تُقرّبنا التطورات الأخيرة في أوروبا مما كان يبدو، حتى قبل بضعة أيام، غير وارد، كتب الصحافي الاقتصادي جيرالد فيليون في مدونته على موقع راديو كندا (هيئة الإذاعة الكندية).
يلوح في الأفق إخلال اليونان بموعد تسديد ديونها، إذ عليها تسديد 1,6 مليار يورو لصندوق النقد الدولي غداً، ويرتسم سيناريو خروجها من منطقة اليورو. سيبقى هناك متسع من الوقت للتوصل إلى تفاهم بقدر ما ترغب الأطراف المعنية فعلاً بالتوصل إلى ذلك. ولكن من الواضح أن في الوقت الراهن، ولدى الطرفيْن، يجري الاستعداد للطلاق، يقول فيليون.
ولكن إلى أي حد اقتربت أوروبا واليونان من الطلاق؟ هناك بلد على وشك التخلف في تسديد ديونه، مصارفه مغلقة وأوروبا تقطع عنه المؤن. وكل طرف متمسك بموقفه. من على حق ومن على خطأ؟
الدول التي احتاجت لدعم صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي عادت إلى السكة الصحيحة، بطريقة أو بأخرى، بفضل التقشف يقول البعض أو بالرغم منه يرى الكثيرون، يقول فيليون.
أما اليونان، فلم تكسب شيئاً من إجراءات التقشف، يضيف فيليون. مشاكلها البنيوية ازدادت، وإجمالي ناتجها الداخلي تراجع بنسبة 30%، ومعدل البطالة لديها مرتفع، ومستوى المعيشة فيها ينحدر. وأثينا اليوم محشورة بين المقاومة والخضوع.

هل يمكن لليونان أن تستغني عن اليورو؟ هل سيسوء وضعها أكثر إذا ما خرجت من منطقة اليورو؟ هل بإمكان اليورو الاستمرار من دون اليونان؟ وهل منطقة اليورو قوية بما فيه الكفاية لتقذف أحد أعضائها خارجاً؟
لا نملك أجوبة على هذه الأسئلة، يقول فيليون. إنه المجهول.
لكنّ محللين عديدين يؤكدون أن نهوض إيطاليا والبرتغال وإسبانيا مجدداً يجعل اليورو أكثر قوة اليوم، وأكثر قدرة على مواجهة الهزات التي قد يتسبب بها طلاق مع اليونان. ويرى وزير المالية الألماني فولفغانغ شويبل أن تخلف اليونان في تسديد ديونها، في حال حصوله، سيكون له تأثير محدود جداً على منطقة اليورو.
هل هذا صحيح؟ مؤشر تقلبات الأسواق المالية يسجل ارتفاعاً شديداً، والأسواق المالية الأوروبية تراجعت بين 3% و5%، وأسعار الاقتراض لكل من إسبانيا وإيطاليا والبرتغال سجلت ارتفاعاً في سياق الاندفاعة الشديدة للعائد على السندات اليونانية. لكن اليورو عوض الخسائر التي لحقت به في وقت سابق من جلسة اليوم.
هناك عصبية واضحة في الأسواق المالية، لكن لم ندخل حالة ذعر كبير، يقول فيليون.
هل صندوق النقد الدولي وألمانيا وفرنسا والمفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي على استعداد للمخاطرة برؤية اليونان تخرج من منطقة اليورو؟ الجواب، في الظرف الراهن، يبدو أنه نعم.
ولكن يبدو أن اليونان تفكر في السيناريو نفسه. فهل حان الوقت لنشهد سابقة، وهي إقصاء بلد لا يريد الرضوخ لمتطلبات دائنيه، ومن وجهة نظر اليونان التحرر من الخناق الذي يمنعها من استعادة الثقة والنمو؟ هل نحن على تقاطع طرق؟ يتساءل جيرالد فيليون.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.