التطرّف ظاهرة مرنة ومتحوّلة عنوان تعليق نشرته صحيفة لودوفوار ووقّعه كلّ من سمير امغار الباحث وهديّة الله فالّ الأستاذة الباحثة في جامعة كيبيك في شيكوتيمي.
تقول الصحيفة إن الدول الغربيّة اختارت لمقاومة الارهاب سياسة أمنيّة تقوم على عاملين: محاولة توقيف المشتبه بأنّهم وراء الهجمات الارهابيّة والهجمات المحتملة، وتوقيف المنظّرين بهدف وضع حدّ للعقائد التي تهيّء نفسيّا للقيام بعمل مسلّح.
ولكنّ كندا واحدة من بين الدول التي تصدّر مقاتلين إلى سوريّا.
والتشدّد الاسلامي أصبح ظاهرة مرنة. وليس من الممكن القضاء عليه رغم الوسائل الهائلة.
والتشدّد يبدو متحوّلا لأنّ أنصاره يتجدّدون باستمرار ويتأقلمون مع التغييرات الداخليّة والاقليميّة دون تغيير أهدافهم ومراجعهم الايديولوجيّة.
وتتحدّث لودوفوار عن صعوبتين كبيرتين في مجال مكافحة الإرهاب: اولاهما العنف الارهابي الذي ينمو على أرضيّة بؤر التوتّر الاقليميّة التي تعصى على الحكومة المحليّة.
والأخرى هي الاستراتيجيّة المطلوب تفعيلها والتي ينبغي أن تستند إلى عدّة محاور مثل تعزيز القدرات العمليّة والتعاون الاقليمي والدولي ووضع سياسات تناسب النسيج الاجتماعي والديني المحلّي.
ومن الضروري حسب كاتبَي المقال أن تترافق سياسات الرقابة مع عمليّة فكّ ارتباط مزدوجة.
الأولى تقضي بإخراج المقاتلين الجهاديّين من الخفاء و تقضي الأخرى بالقضاء على التشدّد وحمل المتشدّدين على التخلّي عن الايديولوجيّة المتشدّدة والسبل العنيفة.
وتتحدّث الصحيفة عن مبادرات حكوميّة ظهرت منذ العام 2000 تقوم على مبدأ العفو وإعادة التأهيل في الأوساط التي ينشط فيها الفكر الجهادي في السعوديّة واليمن ومصر والجزائر.
وفعاليّة هذه المبادرات مرتبطة بالبيئة الاجتماعيّة و الثقافيّة و السياسيّة.

وإزاء صعوبة الحلّ السياسي الصرف، لجأت بعض الدول مثل بريطانيا وهولندا ولدانمارك إلى برامج لإزالة التطرّف واستلهمت من السياسات العامّة في بعض الدول العربيّة.
ففي أعقاب احداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر، فتحت السعوديّة مراكز لإعادة ادماج الارهابيّين النادمين.
وتتحدّث لودوفوار عن أهميّة تطوير خطاب مقابِل يحظى بشرعيّة دينيّة كافية لتعبئة مختلف المجموعات المسلمة دون أن يبدو وكأنّه مأجور للغرب او متواطئ معه.
ومن الممكن تقديم هذه الخطابات المقابِلة على شكل محاضرات في المساجد.
ويمكن اتّخاذ اجراءات إيجابيّة أخرى من بينها نشر خطاب بديل على الانترنت والدخول في النقاش العام الذي يستأثر به المتطرّفون، وزعزعة بروباغندا الايديولوجيّات الحاقدة.
ويرى كاتبا المقال أنّه ينبغي ألاّ يقوم صانعو القرار بفرض خياراتهم السياسيّة من فوق على الجاليات المسلمة بالنسبة لموقع الاسلام في كيبيك.
ولا فائدة من طرح شروط النقاش حول "المسلم الصالح" و"المسلم الطالح".
ويدعو كاتبا المقال إلى مواجهة البروباغندا المتطرّفة من خلال حملة دعائيّة و لوحات إعلانيّة على غرار حملات مكافحة شرب الكحول او مكافحة التدخين.
ومن شأن الخطاب المقابِل أن يقود إلى مؤتمر وطني حول مخاطر الخطاب المتطرّف يضمّ سياسيّين ورجال دين وافرادا من المجتمع المدني.
وينبغي عدم اقصاء الحركات الدينيّة الأصوليّة حتى ولو كانت تُعتبر نوعا ما، وكأنّها تعبّد الأرضيّة نحو التطرّف دون أن تشارك فيه بشكل مباشر.
وتشكّل النساء فئة معرّضة للخطر إزاء الخطاب الراديكالي، بدليل ارتفاع أعداد النساء اللواتي يتوجّهن إلى سوريّا.
وينبغي تسهيل حصولهنّ على التعليم وإدماجهنّ في سوق العمل لتحريرهن من الخطاب المتطرّف الذي لا يأبه بدورهنّ في المجتمعات المسلمة.
ويرى كاتبا المقال في صحيفة لودوفوار، سمير أمغار وهديّة الله فالّ أنّ مكافحة التشدّد تمرّ عبر تطبيق صارم للسبل القانونيّة التي تتيح معاقبة الخطاب العنصري.
ويدعوان إلى تعزيز "الترسانة التشريعيّة" ومعاقبة الخطاب العنصري والخطاب المعادي للساميّة وللمسلمين والمحرّض على الحقد.
ويدعوان في الختام إلى حثّ مستخدمي شبكة الانترنت على سحب كلّ المحتويات التي تمجّد الحقد الديني والاثني، وإلى حجب كلّ المواقع التي تدعو إلى التطرّف العنيف.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.