منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، لم يشهد العالم حركة نزوح ولجوء وهجرة كما هي الحال اليوم في أكثر من دولة ومجتمع، بالرغم من كل الحروب والثورات والخضات التي عصفت بالعالم من الحرب الكورية والفيتنامية واليوغسلافية والشرق أوسطية.
ملايين البشر يبحثون عن مأوى خارج منازلهم، داخل دولهم أوخارجها، يأويهم ويحميهم من جنون البشر.
هذا ما كشفه اليوم من لبنان، تقرير لمنظمة العفو الدولية.
المحلل السياسي في هيئة الإذاعة الكندية فرانسوا بروسو اطلع على التقرير وهو يقول:
"إنها أزمة عالمية والتقرير الصادر اليوم محبط ومكرر يتضمن وقائع وأرقاما نعرفها وهي إلى تزايد وارتفاع . ومنذ سنة بالتمام أكدت المفوضية العليا للاجئين أن عدد النازحين واللاجئين تعدى للمرة الأولى، الخمسين مليون إنسان تركوا أماكن إقامتهم جراء الحروب والمجاعة والاضطهاد والكوارث. من الحرب في سوريا إلى النزاعات في إفريقيا وغرق اللاجئين في البحر المتوسط والمحيط الهندي.
وينقل فرانسوا بروسو ما قاله مدير منظمة العفو الدولية شليل شتي الذي يقول:
"نشهد حاليا أسوأ أزمة لاجئين في تاريخنا، ملايين الرجال والنساء والأطفال يكافحون للعيش، شبكات تهريب البشر وحكومات تقدم مصالحها السياسية على الرأفة بالبشر وأزمة اللاجئين باتت أبرز أزمة عالمية في القرن الحادي والعشرين وموقف المجتمع الدولي منها معيب وفاشل تماما ولا بد من إعادة نظر شاملة في الممارسات لوضع استراتيجية عالمية ليست متوفرة حاليا.
ومشكلة اللاجئين تتعدى حدود الدول المعنية فالباحث عن اللجوء مضطر للنزوح إلى أقرب دولة مجاورة وهذا ما يجري بالنسبة للاجئين السوريين الذين ينزحون إلى دول الجوار كتركيا والعراق والأردن وبخاصة لبنان، كما يقول بروسو، لبنان الصغير جدا مساحة وعدد سكان، يرزح تحت عبء أكثر من مليون لاجئ سوري.
والحل؟ يطرح التقرير بعض الحلول ومنها، كما يقول فرانسوا بروسو:
" إعادة توطين مليون لاجئ الذين بحاجة ماسة أكثر من سواهم على مدى أربع سنوات، تأسيس صندوق دولي لمعالجة كل الأزمات الإنسانية، دعم مالي دولي حقيقي، التوقيع على الاتفاقية الدولية للاجئين الموجودة أصلا ولكن غير الموقعة من عدة دول غير الملزمة بالتالي على تطبيقها وسواها من الحلول الضرورية".
يبقى أنه مهما وضع من حلول ومهما طبق منها، فسيبقى ملايين البشر عبر العالم مشردين عن أرضهم وتاريخهم وتراثهم ، يحملون ماضيهم وقد أضاعوا المستقبل.استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.