعا في الثلاثين من تشرين الأول اكتوبر من العام  1995 إلى استفتاء حول انفصال المقاطعة عن الاتحاديّة الكنديّة.

وفشل الاستفتاء بفارق بسيط  وجاءت النتيجة ب 50،58 بالمئة لصالح الاتحاديّة و49،42  بالمئة لصالح دعاة الاستقلال.

جاك باريزو يتحدث بعد فوزه بالسلطة في كيبيك  في انتخابات العام 1994
جاك باريزو يتحدث بعد فوزه بالسلطة في كيبيك في انتخابات العام 1994 © Reuters/Andy Clark

وألقى باريزو ليلتها خطابا شهيرا أنحى فيه باللائمة  في الفشل على الأقليّات العرقيّة والمال وممّا قاله يومها:

صحيح أنّنا هُزمنا  ولكن لماذا ؟ بسبب المال والتصويت الإثني بصورة أساسيّة، وهذا يعني أنه بدل أن يكون في المرّة المقبلة من يصوّتون بنعم  60 او 61 بالمئة، سنكون 63 و64 بالمئة وسيكون ذلك كافيا قال جاك باريزو في خطاب حماسي.

ويشير المقرّبون إلى أن باريزو رفض التراجع فيما بعد عن تصريحاته وقال إنّه يتحمّل تبعات أقواله.

ويشيرون إلى أن هذا المقطع من خطابه ظلّ يرافقه طوال حياته.

وانقسمت مواقف الاستقلاليين حيال المسألة وثمّة من وافق جاك باريزو الرأي وثمّة من انتقده.

وقدّم باريزو في اليوم التالي استقالته كرئيس حكومة كيبيك وزعيم الحزب الكيبيكي ونائب عن دائرة لاسومبسيون.

ورغم اعتزاله العمل السياسي، بقي لمواقفه وتصريحاته بشأن ما يجري في كيبيك وزنها وتأثيرها.

وفي العام 2013 ادلى بدلوه بشأن مشروع شرعة القيم الذي وضعته حكومة الحزب الكيبيكي برئاسة بولين ماروا.

ورأى باريزو يومها أن مشروع القانون يذهب بعيدا في اقتراحه منع ارتداء الرموز الدينيّة في الادارات العامّة.

وفي عام 2014 تحدّث في واحد من آخر خطاباته عمّا أسماه انجراف الحزب الكيبيكي والغموض بشأن مشروع الاستفتاء.

وظلّ باريزو وفيّا لموقفه الداعي بصراحة ودون مواربة إلى استقلال كيبيك عن الاتحاديّة الكنديّة.

واعتبر أنّه من الضروري أن يعلم الناخبون أنّ فوز الحزب الكيبيكي بالسلطة يؤدّي حتما إلى استفتاء حول استقلال المقاطعة.

يبقى أخيرا أن ردود الفعل ما زالت تتوالى في كيبيك وكندا، ويثني مؤيّدو باريزو ومعارضوه من أهل السياسة والمواطنين العاديّين على مآثر واحد  من كبار رجالات كيبيك، الذي يترك بوفاته فراغا كبيرا على الساحة السياسيّة في البلاد.

 

استمعوا

 

 

 

فئة:سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.