بعد عام على سقوط الموصل بيد تنظيم "الدولة الإسلاميّة"، قالت القوّات الأميركيّة إن القوّات العراقيّة تدعمها قوّات الحشد الشعبي وغارات التحالف حقّقت تقدّما كبيرا في معركتها ضدّ التنظيم في مدينة بيجي ومصفاة النفط التي تعدّ من أكبر مصافي العراق.
وبعد نحو سنة على سقوط الموصل تكرّر السيناريو في مدينة الرمادي التي تمكّن التنظيم من السيطرة عليها في السابع عشر من أيّار مايو الفائت.
وأصبحت الرمادي أكبر مدن محافظة الأنبار تحت سيطرته في أبرز تطوّر منذ أن أحكم التنظيم سيطرته على مدينة الموصل.
و قام التنظيم قبل أيّام بإغلاق سدّ الرمادي وقطع مياه نهر الفرات عن مناطق عديدة في محافظة الأنبار.
و طرح هذا التطوّر علامة استفهام حول استراتيجيّة التنظيم وما إذا كان قد فتح حرب مياه، وأيضا حول قدرة القوّات العراقيّة على التصدّي له. وتقوم القوّات العراقيّة والحشد الشعبي وقوّات العشائر بهجوم مضادّ لاستعادة الرمادي.
يقول جوسلان كولون مدير شبكة الأبحاث حول عمليّات السلام في حديث لراديو كندا إن التنظيم يستخدم كلّ الوسائل الممكنة لتحقيق اهدافه ويضيف:
هدف التنظيم الأساسي هو إقامة دولة للسيطرة على الأراضي وعلى البشر وبصورة خاصّة على الموارد. وهو يستخدم هذه الموارد في مواجهته مع خصومه أي الحكومة العراقيّة.
وليست هذه المرّة الأولى التي يلجأ فيها تنظيم "الدولة الإسلاميّة" إلى إغلاق فتحات السدّ لخفض منسوب المياه كما يقول جوسلان كولون ويضيف بالقول:
حدث ذلك قبل اليوم ولكنّ التنظيم تراجع عنه بسبب اعتراض الأهالي. وسنرى إن كان الأمر سيتكرّر هذه المرّة لأنّ التنظيم يسيطر على مدينة الرمادي.
والقوّات العراقيّة تسعى لاستعادة المدينة وإرهابيّو التنظيم يستخدمون كلّ الوسائل لعرقلة مساعيها.
ويتابع جوسلان كولون فيشير إلى أنّ إغلاق السدّ يحرم مناطق واسعة من المياه ، مياه الشرب ومياه الرّي ،وقد يتسبّب بأزمة إنسانيّة كبيرة كما يقول ويضيف:
هذه الاستراتيجيّة التي يستخدمها تنظيم "الدولة الاسلاميّة" ليست جديدة وسبق أن شاهدناها في حروب وصراعات أخرى في الشرق الأوسط وافريقيا وسواهما.
و حول استراتيجيّة التنظيم الذي شنّ حملة سيّارات مفخّخة قبل الهجوم على المدينة يشير كولون إلى أن الشاحنات المفخّخة تُستخدم في الكثير من العمليّات الانتحاريّة منذ نحو 20 عاما وقد تركت آثارا مدمَّرة ويضيف:
قبل اليوم كانوا يستخدمون السيّارات او الأشخاص لتنفيذ عمليّات انتحاريّة. واليوم أصبحوا يستخدمون الشاحنات.
وتقترب هذه الشاحنات من نقطة تفتيش او من قاعدة عسكريّة او من مدرسة او مركز للشرطة ويتمّ تفجيرها قبل أن تتدخّل قوّات الأمن او لدى تدخّلها بهدف إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا.
ويرى جوسلان كولون أن البعض يصوّر دور تنظيم "الدولة الإسلاميّة" وكأنّه أكبر ممّا هو عليه فعلا ويضيف:
يقوم التنظيم بعمليّات مثيرة تُردِّد وسائل الإعلام الغربيّة صداها مع التأكيد أن القوّات العراقيّة لم تكن أحيانا على المستوى المطلوب.
ولدى التنظيم ما بين عشرة آلاف إلى خمسة عشر ألف مقاتل وهو يسيطر على مساحة صحراويّة بمعظمها.
والسيطرة عليها قد تكون خطيرة بالنسبة له لأن كلّ فرد من أفراده وكلّ آليّة تابعة له تصبح هدفا سهلا لقوّات التحالف التي أمكنها استهداف نحو أربعة آلاف هدف بين عتيد وعتاد كما يقول جوسلان كولون ويضيف بالقول:
التنظيم في حالة تراجع اليوم ويتحتّم أن يكون هنالك تنسيق أفضل للتحالف وخاصّة الشركاء العرب وان تتوفّر لديهم إرادة سياسيّة للقضاء عليه.
والإرادة تلك لم تظهر بعد. ورئيس الحكومة العراقيّة حيدر عبادي أنحى باللائمة نهاية الأسبوع الفائت على تحرّكات التحالف في مواجهة التنظيم .
ولكنّ جزءا من الملامة يقع على عاتق الحكومة العراقيّة لتي لم تتحمّل مسؤوليّاتها منذ سنتين حتى اليوم كما يقول جوسلان كولون مدير شبكة الأبحاث حول عمليّات السلام التابعة لجامعة مونتريال في حديثه لراديو كندا.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.