تناولت اليوم صحيفة "ذي غلوب أند ميل" الكندية الاتفاق النووي الذي أبرمته أمس إيران مع دول مجموعة الخمسة زائد واحد في مقال بعنوان "الاتفاق النووي مع إيران ضروري لكنه عالي التكلفة".
تقول الصحيفة الواسعة الانتشار في كندا إن أي تسوية هي نتيجة مفاوضات مُرضية. لذا يمكن القول إنه وفقاً لهذا المعيار حققت الولايات المتحدة الأميركية وخمس قوى رئيسية أخرى نجاحاً واسعاً في محادثاتها الطويلة جداً، والمؤلمة أحياناً، مع إيران بشأن الطموحات النووية لهذه الدولة.
حصل الغرب من خلال هذا الاتفاق على الكثير من مطالبه. وكذلك فعل النظام الإيراني، ترى "ذي غلوب أند ميل".
سُدت طريق إيران المؤدية إلى القنبلة النووية في بعض الأماكن وبرزت الحفر في أماكن أخرى منها. لكن في المقابل سيجري الإفراج عن عشرات مليارات الدولارات من أرصدة إيران المجمدة في الخارج، وسيكون بوسع طهران إنعاش اقتصادها من خلال تصدير نفطها المحظور عليها حتى الآن تصديره بسبب العقوبات الدولية.
هل كانت التسوية تستحق كل هذا العناء؟ ومع رفع العقوبات بصورة تدريجية إلى أي صنف من الدول ستتحول إيران؟
يكمن الخطر في أن الاتفاق سيعيد الحيوية إلى الحكومة الإيرانية بالشكل الخاطئ، فتقوم بإشاعة المزيد من الضرر والأذى، إذ قد تصبح في موقع أفضل لدعم حركات هدامة مثل "حزب الله" الذي زعزع استقرار لبنان وحارب إسرائيل، أو أنظمة طاغية مثل نظام الأسد في سوريا، تقول "ذي غلوب أند ميل".

وتمضي الصحيفة بالقول إن إيران والمملكة السعودية تخوضان حرباً بالوكالة في اليمن، وإن طهران قد يستهويها الانخراط في المزيد من النزاعات المشابهة، وإن قوتها وتأثيرها في العراق قد يبلغان حداً يفوق ما هما عليه حالياً.
ولكن من ناحية أخرى لو استمرت مجموعة الخمسة زائد واحد في تطويق إيران بالعقوبات لتقلصت الحوافز التي تبعد نظام الحكم الديني في إيران عن تحويل نفسه إلى قوة نووية، تقول "ذي غلوب أند ميل".
وهذه المفاوضات كانت تهدف دوماً لقطع الطريق أمام بلوغ إيران ذلك. لذا يُعتبر الاتفاق الواقع في 159 صفحة إنجازاً مهماً تقول "ذي غلوب أند ميل" وإن كانت ترى أنه لكان أفضل لو أنه أتاح للوكالة الدولية للطاقة الذرية القيام بتفقد منشآت إيران النووية دون إعلام السلطات الإيرانية مسبقاً بذلك. لكن الصحيفة تشير إلى أن الاتفاق منح الوكالة الأممية المذكورة حضوراً طويل الأمد في إيران وآليات تضمن حلاً سريعاً إذا ما واجهتها مشاكل في تفقد مواقع نووية هناك.
وتضيف "ذي غلوب أند ميل" أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو زار واشنطن في نيسان (ابريل) الفائت وحذر من أن إيران ستحتفظ بـ"البنية التحتية النووية الواسعة" التي تملكها إذا ما سار الاتفاق قدماً.
قد تكون اعتراضات رئيس حكومة إسرائيل ساعدت في تصلب تصميم مجموعة الخمسة زائد واحد، فالاتفاق نص على إزالة ثلثيْ أجهزة الطرد الإيرانية المستخدمة لتخصيب اليورانيوم وتخفيض مخزونها من اليورانيوم القليل التخصيب بنسبة أكثر من 95%، تقول الصحيفة.
لن يدوم الاتفاق للأبد، لكن هذا لا يعني أنه سيفضي بعد عقد من الزمن إلى حالة فوضى حيث كل يعمل على كيفه. فإيران مقيدة بمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، تقول "ذي غلوب أند ميل".
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.