احتلّ الاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه بين القوى الغربيّة وايران حيّزا كبيرا في اهتمامات الصحافة الكنديّة.
صحيفة لابريس تناولت موقف كندا من الاتفاق وكتب الصحافي جان كريستوف لورانس تعليقا تحت عنوان: "كندا ما زالت معادية لإيران" يعرض فيه تاريخ العلاقات المتوتّرة بين البلدين وموقف اوتاوا من الاتفاق.
تقول الصحيفة إن لكندا على غرار العديد من دول الغرب علاقات متوتّرة مع إيران منذ الثورة الخمينيّة عام 1979.
وازداد الموقف الكندي عداء مع وصول المحافظين إلى السلطة عام 2006.
ووصلت العلاقات إلى ادنى مستوى لها عام 2012 يوم أقفلت اوتاوا السفارة الكنديّة في طهران وطردت الدبلوماسيّين وأعلنت إيران دولةً داعمة للارهاب.
وترجمت اوتاوا سياسة العداء تلك من خلال عقوبات اقتصاديّة ما يعني أنّ العلاقات مقطوعة تماما بين البلدين.
وتتحدّث لابريس عن موقف حكومة المحافظين برئاسة ستيفن هاربر من الاتفاق بشأن البرنامج النووي الايراني وتشير إلى أنّ اوتاوا اختارت الابقاء على خطّ التشدّد.
وأعلن وزير الخارجيّة روب نيكولسون في بيان مقتضب أنّ حزبه يحكم على طهران "من خلال أعمالها وليس من خلال أقوالها" مضيفا أنّ طهران تبقى "من بين أهمّ التهديدات للسلام والأمن في العالم".
"سنبحث في الاتفاق في العمق قبل أن نتّخذ قرارا حول ما ستقوم به كندا في شأنه" اوضح الوزير نيكولسون.

وتشير صحيفة لابريس إلى موقف حزبي المعارضة في مجلس العموم الكندي وتتوقّع انفتاحا أكبر في حال فوز أحدهما أي الحزب الديمقراطي الجديد والحزب الليبرالي في الانتخابات التشريعيّة التي ستجري الخريف المقبل.
وتنقل عن الزعيم الليبرالي جوستان ترودو تعهّده في حديث لسي بي سي هيئة الاذاعة الكنديّة بإعادة العلاقات الدبلوماسيّة مع طهران.
وتقول إن ترودو أعرب حتّى عن رغبته في إعادة فتح سفارة كندا في طهران.
كما رحّب الناطق باسم الحزب الليبرالي للشؤون الخارجيّة النائب مارك غارنو بالاتفاق ووصفه بالمهمّ.
وأشاد نظيره في الحزب الديمقراطي الجديد النائب بول ديوار بمزايا الدبلوماسيّة وأعرب عن أمله في أن تعمل كندا مع حلفائها على "تشجيع اعتماد إصلاحات أخرى".
وتنقل لابريس عن توماس جونو من جامعة اوتاوا قوله إنّ تطبيع العلاقات لا يتمّ بين ليلة وضحاها ويتطلّب الأمر تجاوز عقبات قانونيّة كثيرة قبل تحقيقه، خصوصا أنّ كندا أعلنت إيران كدولة داعمة للإرهاب.
وفي حال أعيد انتخاب حزب المحافظين الخريف المقبل، من المحتمل السير في تعهّد محدود وحذر وتدريجي لأنّه يستحيل أن تعارض كندا إلى ما لا نهاية له سياسة الولايات المتّحدة.
أضف إلى ذلك حسب البروفسور جونو البعد الاقتصادي، في بلد يعدّ 80 مليون نسمة ويزخر بموارد طبيعيّة.
وقد اعربت شركات كنديّة كبرى بصورة غير مباشرة عن رغبتها في الاستثمار في ايران وهي رغبة لا يمكن لرئيس الحكومة ستيفن هاربر أن يتجاهلها حسب البروفسور توماس جونو كما تقول لابريس في ختام تعليقها.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.