الأعلام ترفرف أمام مقرّ المصرف المركزي الاوروبي في مدينة فرانكفورت في المانيا

الأعلام ترفرف أمام مقرّ المصرف المركزي الاوروبي في مدينة فرانكفورت في المانيا
Photo Credit: AFP / Georges Gobet

ورشة اليورو لم تكتمل بعد

تحت عنوان: الانتهاء من ورشة اليورو كتب الصحافي جيرار بيروبيه تعليقا في صحيفة لودوفوار يقول فيه إن رئيس المفوّضيّة الأوروبيّة جان كلود يونكر كان محقّا بقوله عندما تولّى رئاسة اللجنة "إنها مفوّضيّة الفرصة الأخيرة".

وحالة الاختناق التي تصيب اليونان هي الفرصة الأخيرة للانتهاء من ورشة اليورو أو لانتهاء اليورو.

ويؤكّد مهندسو المشروع الاقتصادي الاوروبي أن الاتحاد ومعه منظومة اليورو ازداد قوّة من أزمة إلى أخرى.

وأزمة اليونان تعبّد الطريق لإصلاح عيوب ورشة اليورو التي لم تكتمل بعد.

وتتحدّث لودوفوار عن خيارين: إما السير باتجاه حوكمة اقتصاديّة  من الطراز الفدرالي تلحظ تبادليّة الدين العام وتضع أسس سوق سندات اليورو، وإما توفير آليّة للخروج  من نظام التكامل النقدي مع حالات عدم الاستقرار وعدم اليقين الكامنة.

وتتحدّث لودوفوار عن تباين في الخطاب الاوروبي،وتشير بهذا الشأن إلى التصريحات التي صدرت عن رئيس المفوّضية  الاوروبيّة جان كلود يونكر والمستشارة الألمانيّة انغيلا ميركل والمديرة العامّة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد.

وتعود لودوفوار بالذاكرة إلى العام 1953 يوم تمّ محو ديون ألمانيا في خطوة شاركت فيها اليونان.

وتشير الصحيفة نقلا عن الخبير الاقتصادي الفرنسي توماس بيكيتي ما ورد في رسالة وجّهتها مجموعة من الخبراء إلى المستشارة الألمانيّة انغيلا ميركل من أنّه  "لا بدّ من إعادة هيكلة مديونيّة اليونان وخفضها ، لتتمكّن من تسديد ديون أقلّ خلال فترة زمنيّة أطول.

والصحف الاوروبيّة أشارت أكثر من مرّة إلى مسؤوليّة الزعماء الاوروبيّين ومعرفتهم بفخّ معدّلات الفوائد المنخفضة المرتبط بدخول ما يسمّى بالدول الطرفيّة إلى منظومة اليورو.

وحسب صحيفة لوموند الفرنسيّة، فقد تمّ منذ العام 1999 تحديد المضاعفات التي يؤدّي إليها  دخول منظومة اليورو على الدول الطرفيّة. ولم يقم أحد بشيء لمساعدة تلك الدول على تجنّب الوقوع في الفخّ ، فخّ الائتمان المصرفي بأسعار منخفضة.

وتشير لودوفوار إلى ما قاله جاك دولور الوزير الفرنسي السابق والرئيس السابق للمفوّضيّة الاوروبيّة وأحد آباء اليورو، الذي دعا الدول التي تعاني أزمة إلى مواجهة اختلالاتها، ودعا في الوقت عينه الزعماء الأوروبيّين إلى القيام بواجباتهم.

واعتبر جاك دولور أن الزعماء الاوروبيّين يتحمّلون المسؤوليّة الأخلاقيّة والسياسيّة لأنّ اوروبا لم تتوقّع مشاكل المصارف في ايرلندا ولا المديونيّة المرتفعة في اسبانيا ولا التشوّهات الخفيّة وراء الاحصاءات الرسميّة في اليونان.

مجسّم ضخم لليورو أمام مقرّ المصرف المركزي الاوروبي في مدينة فرانكفورت في ألمانيا
مجسّم ضخم لليورو أمام مقرّ المصرف المركزي الاوروبي في مدينة فرانكفورت في ألمانيا © PC//Michael Probst

وتعود لودوفوار إلى الاتحاد النقدي الاوروبي دون اندماج سياسي والذي تمّ بذل جهود كبيرة للسير به نحو حوكمة اقتصاديّة تستوحي من النموذج الفدرالي.

وترى أن آليّة الاستقرار واتحاد المصارف وحقّ لجنة المفوّضيّة في التدقيق في موازنات الدول تشكّل خطوات نحو الأمام ولكنّها تشكو من عيوب في أسس بنائها.

والطريق التي سلكها الاتحاد منذ بداية الأزمة اتّخذت شكل نظام رقابة فدرالي خاضع لسيادة الدول.

لكنّه ولّد تعاونا ظرفيّا بقدر ما هو متفاوت بين دول منظومة اليورو الخاضعة لإملاءات الرأي العام في تسع عشرة دولة.

وقد جرى التشدّد في قواعد الانضباط المالي مع الدول التي تخلّت عن حريّتها الماليّة دون أن يتمّ لحظ آليّات تعويض في حال حدوث أزمة.

وتخلص لودوفوار في تعليقها إلى القول إنّ الورشة لم تكتمل بعد وما زالت علامة الاستفهام مطروحة حول الخيارات التي سيتمّ اعتمادها.

 

 

استمعوا

 

 

 

 

 

فئة:اقتصاد، دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.