"عندما ألغيتُ اشتراكي في خدمة العلبة الصوتية (الخاصة بجهاز الهاتف) الشهر الماضي لم أكن أدرك أني جزء من حركة آخذة في الاتساع"، كتب الصحفي مارتان ليسار في مدونته على موقع راديو كندا (هيئة الإذاعة الكندية) في مقال بعنوان " العلبة الصوتية: ثلاثة أسباب للتخلص منها (لكنّ سبباً واحداً يكفي)". وليسار متخصص في الخدمات الرقمية، يحرر أخباراً ويعد تقارير في هذا المجال.
يضيف ليسار أن شركات مثل مصرف "جي بي مورغان تشايس" (JP Morgan Chase) الأميركي العالمي وعملاق المشروبات الغازية، الأميركي العالمي أيضاً، "كوكا كولا" (Coca-Cola) وسواهما بدأت تلغي العلب الصوتية للكثيرين من موظفيها. لماذا؟ بهدف التوفير، طبعاً، ولكن هذا ليس الدافع الوحيد، يقول ليسار.
ويستشهد ليسار بمقال في صحيفة "ذي غارديان" البريطانية يجادل فيه صاحبه بأن هناك ستة أسباب تبرر التخلص من العلبة الصوتية، يذكر منها ليسار ثلاثة: أولها أن لا أحد يرغب بالاستماع للرسائل التي تُترك في العلبة، والسبب الثاني هو أنه عندما نريد الاستماع إلى تلك الرسائل غالباً ما نسمع صوت إغلاق الخط الهاتفي لأن المتصل آثر عدم ترك رسالة عندما سمع العلبة تفتح، وثالث الأسباب هو أنه إذا كان هناك من رسالة فهي من والدة صاحب العلبة.
ويضيف ليسار أن العلب الصوتية ستسلك ربما طريق الانقراض الجماعي كما فعلت من قبلها الآلات الناسخة، ليصبح الضوء الأحمر الذي يومض على جهاز الهاتف معلناً وجود رسالة صوتية أو أكثر شيئاً من الماضي.
وهذا الانقراض لن يكون مدفوعاً بانتفاء الحاجة لترك رسالة صوتية، بل بسبب طول العملية المعتمدة للاستماع للرسائل، فهناك قائمة يجب الاستماع إليها وكلمة سر يجب إدخالها، وكل ذلك يجهز على صبر المستخدم، يقول ليسار.
ولذلك أصبحت الرسائل النصية التي تُرسل بواسطة الهواتف المحمولة أكثر شيوعاً من الرسائل الصوتية. فهي أكثر سهولة لجهة استخدامها، وهي فورية إذ نراها فور وصولها فتسهل علينا الإجابة عليها فوراً أيضاً، فلا قائمة صوتية يجب الاستماع إليها ولا كلمة سر يجب إدخالها، يقول ليسار.
من ناحية أخرى ستتأثر خدمة الزبائن في الشركات التي تختار إلغاء العلب الصوتية، فهذا الأمر سيحتم على هؤلاء الكتابة إلكترونياً لتلك الشركات، يشير الكاتب.
لكن هذه النقطة غير كافية لتجعل مارتان ليسار يغير رأيه بالعلبة الصوتية، فهو يدعو لها في نهاية مقاله بأن ترقد بسلام في سكون أبدي.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.