اهتمّت الصحف الكنديّة الصادرة يوم الاثنين بخبر الاستفتاء الذي جرى في اليونان والذي رفض فيه الناخبون الشروط التي فرضها الدائنون الدوليّون على بلدهم في إطار خطّة الانقاذ المالي.
صحيفة ذي غلوب اند ميل عنونت في صدر صفحتها الأولى كلمة "لا" بالعنوان العريض وأضافت : النتائج أثارت مشاعر الفرح ولكنّها فاقمت الأزمة الماليّة التي قد تدفع باليونان إلى الخروج من منظومة اليورو.
وأشارت إلى نبأ استقالة وزير المال اليوناني يانيس فاروفاكيس من منصبه.
ونقرأ في صحيفة لابريس و في صدر الصفحة الأولى العنوان التالي: لا ، الرفض قاطع ، 61 بالمئة من اليونانيّين رفضوا خطّة التقشّف التي فرضها صندوق النقد الدولي والاتحاد الاوروبي.
رئيس الحكومة اليونانيّة الكسيس تسيبراس دعا الدائنين إلى أن يأخذوا بعين الاعتبار البعد الانساني للأزمة.
صحيفة لودوفوار عنونت: اليونان تتحدّى اوروبا.
الرفض اليوناني يثير القلق في منطقة اليورو.
وكتب الصحافي فرانسوا بروسو تعليقا في لودوفوار تحت عنوان قفزة في المجهول يتساءل فيه عمّا سيحدث في مرحلة ما بعد الاستفتاء.
ويتساءل إن كان الجواب بالرفض قد جاء من باب الشجاعة او اليأس او القضاء والقدر.
ولا تستبعد الصحيفة أن يكون الغد أسوأ من اليوم في بلد يسوده البؤس ويعاني ممّا تسمّيه لودوفوار "جلطة اقتصاديّة شاملة".
وترى أن وزير المال اليوناني يانيس فاروفاكيس كان محقّا عندما قال إنّ اليونانيّين ينتظرون المساعدة الماليّة كالمدمن الذي ينتظر جرعة المخدّرات، وعندما ندّد بعروض الدائنين التي تتكرّر وتتشابه واعتبر أنّه من غير المعقول أن يطلبوا من بلد غارق في الركود أن يحقّق فائضا سنويّا اوليّا يصل إلى 3 بالمئة من ناتجه الاجمالي.
وتتابع لودوفوار فترى أن تصويت اليونانيّين هو بمثابة انتقاد سياسي ضدّ الاتحاد الاوروبّي الذي يرونه كوحش تكنوقراطيّ لا يتقبّل نظريّات اقتصاديّة واجتماعيّة اخرى.
وتشير الصحيفة إلى أن رئيس الحكومة اليونانيّة الكسيس تسيبراس لم يبحث خلال الحملة الاستفتائيّة القصيرة الأمد في احتمال خروج بلاده من منظومة اليورو، ولا في حسناته وسيّئاته، ليبقي بذلك علامات استفهام كثيرة حول البقاء اوعدمه في نظام اوروبي لا يثق بالتمرّد من خلال التصويت ويفرض منطقا موضوعيّا "من فوق".
وتختم لودوفوار قائلة بأنّ السؤال الذي لم يطرحه تسيبراس سيعود إلى الواجهة بدون شكّ.
وأفردت صحيفة ذي غلوب اند ميل مساحات واسعة في صفحاتها الداخليّة للحديث عن الأزمة اليونانيّة ورأت أن التصويت برفض الشروط قد يؤدّي إلى غلق المزيد من الأبواب بدل فتحها في وجه اليونان.
وأشارت إلى النصر الساحق الذي حقّقته حملة الكسيس تسيبراس في الاستفتاء على إجراءات التقشّف .
ونقلت عن الحكومة اليونانيّة قولها إنّ المصارف ستفتح أبوابها يوم الثلاثاء المقبل.
واستبعدت الصحيفة أن يتمّ ذلك في حال عدم وجود قروض عاجلة.
ونقلت ذي غلوب اند ميل عن جورج تزوغوبولوس الخبير في الشؤون اليونانيّة قوله إن رئيس الحكومة الكسيس تسيبراس ليست لديه خطّة للتغلّب على الأزمة و من المتوقّع حدوث أزمة إنسانيّة.
واشارت إلى ما قاله رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولز من أنّ الاتحاد الاوروبي لن يتخلّى عن اليونان في حال التصويت بلا في الاستفتاء.
وهذا يوحي بإمكانيّة تقديم قروض عاجلة للإبقاء على الخدمات العامّة.
وكتبت الصحافيّة في لابريس انابيل بلي تقول إن عددا من الكنديّين اليونانيّين في مونتريال تابعوا نتائج الاستفتاء وكانوا على قناعة بأنّ اليونانيّين سيرفضون الشروط المفروضة على بلادهم.
ولم يكن أحد منهم قلقا من الرفض او من أن يؤدّي إلى خروج اليونان من منظومة اليورو.
ونقلت الصحيفة عن البعض منهم قولهم إن الشعب اليوناني أبيّ وأنّ رفضه للشروط سيقوّي موقع أثينا في المفاوضات مع دائنيها.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.