Photo Credit: RCI / راديو كندا الدولي

أقوال الصحف للأسبوع المنتهي في 19-07-2015

مجموعة مختارة من تعليقات الصحف الكنديّة الصادرة خلال الأسبوع من إعداد وتقديم كلّ من مي ابو صعب وفادي الهاروني وبيار أحمراني.

صحيفة لابريس: كندا ما زالت معادية لإيران

احتلّ الاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه  بين القوى الغربيّة وايران حيّزا كبيرا في اهتمامات الصحافة الكنديّة.

صحيفة لابريس تناولت موقف كندا من الاتفاق وكتب الصحافي جان كريستوف لورانس تعليقا تحت عنوان: "كندا ما زالت معادية لإيران" يعرض فيه تاريخ العلاقات المتوتّرة بين البلدين وموقف اوتاوا من الاتفاق.

تقول الصحيفة إن لكندا على غرار العديد من دول الغرب علاقات متوتّرة مع إيران منذ الثورة الخمينيّة عام 1979.

وازداد الموقف الكندي عداء مع وصول المحافظين إلى السلطة عام 2006.

ووصلت العلاقات إلى ادنى مستوى لها عام 2012 يوم أقفلت اوتاوا السفارة الكنديّة في طهران وطردت الدبلوماسيّين وأعلنت إيران دولةً داعمة للارهاب.

وترجمت  اوتاوا سياسة العداء تلك من خلال عقوبات اقتصاديّة ما يعني أنّ العلاقات مقطوعة تماما بين البلدين.

وتتحدّث لابريس عن موقف حكومة المحافظين برئاسة ستيفن هاربر من الاتفاق بشأن البرنامج النووي الايراني وتشير إلى أنّ اوتاوا اختارت الابقاء على خطّ التشدّد.

وأعلن وزير الخارجيّة روب نيكولسون في بيان مقتضب أنّ حزبه يحكم على طهران "من خلال أعمالها وليس من خلال أقوالها" مضيفا أنّ طهران تبقى "من بين أهمّ  التهديدات للسلام والأمن في العالم".

"سنبحث في الاتفاق في العمق قبل أن نتّخذ قرارا حول ما ستقوم به كندا في شأنه" اوضح الوزير نيكولسون.

وتشير صحيفة لابريس إلى موقف حزبي المعارضة في مجلس العموم الكندي وتتوقّع انفتاحا أكبر في حال فوز أحدهما أي الحزب الديمقراطي الجديد والحزب الليبرالي في الانتخابات التشريعيّة التي ستجري الخريف المقبل.

وتنقل عن الزعيم الليبرالي جوستان ترودو تعهّده في حديث لسي بي سي هيئة الاذاعة الكنديّة بإعادة العلاقات الدبلوماسيّة مع طهران.

وتقول إن ترودو أعرب حتّى عن رغبته في إعادة فتح سفارة كندا في طهران.

كما أعرب الناطق باسم الحزب  الليبرالي للشؤون الخارجيّة النائب مارك غارنو عن ترحيبه بالاتفاق ووصفه بالمهمّ.

وأشاد نظيره في الحزب الديمقراطي الجديد النائب بول ديوار بمزايا الدبلوماسيّة وأعرب عن أمله في أن تعمل كندا مع حلفائها على "تشجيع اعتماد إصلاحات أخرى".

وزير الخارجيّة الايراني محمّد جواد ظريف في فيينّا
وزير الخارجيّة الايراني محمّد جواد ظريف في فيينّا © Leonhard Foeger/Reuters

وتنقل لابريس عن توماس جونو من جامعة اوتاوا قوله إنّ تطبيع العلاقات لا يتمّ بين ليلة وضحاها ويتطلّب الأمر تجاوز عقبات قانونيّة كثيرة قبل تحقيقه، خصوصا أنّ كندا أعلنت إيران كدولة داعمة للإرهاب.

وفي حال أعيد انتخاب حزب المحافظين الخريف المقبل، من المحتمل السير في تعهّد محدود وحذر وتدريجي لأنّه يستحيل أن تعارض كندا إلى ما لا نهاية له سياسة الولايات المتّحدة.

أضف إلى ذلك حسب البروفسور جونو البعد الاقتصادي، في بلد يعدّ 80 مليون نسمة ويزخر بموارد طبيعيّة.

