صحيفة ذي غولب اند ميل الواسعة الانتشار نشرت تعليقا بقلم ستيفن كورنيش المدير التنفيذي لمنظّمة أطبّاء بلا حدود فرع كندا يتناول فيه مسألة معاناة اللاجئين.
و يشير إلى أن الآلاف يموتون وهم في طريقهم نحو ما يعتبرونه حياة أفضل لهم وهربا من المعاناة في المخيّمات.
ويرى أنّهم يستحقّون أن نمدّ لهم يد المساعدة.
ويعطي مثال لاجئة من ليبيا أنقذها فريق أطبّاء بلا حدود مع اثنين وتسعين لاجئا من قارب في عرض البحر المتوسّط.
وتقول إنّها خاطرت بحياتها مع باقي اللاجئين بحثا عن حياة أفضل.
و اللاجئة تلك واحدة من بين ملايين الأشخاص حول العالم الذين غادروا بلادهم بحثا عن حياة أفضل وعن مكان أكثر أمانا.
وهي محظوظة إذا ما عرفنا أن 1800 مهاجر ماتوا غرقا في مياه المتوسّط منذ مطلع العام الحالي.
وفي اميركا الوسطى، يموت آلاف اللاجئين سنويّا ويتعرّض الكثيرون للاغتصاب والسرقة والاعتداء.
و هنالك أيضا أزمة اللاجئين الروهينغا المعرّضين للموت وسط البحار.
كلّ هذه المآسي تظهر العواقب الانسانيّة المروّعة للتعاطي مع الهجرة كما يقول ستيفن كورنيش في ذي غلوب اند ميل.
ويتحدّث كورنيش عن الافتقار إلى الاحساس الأخلاقي بالسخط عندما يتعلّق الأمر بالظروف التي تدفع بالمهاجرين للقيام بهذه الرحلات الخطيرة أو بالمعاملة الثقيلة الوطأة التي يتلقّونها على حدودنا.
وفكرة غرق اللاجئين في المتوسّط تثير المشاعر، خلافا لفكرة غرقهم في اليأس والقنوط التي هي أشبه بعقوبة السجن مدى الحياة في مخيّمات اللاجئين.
هذا رغم الالتزامات الدوليّة برعاية الأشخاص الذين ينزحون بسبب النزاعات وإعادة توطينهم.
ويرى المدير التنفيذي لمنظّمة أطبّاء بلا حدود فرع كندا أن ثمّة حاجة لإعادة النظر في سياسات الهجرة.
فالذين يرحلون عن ديارهم في هذه الظروف المروّعة هم بشر هاربون من أوضاع بائسة.
وهنالك مهاجرون اقتصاديّون يبحثون عن مستقبل لأطفالهم ولاجئون يسعون للهرب من العنف والبؤس.
وجميعهم يأتون من دول فاشلة ودول مزّقتها الحروب كالصومال والمكسيك وليبيا.
ومحنتهم أزمة إنسانيّة ينبغي ألاّ تجد مكانا لها في عالمنا المُعولَم والمترابط.
والنظرة إلى الهجرة بمنظور ماكرو اقتصادي او سياسي يفقدنا النظرة إلى أشخاص يخاطرون بحياتهم هربا من الاضطهاد و العنف والبؤس.
وتناقش اوروبا تفجير قوارب المهاجرين لوقف حوادث غرق المهاجرين.
ولوقف تدفّق اللاجئين عبر حدود المكسيك تلجأ الولايات المتّحدة إلى حملة اعتقالات في صفوفهم وإلى إخلاء خطوط السكك الحديديّة بالقوّة.

ومن السهل بالنسبة للكثيرين في كندا أن يعتقدوا أن هذه المشاكل موجودة في دول أخرى.
فليس لدينا قوارب مليئة بالبشر قبالة سواحلنا ولا نتعامل مع مئات آلاف الحالات من الهجرة غير الشرعيّة سنويّا.
ولدينا شعور بأنّنا بلد مضيف يفتح أبوابه للجميع. ولكنّه يتعيّن علينا أن نفكّر مليّا في دورنا في مآسي المهاجرين.
فكندا شريك للمكسيك في اتفاقيّة التبادل الحرّ في اميركا الشماليّة المعروفة بالنافتا.
ونحن مرتاحون لأنّ تدفّق السلع بين بلدينا يخلق المزيد من الثروات ولكنّنا نادرا ما ننظر إلى حركة تنقّل الأفراد في إطار هذا الاتفاق.
وغالبا ما يلقى اولئك الذين يصلون هنا لأسباب غير اقتصاديّة هربا من الاضطهاد والحرب معاملة قاسية وقليلا من الرعاية.
وعندما نواجه وصول أعداد كبيرة من اللاجئين إلى السواحل الكنديّة، كما حصل عام 2010 يوم وصل عدد كبير من اللاجئين التاميل السري لانكيّين إلى سواحل بريتيش كولومبيا، فإنّنا لا نتعامل دوما معهم بانفتاح.
ويشير ستيفن كورنيش إلى أنّ منظّمة أطبّاء بلا حدود تعمل في الكثير من الدول التي تنطلق منها الهجرة وفي مخيّمات للاجئين تقف فيها على حالات البؤس واليأس والقنوط.
ولا تمتلك المنظّمة كلّ الأجوبة والحلول كما يقول ولكنّها جزء من نظام عالمي فشل في التعامل مع أعداد كبيرة من الناس الساعين نحو حياة أفضل والفارّين من وجه العنف.
وقد أطلقت المنظّمة برنامج المساعدة الطبيّة البحريّة في المتوسّط الربيع الفائت رغبة منها في لفت أنظار الجميع إلى أن صحّة المهاجرين واحتياجاتهم الانسانيّة لا تقلّ أهميّة عن تلك التي للجميع.
ويشير ستيفن كورنيش المدير التنفيذي لمنظّمة أطبّاء بلا حدود فرع كندا في ختام تعليقه في صحيفة ذي غلوب اند ميل إلى أن الآلاف من الناس يموتون في البحر او في الأسر وهم في طريقهم نحو حياة أفضل.
وهم يسعون لتأمين مستقبل أفضل لهم ولأولادهم ويستحقّون أن نتعاطف معهم ونتفهّم أوضاعهم ومعاناتهم.
ويستحقّون ويحتاجون لأن نرافقهم طوال مسيرتهم ويستحقّون استقبالا أكثر إنسانيّة ممّا يقدّمه حتى الآن نظامنا العالمي.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.