وسط كل الأخبار السيئة والمزعجة التي نتلقاها يوميا أو نعايشها هنا في كندا، خبر مفرح يدعو إلى الأمل: تراجع كبير في نسبة المنتحرين في مقاطعة كيبيك.
فبعد أن كانت المقاطعة تسجل أرقاما قياسية في نسب الانتحار، أفاد تقرير صادر عن اجتماع المجلس العالمي للمنظمات الدولية للوقاية من الانتحار الذي أنهى أعماله أمس في مونتريال، أن نسبة الانتحار تراجعت بخمسين بالمئة في أوساط الشباب وثلاثين بالمئة في أوساط الراشدين في كيبيك على مدى الاثنتي عشرة سنة الماضية. وهذا التراجع بدون شك ثمرة الاستراتيجية الوطنية للوقاية من الانتحار التي أطلقت عام 1999 ، وهي السنة التي سجلت فيها كيبيك أكبر نسبة انتحار أي اثنين وعشرين منتحرا من أصل مئة ألف مواطن، وهو اليوم ثلاثة عشر منتحرا من أصل مئة ألف مواطن أي تراجع بحوالي خمسين بالمئة.
والسؤال: هل الاستراتيجية المعتمدة تفسر وحدها هذا التراجع ؟
يجيب رئيس المؤتمر ومؤسس الاتحاد الكيبيكي للوقاية من الانتحار براين ميشارا في حديث مع هيئة الإذاعة الكندية:
"أسباب الانتحار ودوافعه متعددة وليس من سبب واحد لارتكابه وسبب التراجع مزيج من تراجع عوامل الخطر وتزايد عوامل الوقاية، من هنا فليست لدينا تفسيرات سهلة. إضافة إلى تبدل ربما في العقلية الكيبيكية إذ بات الكيبيكيون يعرفون أن المساعدة متوفرة ".
وعن سؤال عن سبب تراجع الانتحار في أوساط الشباب بنسبة أعلى من فئة الراشدين، يقول براين ميشارا:
"السبب هو أننا اهتمينا أكثر في وقاية الشباب من الانتحار ولكن الشباب لم يكونوا وحدهم عرضة للانتحار إنما أيضا الراشدون والرجال منهم تحديدا حيث نسبة الانتحار أعلى في أوساطهم من أوساط النساء وليس فقط هنا إنما أيضا في معظم دول العالم . وكانت إحدى نقاط البحث في المؤتمر تتمحور حول استعمال التكنولوجيا الحديثة للوقاية من الانتحار" ويضيف:
"ذلك لأن المزمع على الانتحار بات اليوم يبحث عن المساعدة عبر الإنترنيت ولم تعد عبر الاتصال الهاتفي إنما عبر إرسال رسائل نصية وعبر المشاركة في ندوات على شبكات التواصل الاجتماعي "
وعن كيفية استعمال وسائل التواصل الاجتماعي لمعرفة ما إذا كان أحد المشاركين ذا ميول انتحارية، يجيب براين ميشارا:
"في الولايات المتحدة مثلا هناك اتفاق بين فيسبوك وغوغل وأبل وسواها يقضي بإرسال معلومات للعازم على الانتحار عن المواقع التي تقدم المساعدة وحتى الاتصال بمؤسسات المساعدة لإعلامها عن حالة ما لتقدم له المساعدة ".
الوقاية خير من قنطار علاج؟ بدون أدنى شك سيما أن لا علاج للانتحار بعد وقوعه.استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.