وقد اعربت شركات كنديّة كبرى بصورة غير مباشرة عن رغبتها في الاستثمار في ايران وهي رغبة لا يمكن لرئيس الحكومة ستيفن هاربر أن يتجاهلها حسب البروفسور توماس جونو كما تقول لابريس في ختام تعليقها.

وإلى صحيفة "ذي غلوب أند ميل" التي تناولت هي الأخرى الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع دول مجموعة الخمسة زائد واحد في مقال بعنوان "الاتفاق النووي مع إيران ضروري لكنه عالي التكلفة".

تقول الصحيفة الواسعة الانتشار في كندا إن أي تسوية هي نتيجة مفاوضات مُرضية. لذا يمكن القول إنه وفقاً لهذا المعيار حققت الولايات المتحدة الأميركية وخمس قوى رئيسية أخرى نجاحاً واسعاً في محادثاتها الطويلة جداً، والمؤلمة أحياناً، مع إيران بشأن الطموحات النووية لهذه الدولة.

حصل الغرب من خلال هذا الاتفاق على الكثير من مطالبه. وكذلك فعل النظام الإيراني، ترى "ذي غلوب أند ميل".

سُدت طريق إيران المؤدية إلى القنبلة النووية في بعض الأماكن وبرزت الحفر في أماكن أخرى منها. لكن في المقابل سيجري الإفراج عن عشرات مليارات الدولارات من أرصدة إيران المجمدة في الخارج، وسيكون بوسع طهران إنعاش اقتصادها من خلال تصدير نفطها المحظور عليها حتى الآن تصديره بسبب العقوبات الدولية.

هل كانت التسوية تستحق كل هذا العناء؟ ومع رفع العقوبات بصورة تدريجية إلى أي صنف من الدول ستتحول إيران؟

يكمن الخطر في أن الاتفاق سيعيد الحيوية إلى الحكومة الإيرانية بالشكل الخاطئ، فتقوم بإشاعة المزيد من الضرر والأذى، إذ قد تصبح في موقع أفضل لدعم حركات هدامة مثل "حزب الله" الذي زعزع استقرار لبنان وحارب إسرائيل، أو أنظمة طاغية مثل نظام الأسد في سوريا، تقول "ذي غلوب أند ميل".

وتمضي الصحيفة بالقول إن إيران والمملكة السعودية تخوضان حرباً بالوكالة في اليمن، وإن طهران قد يستهويها الانخراط في المزيد من النزاعات المشابهة، وإن قوتها وتأثيرها في العراق قد يبلغان حداً يفوق ما هما عليه حالياً.

ولكن من ناحية أخرى لو استمرت مجموعة الخمسة زائد واحد في تطويق إيران بالعقوبات لتقلصت الحوافز التي تبعد نظام الحكم الديني في إيران عن تحويل نفسه إلى قوة نووية، تقول "ذي غلوب أند ميل".

وهذه المفاوضات كانت تهدف دوماً لقطع الطريق أمام بلوغ إيران ذلك. لذا يُعتبر الاتفاق الواقع في 159 صفحة إنجازاً مهماً تقول "ذي غلوب أند ميل" وإن كانت ترى أنه لكان أفضل لو أنه أتاح للوكالة الدولية للطاقة الذرية القيام بتفقد منشآت إيران النووية دون إعلام السلطات الإيرانية مسبقاً بذلك. لكن الصحيفة تشير إلى أن الاتفاق منح الوكالة الأممية المذكورة حضوراً طويل الأمد في إيران وآليات تضمن حلاً سريعاً إذا ما واجهتها مشاكل في تفقد مواقع نووية هناك.

وتضيف "ذي غلوب أند ميل" أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو زار واشنطن في نيسان (ابريل) الفائت وحذر من أن إيران ستحتفظ بـ"البنية التحتية النووية الواسعة" التي تملكها إذا ما سار الاتفاق قدماً.

قد تكون اعتراضات رئيس حكومة إسرائيل ساعدت في تصلب تصميم مجموعة الخمسة زائد واحد، فالاتفاق نص على إزالة ثلثيْ أجهزة الطرد الإيرانية المستخدمة لتخصيب اليورانيوم وتخفيض مخزونها من اليورانيوم القليل التخصيب بنسبة أكثر من 95%، تقول الصحيفة.

