عدد من أبناء الجاليات المسلمة في مظاهرة دعم للجنود الكنديّين أمام الجمعيّة التشريعيّة في مانيتوبا

عدد من أبناء الجاليات المسلمة في مظاهرة دعم للجنود الكنديّين أمام الجمعيّة التشريعيّة في مانيتوبا
Photo Credit: Jacques Marcoux/ Radio Canada

مكافحة التشدّد: الكفّ عن لعب دور الضحيّة

تناولت صحيفة ذي غلوب اند ميل في تعليق وقّعته شيما خان مسألة الشعور بمشاعر الضحيّة في  بعض أوساط الجاليات المسلمة.

تقول شيما خان إن رئيس الحكومة البريطانيّة ديفيد كاميرون دعا المسلمين في بريطانيا إلى مكافحة التشدّد.

وتحدّث كاميرون عن الحاجة لمكافحة المتطرّفين والتغلّب عليهم والحاجة لأن يقول أبناء الجاليات المسلمة والعلماء أنّ المتطرّفين هم على خطأ.

وأضاف كاميرون أن المتشدّدين يسيئون تفسير الاسلام الذي هو دين سلام.

وتوجّه كاميرون على غرار الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانيّة انغيلا ميركل والرئيس اوباما إلى المجتمعات الاسلاميّة  واعتبرها كشريك في مكافحة التشدّد.

وموقفه في تناقض صارخ مع تعاطي رئيس الحكومة الكنديّة ستيفن هاربر مع هذه القضيّة كما تقول شيما خان في تعليقها في صحيفة ذي غلوب اند ميل.

وفي حين رحّبت معظم الجاليات المسلمة بمبادرة ديفيد كاميرون، رأى إمام  ليدز قاري عاصم " أنّ المسلمين يشعرون نوعا ما بأنّهم الضحيّة لأنّ "الدولة الاسلاميّة" خطفت ايماننا" كما يقول.

وهذا مثال آخر على زعيم مسلم يلعب دور الضحيّة ويتباكى على عجز المسلمين عن مواجهة التحدّيات المعاصرة.

ولا بدّ من مقارنة ردّه بالنصائح التي تقدّمها أستاذة اللياقة البدنيّة جيليان مايكلز لإنقاص الوزن.

والخطوة الأولى: "خذ السلطة على حياتك الخاصّة والق نظرة صادقة على وضعك الحالي وامتلكه.

وتعرّف إلى الخيارات التي قمت بها ولم تخدمك وباشر باتّخاذ خيارات تساعدك وتخدمك.

وتضيف شيما خان في تعليقها في صحيفة ذي غلوب اند ميل أنّها تفضّل هذا التعاطي الذي هو أصدق من تعاطي الإمام مع إيمانها.

وترى أنّ ملكيّة الموقف والمسؤوليّة الشخصيّة من المبادئ الأساسيّة للإسلام وتوفّر الأسس لتمكين الذات وتحسين الوضع الشخصي.

وفي حين تتطوّر القيادة الاسلاميّة في كندا، ما زال هنالك من يتمسّك بدور الضحيّة ونظريّات المؤامرة.

والمواقف الانهزاميّة تلك لا تخدم الجالية بشكل جيّد. وإلقاء اللوم على الآخرين يحول دون التأمّل الذاتي ويؤدّي إلى استمرار العيوب كامنة.

وترى شيما خان أنّ الإسلاموفوبيا أي رهاب الإسلام واقع حقيقي و ينبغي مواجهتها.

وتشير إلى حادثة اعتداء كلامي وقعت في كالغاري ضدّ سائق سيّارة أجرة مسلم وإلى اعتداء على مسجد في لندن اونتاريو.

وتضيف انّه لا يجوز استخدام الإسلاموفوبيا كقناع لإخفاء السلوك الخاطئ.

والنظرة الجديدة حسب قولها ستظهر لدى الجيل الجديد من القيادات المسلمة .

وتعطي مثال الطبيبة آلاء مرابط التي كبرت في سسكتشوان وذهبت إلى ليبيا في الخامسة عشرة من عمرها.

وأصيبت بالصدمة نتيجة التمييز على نطاق واسع بين الجنسين الذي شهدته في بلدها الأمّ.

وقد أسّست منظّمة صوت المرأة اللبيّة لتحدّي الأعراف السائدة.

وترى آلاء مرابط أنّ الاسلام مصدر قوّتها. وتعترف بالتمييز الحاصل بحقّ المرأة في الثقافات المسلمة.

وتسعى لمواجهة الأسس الملتوية عن طريق حثّ النساء المسلمات على العودة إلى دينهن من خلال النظرة إلى النساء المسلمات في مرحلة مبكّرة من تاريخ الإسلام وإلى النبي محمّد وإلى القرآن.

وتشير شيما خان في صحيفة ذي غلوب اند ميل إلى حملة نور التي قامت بها منظّمة صوت المرأة الليبيّة لمكافحة العنف ضدّ المرأة في ليبيا وخارجها.

وترى أنّ المسلمين في كندا لا يحتاجون لانتظار مؤسّساتهم التقليديّة للتطوّر إلى هذا المستوى من  الديناميكيّة.

وبإمكانهم اتّخاذ مبادرات فرديّة لمواجهة مجالات الإهمال، على غرار تفكّك الأسرة وتعاطي المخدّرات والصحّة العقليّة.

وبإمكانهم المشاركة في حملات أشمل لمكافحة الفقر وحماية البيئة.

وينبغي عليهم المطالبة بالجلوس على طاولة المراكز الاسلاميّة لا سيّما أنّ الشباب والنساء لهم مصلحة في ذلك .

وتخلص شيما خان في تعليقها في صحيفة ذي غلوب اند ميل إلى القول:

"لكلّ منّا كرامته الإنسانيّة المتأصّلة. وعندما نتجاهل هذه الهديّة نصبح ضحايا التشاؤم الخاص بنا".

 

 

استمعوا

 

 

 

 

 

 

فئة:دولي، سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.