التقارب الأميركي الكوبي

التقارب الأميركي الكوبي
Photo Credit: راديو كندا

الولايات المتحدة وكوبا: خطوة تاريخية إلى الأمام

 

"بوسعي أن أعلن اليوم أن الولايات المتحدة وافقت على إعادة العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية كوبا، إنها خطوة تاريخية إلى الأمام وفتح صفحة جديدة مع جيراننا في القارة الأميركية".

إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما هذا القرار تزامنا مع إعلان الرئيس الكوبي راوول كاسترو، وضع حدا لأربعة وخمسين عاما من القطيعة والخلاف الذي بدأ عام واحد وستين من القرن الماضي وبلغ ذروته في تشرين – أول أكتوبر من العام التالي في ما عرف يومها بأزمة خليج الخنازير حيث نصب الاتحاد السوفياتي في الجزيرة صواريخ نووية باتجاه الولايات المتحدة اضطر خروتشيف إلى سحبها بعد أسبوعين، وكانت السبب في وضع ما عرف بالهاتف الأحمر للحؤول في المستقبل دون وقوع مثل تلك الأزمة التي كادت تؤدي إلى اندلاع الحرب العالمية الثالثة بين الجبارين يومها.

الإعلان هذا لم يفاجئ المراقبين لكونه ثمرة مفاوضات استمرت عدة أشهر ساهمت في إنجاحها كندا ودولة الفاتيكان . لكن السؤال : لماذا الآن وهل هي فعلا خطوة في الاتجاه الصحيح؟ ومن المستفيد منها من الطرفين؟

يجيب المدير السابق لصحيفة لوموند إينياسيو راموني أحد كبار المؤيدين لفيديل كاسترو، إن فشل القطيعة الاقتصادية والسياسية طيلة خمسين عاما فرض البحث عن بديل . ويضيف:

"ثمة تطور في العقلية الأميركية وبخاصة في أوساط المهاجرين الكوبيين في الولايات المتحدة. واتخاذ هذا القرار قبل خمسة عشر شهرا عن موعد إجراء الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة لن يشكل خطرا  لا على أوباما ولا بخاصة على المرشحة الديموقراطية المحتملة هيلاري كلينتون ، ذلك أن غالبية الناخبين الأميركيين تؤيد إعادة تطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا إضافة إلى أن غالبية الأميركيين من أصول أميركية جنوبية تؤيد هذا التطبيع وحاليا أكثرية الكوبيين الأميركيين في ولاية فلوريدا باتت تؤيد إعادة العلاقات ورفع العقوبات الاقتصادية.

ويضاف إلى كل تلك العوامل عامل المصلحة الاقتصادية بحيث أصبحت الصين متواجدة بقوة في أميركا الجنوبية ، وكل دول القارة الجنوبية لها علاقات ممتازة مع كوبا. ويضيف راموني في حديثه إلى هيئة الإذاعة الكندية:

"تشكل كوبا سوقا استهلاكية من أحد عشر مليون مستهلك بحاجة إلى كميات كبيرة من المعدات ومن الطبيعي أن المستثمرين والمؤسسات الأميركية يرون في كوبا سوقا تجارية كانت تاريخيا تحت سيطرتهم ويخشون أن تفلت مرة أخرى من أيديهم".

وماذا عن موقف الكوبيين من الاتفاق ؟ يجيب إينياسيو راموني:

"تلاحظون ونلاحظ أن الكوبيين متريثون وأقل اندفاعا وحماسا من الأميركيين. فالكوبيون حذرون نسبيا لأنهم يدركون أن الهدف الأميركي التاريخي هو التحكم بكوبا وهي على بعد مئة وخمسين كلمترا فقط عن حدودهم الشرقية.

يبقى أن الخطوة التالية بعد التطبيع الدبلوماسي السياسي هي التطبيع الاقتصادي أو رفع الحظر الاقتصادي وهو لا بد آت آجلا أو عاجلا.استمعوا

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.