أكراد يتظاهرون فرحا

أكراد يتظاهرون فرحا
Photo Credit: رويترز / مزراد سيزير

أردوغان: ربح بطعم الخسارة

 

من اثنين وخمسين بالمئة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية الأخيرة إلى واحد وأربعين بالمئة نالها حزبه في الانتخابات التشريعية  أمس، تراجعت شعبية حزب العدالة والتنمية بزعامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأكثر من عشر نقاط فأفقدته غالبية مجلس النواب وستضطره إلى تشكيل حكومة ائتلافية قد يواجه صعوبة في تشكيلها  جراء مواقفه  العنيفة ضد المعارضة والصحافة والقضاء الذي كان يرفض الانصياع لمشيئته وضد كل من كان يجرؤ على معارضته إضافة إلى فضائح الفساد وقمع التظاهرات  وخاصة في ميدان تقسيم منذ سنتين بالتمام والتي كانت بداية الغيث وأدت إلى الوضع الراهن كما يقول المحلل السياسي في هيئة الإذاعة الكندية فرانسوا بروسو ويضيف:

"معروف أن لتركيا تاريخا طويلا من الحكم الاستبدادي والعسكريتاريا  والقمع البوليسي ومنذ حوالي عشرين عاما سارت على الطريق الديموقراطية حتى العام ألفين واثنين تقريبا حيث بدأ النظام يجنح صوب التشدد والقمع وجاءت نتائج انتخابات الأمس بمثابة تنديد بهذا المنحى " ويضيف:

" من هنا فنتائج الانتخابات محاولة لوقف هذا الانجراف نحو الحكم المطلق وخسارة شخصية لأردوغان الذي كان دائما يشدد في خطاباته الانتخابية: أريد أربعمئة نائب، أعطوني أربعمئة نائب. صحيح أنها كانت انتخابات تشريعية وليس رئاسية إنما الرئيس كان دائما حاضرا. كانت بمثابة استفتاء .

ما أسباب هذه الخسارة ؟ أكثر من سبب يقول فرانسوا بروسو فإضافة إلى ما تقدم كان للعامل الديني دور في النتائج:

"كان أردوغان خلال الحملة الانتخابية يبدأ خطاباته دائما بآيات قرآنية خلافا لمبادئ العلمنة التي وضعها مصطفى كمال مؤسس الدولة التركية الحديثة الذي ألغى الرموز الدينية في الحياة السياسية والمرافق العامة والمدارس . كما شهدنا في السنوات الأخيرة مواقف محافظة جدا لأردوغان تتعلق  مثلا بوضع المرأة . وطبعا هذا التوجه المحافظ مقرونا باستبداد ذي طابع وطني أربح أردوغان أصواتا كثيرة  خاصة في الأرياف لكنه أخسر بالمقابل أصواتا كثيرة رافضة لهذا المنحى بدليل نتائج الانتخابات.

ولكن ثمة سببا أكثر أهمية لهذه الخسارة يقول فرانسوا بروسو، وهو دور الأكراد:

"هم الذين أطلقوا الصاروخ لإسقاط تقدم أردوغان. فللمرة الأولى تمكن حزب الشعوب  الديموقراطي المؤيد للأكراد وسائر الأقليات من تخطي نسبة العشرة بالمئة وإيصال ثمانين نائبا للبرلمان ما حرم أردوغان من الغالبية النيابية التي طالما تمتع بها طيلة سنوات حكمه.

يبقى أن السيناريوهات لتشكيل الحكومة تبدأ باحتمال تحالفه مع حزب اليمين مرورا باحتمال تحالفه مع الأكراد أو تشكيل حكومة أقلية للمرة الأولى وصولا إلى إجراء انتخابات مبكرة قد تؤدي نتائجها إلى خسارة أكبر للرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه.استمعوا

فئة:دولي
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.