لن يدوم الاتفاق للأبد، لكن هذا لا يعني أنه سيفضي بعد عقد من الزمن إلى حالة فوضى حيث كل يعمل على كيفه. فإيران مقيدة بمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، تقول "ذي غلوب أند ميل".

الرئيس الأميركي باراك أوباما متناولاً الاتفاق النووي مع إيران في مؤتمر صحافي عقده يوم الأربعاء في البيت الأبيض
الرئيس الأميركي باراك أوباما متناولاً الاتفاق النووي مع إيران في مؤتمر صحافي عقده يوم الأربعاء في البيت الأبيض © Joshua Roberts / Reuters

صحيفة ذي ناشونال بوست: كندا والأئمّة  المسلمون

نشرت صحيفة ذي ناشونال بوست مقالة لعضو مجلس الشيوخ الكندي دانيال لانغ يرد فيها على مقال نشرته الصحيفة. يقول:

خلافا لما نشرته الناشيونال بوست ، فإن لجنة مجلس الشيوخ حول الأمن القومي والدفاع لم تقترح على الحكومة التدخل للترخيص ولوضع لائحة بأسماء الأئمة المسلمين أو سواهم من رجال الدين. فالاقتراح المكتوب بعناية يطلب "أن تعمد الحكومة الفيديرالية مع حكومات المقاطعات والجاليات المسلمة على التدقيق في الخيارات المتوفرة لتدريب الأئمة في كندا والترخيص لهم".

والفرق مهم جدا لأن الاقتراح جاء ردا على شهادات أعضاء من الجاليات المسلمة والخبراء الذين أكدوا أن التطرف يبدأ عبر التواصل بين شخصين أو بين شخص وجماعة.

فالشهود الذين مثلوا أمام اللجنة خلال الأشهر التسعة الماضية أكدوا حقيقة أن خطاب التطرف الممزوج بالإيديولوجية الدينية يروج له في كندا أئمة تابعوا دراستهم وتدربوا في الخارج.

ويورد دانيال لانغ بعض تلك الشهادات:

البروفسور سليم منصور قال إن "التطرف يظهر في أوساط الشباب المسلمين عندما تسهل سياسات الانتماء تلقينهم سياسات الجهاد على يد أئمة وناشطين في الجالية المسلمة".

هومة أرجوماند، اللاجئة الإيرانية التي قادت حملة دولية ضد اعتماد الشريعة الإسلامية في أونتاريو قالت : "تحت شعار حرية الدين، مولت الدولة مدارس دينية ومراكز وأخضعت الأولاد للعقائد والتقاليد. ومع الأموال التي تصب من العربية السعودية وإيران وسواها من الدول ومع أئمة يتم استيرادهم إلى كندا، كانت النتيجة واضحة فقد عبدت الدولة الطريق للمزيد من الفصل العنصري والانعزال والتمييز".

ويتابع دانيال لانغ مقاله في الناشيونال بوست:

أشار عدة شهود إلى أن عقيدة الجهاد، المختلف في تفسيرها، شكلت وسيلة دفع وتبرير للإرهاب الإسلامي حاليا.

ويؤكد لانغ أن كندا ليست وحدها من يبحث في سبل مكافحة التطرف الإسلامي إذ ثمة دول أوروبية ذهبت إلى أبعد مما اقترحته لجنة مجلس الشيوخ الكندي. فمنذ العام الماضي أقرت هولندا قانونا يمنع الأئمة الغرباء من مماسة مهمتهم على أراضيها وحاليا تطالب بلجيكا وفرنسا والنمسا وبريطانيا أن يتم تدريب الأئمة داخل أراضيها. وتأكيدا على صحة مخاوفنا، أعلنت فرنسا الأسبوع الفائت عن ترحيل أربعين إماما أتموا دراستهم في الخارج كما أعلنت تونس مؤخرا عن إقفال ثمانين مسجدا سلفيا وهابيا.

نحن واثقون أن توصياتنا ستشجع الجاليات المسلمة على تدريب أئمتها داخل كندا وأنها حكيمة وضرورية وتأتي في الوقت المناسب وتشكل حلولا للواقع الأمني الذي تواجهه كندا حاليا، يختم عضو مجلس الشيوخ الكندي دانيال لانغ مقاله المنشور في الناشيونال بوست.

استمعوا

 

فئة:غير مصنف
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.