زهور في موقع الهجوم الذي استهدف السيّاح على شاطئ مدينة سوسة في تونس

زهور في موقع الهجوم الذي استهدف السيّاح على شاطئ مدينة سوسة في تونس
Photo Credit: Getty Images/Jeff J. Mitchell

إنقاذ تونس

كتب فرانسوا بروسو تعليقا في صحيفة لودوفوار يشيرفيه إلى عدم وجود رابط إرهابي واحد بين هجمات يوم الجمعة الماضي  التي وقعت في كلّ من فرنسا وتونس والكويت والصومال.

وربّما أن  الصدفة  لعبت دورا في الهجمات التي تزامنت في ثلاث قارّات في يوم جمعة من شهر رمضان.

والارهاب يضرب على أيّ حال بصورة شبه يوميّة وبمستويات متفاوتة في جزء او آخر من العالم.

لكنّ الهجمات الدامية، من قطع رأس ربّ العمل في فرنسا والهجوم على قاعدة عسكريّة في افريقيا  الذي أدّى إلى مقتل عشرات الجنود إلى الهجوم الذي استهدف مسجدا للشيعة في الكويت والهجوم على سيّاح في تونس، كلّ هذه الهجمات جزء من مناخ عالمي ، مناخ حرب غير معلنة بين جهاديّين متطرّفين وكفّار ، بين إرهابيّين وتحالف حكومات، بين مجموعات متصارعة داخل الاسلام، بين الغرب والعالم العربي الاسلامي.

وتذكّر لودوفوار بالدعوة التي وجّهها ناطق باسم تنظيم "الدولة الاسلاميّة" قبل أكثر من أسبوع ليكون شهر رمضان شهر الويلات بالنسبة للكفّار.

ورغم غياب رابط وتنسيق بين الهجمات ، فمن الواضح أنّها استلهمت من الدعوة القاتلة التي وجّهها التنظيم والتي ردّدتها وسائل إعلام القرن  الواحد والعشرين على نطاق واسع.

وهجوم الصومال الذي نفّذه الشباب واستهدف مهمّة  الاتحاد الافريقي العسكريّة هو جهاد مسلّح شبيه بجهاد تنظيم "الدولة الاسلاميّة" ، ولكنّ لتنظيم  الشباب تاريخه وديناميكيّته ومجال تحرّكه الإقليمي في شرق افريقيا.

والهجوم على ضاحية ليون في فرنسا قد يبدو بملامح إسلاميّة ولكنّه يضع في الواجهة الانتقام وحقد الموظّف على صاحب العمل، وهو من جرائم الحقّ العام.

وتنظيم "الدولة الاسلاميّة" لم يتبنّى سوى هجومي الكويت وتونس.

وكلاهما يندرجان أكثر من الهجومين الآخرين في إطار خطاب التنظيم وخطّته للهيمنة على العالم.

وأهداف الهجومين واضحة: من جهة الاسلام الشيعي ومن جهة أخرى الكفّار الغربيّون على الشواطئ.

والتنظيم أشار إلى ما أسماه الزنا والرذيلة والردّة على شواطئ تونس.

ألشرطة التونسيّة تلقي القبض على شخص في أعقاب الهجوم الذي استهدف السيّاح على شاطئ مدينة سوسة
ألشرطة التونسيّة تلقي القبض على شخص في أعقاب الهجوم الذي استهدف السيّاح على شاطئ مدينة سوسة © REUTERS/AMINE BEN AZIZA

وتونس، تتابع لودوفوار، كانت وراء انطلاق الربيع العربي في كانون الأوّل ديسمبر 2010.

وهي البلد الوحيد الذي نجا من  دوّامة العنف التي تضرب مصر وليبيا وسوريّا واليمن.

والتونسيّون صوّتوا بحريّة ثلاث مرّات منذ اربع سنوات ونصف، وأوصلوا للمرّة الأولى الاسلاميّين المعتدلين إلى السلطة ليخذلوهم فيما بعد في انتخابات العام 2014.

وثمّة أخطار تحدق بتونس اليوم على أكثر من جبهة تقول لودوفوار.

الجبهة الإسلاميّة وميليشيات الداخل التي ينمّيها التواصل مع مجموعات في ليبيا والجزائر تستوحي أفكارها من تنظيم "الدولة الاسلاميّة".

والجبهة الاقتصاديّة ،بعد أن ضرب الارهاب قطاع السياحة في العمق مرّتين، الأولى في آذار مارس والثانية في حزيران يونيو.

واحتمال الانحراف نحو التشدّد والتسلّط للرد على العدوان الجهادي وارد تقول لودوفوار.

وقد يكون من السخرية بمكان أن تتراجع تونس من مرحلة الديمقراطيّة التي عاشتها لترزح من جديد تحت قبضة حكم شمولي، بحجّة مواجهة التهديد الاسلامي.

فهي تخلّصت من قبضة الدكتاتور زين العابدين  بن علي وطردته.

وبن علي نفسه كان يستخدم حجّة التهديد الاسلامي لتبرير ممارساته والإبقاء على صداقاته مع الغرب.

وترى صحيفة لودوفوار في ختام تعليقها أنّ ذلك سيشكّل انتصارا للرجعيّين  الذين ساهموا في تراجع قوى الحريّة الواحدة تلو الأخرى، بعد أن نشرت هذه القوى أجواء بهجة عابرة في شتاء العام 2011 وربيعه.

 

 

استمعوا

 

 

 

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.