اهتمّت الصحف الكنديّة بالهجوم على كنيسة للأميركيّين من أصول افريقيّة في مدينة تشارلستون في ولاية ساوث كارولاينا الذي أسفر عن مقتل تسعة أشخاص.
في صحيفة لابريس كتبت ريما الخوري تعليقا تقول فيه إن مأساة كنيسة تشارلستون تذكّرنا بأن حلم مارتن لوثر كينغ الذي تحدّث في هذه الكنيسة لم يكتمل بعد.
وبودّنا أن نصدّق أن العنصريّة والتفرقة العنصريّة أصبحت من الماضي في الولايات المتحدة وأن منابع الحقد قد جفّت.
"عليّ أن أقوم بذلك، انتم تغتصبون نساءنا وتأخذون بلدنا". هذا ما كتبه المسلّح الشاب تقول ريما الخوري في صحيفة لابريس وتتساءل عن السبب وراء هذا الحقد.
وتشير إلى أنّ الشاب ظهر في صور على موقع فيسبوك وهو يحمل أعلام نظام الفصل العنصري الأبارتايد في جنوب افريقيا وروديسيا.
ويجهل ديلن روف ربّما أن ثمّة أوجه شبه محزنة بين الولايات المتّحدة اليوم وهذين النظامين.
فمعدّل عدد الأميركيين من أصول افريقيّة المسجونين هو أعلى ست مرّات من السود في جنوب افريقيا إبّان الفصل العنصري،و دخل أسرة بيضاء هو أعلى 70 مرّة من دخل أسرة اميركيّة افريقيّة.
وتنقل عن ناشطة اميركيّة التقتها في تكساس قولها إن الولايات المتّحدة لم تقض على العبوديّة التي انتقلت من المجال الخاص إلى المجال العام.
وترى من الخطأ أن نرى في مأساة تشارلستون مجرّد خبر او عمل فردي أقدم عليه مسلّح مجنون.
والمأساة جرت على خلفيّة بلد يسوده عدم التكافؤ وغير قادر على البحث في العمق في ثقافة اقتناء السلاح ويعجز عن القضاء على التمييز، بلد يموت فيه كلّ 28 ساعة أميركي من أصل افريقي على يد الشرطة.
وتشير ريما الخوري في تعليقها في لابريس إلى أن أخطاء الشرطة تؤجّج التوتّرات العرقيّة وتختم تعليقها مشيرة إلى أن مدينة تشارلستون بكت بالأمس بلد المساواة بلد حلم مارتان لوثر كينغ و أمثال باراك اوباما المحتملين.

صحيفة ذي غلوب اند ميلكتبت في صدر صفحتها الأولى تتحدّث عن حزن وصفح ومغفرة واشارت إلى أن مشاعر النعمة والوحدة تنبع من التقاليد المسيحيّة المتجذّرة في جنوب الولايات المتّحدة.
وقرعت أجراس الكنائس يوم أمس الأحد في لفتة تضامن تؤكّد الدور القويّ الذي ما زال الدين يلعبه هنالك.
وقد أثار ردّ تشارلستون على الجريمة الإعجاب في الولايات المتّحدة وحول العالم.
فقد أكّد اقرباء الضحايا للمشتبه به ديلان روف لدى مثوله للمرّة الأولى أمام المحكمة أنّهم يسامحونه رغم مشاعر الحزن التي تسبّب بها مقتل الأشخاص التسعة وهم ست نساء وثلاثة رجال.
وتشير الصحيفة إلى ردّ الفعل الغاضب في بلتيمور و فورغسون على تصرّفات الشرطة إزاء الافريقيين الأميركيّين وردّ الفعل الهادىء على الجريمة في تشارلستون.
وتنقل عن ليسي فورد أستاذ التاريخ في جامعة ساوث كارولاينا أنّ لا شيء أهمّ في اللاهوت المسيحي من فكرة النعمة والتسامح.
وذوو الضحايا شهود على قوّة هذه الرسالة حسب قوله، وقد ساعدتهم على التغلّب على هذا العمل الشرير الحاقد.
وكتبت صحيفة ذي ناشونال بوست تشير إلى ما قاله الرئيس اوباما في مقابلة من "أننا لم نتخلّص بعد من العنصريّة" وأن المسألة لا تتعلّق فقط باستخدام كلمة "أسود" علنا.
وهذا ليس المقياس لمعرفة ما إذا كانت العنصريّة لا تزال موجودة أم لا.
والمجتمعات لا تمحو بين ليلة وضحاها كلّ ما حدث قبل 200 او 300سنة حسبما قال الرئيس اوباما.
وقال الرئيس اوباما إن الأوضاع تحسّنت بشكل كبير منذ ولادته من أم بيضاء وأب أسود ولكنّ إرث العبوديّة ما زال يرخي بظلاله في الولايات المتّحدة.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.