تحت عنوان : " المرأة التي لا تخاف " كتبت الصحافية الكندية في لو دوفوار جوزي بوالو مقالة بمناسبة وفاة وزيرة الخارجية الكندية السابقة فلورا ماكدونالد. قالت:
إن وفاة فلورا ماكدونالد يوم الأحد الفائت يستحق أكثر من بضعة أسطر لمن منا قادر على العودة أربعين عاما إلى الوراء، يوم تجرأت تلك الامرأة على الترشح لزعامة حزب المحافظين التقدميين في كندا.
كان ذلك عام 1976، في عز حركة المطالب النسائية وحيث لم تكن دوائر القوى تسهل دخول النساء المعترك السياسي فعدد النائبات كان قليلا والوزيرات أقل. ومجرد التفكير بوجود امرأة على رأس السلطة كان يشكل طموحا مجنونا. وكان وصول مارغاريت تاتشر إلى تزعم حزب المحافظين البريطاني عام خمسة وسبعين إنجازا مهما.
ومثل تلك الإنجازات كان يعد على أصابع اليد الواحدة في كندا . ففي الخمسينيات وصلت أول امرأة، تيريز كاسغران، إلى زعامة أحد الأحزاب الهامشية في كيبيك وفي العام 67 ترشحت ماري سوكا لزعامة حزب المحافظين تحت شعار المساواة بين الرجل والمرأة ولم تنل سوى صوتين.
لكن رياح التغيير بدأت تهب في منتصف السبعينيات: فترشحت أول نائبة سوداء في البرلمان الكندي ، روز ميري براون لزعامة الحزب الديموقراطي الجديد وحلت في المرتبة الثانية خلف إد برودبانت ، علما أن لا أحد كان يعتبر الحزب قادرا على الوصول إلى السلطة. لكن الأمر كان مختلفا مع حزب المحافظين القادرين على الحكم، من هنا كان ترشح ماكدونالد لتزعمه ذا شأن مهم.
لكن فلورا ماكدونالد لم تتمكن من الفوز بالسباق أمام جو كلارك لكنها تحولت إلى ظاهرة ورمز. والإمرأة التي بدأت حياتها المهنية سكريتيرة في أحد المصارف لم تتراجع ، فعينها جو كلارك وزيرة للخارجية، فكانت أول امرأة في هذا المنصب في كندا ومن القليلات في العالم. ولم تستمر طويلا في منصبها لكنها تركت بصماتها في سياسة كندا الخارجية. ومن ثم سلمها براين مالروني عدة حقائب وزارية وانتقلت من ثم من الميدان السياسي إلى ميدان المساعدات الإنسانية في المناطق الصعبة كالتيبيت وأفغانستان بالرغم من تعديها الثمانين عاما.
لا، الخوف لا يليق بتلك الامراة الاستثنائية وكذلك النسيان، تخلص الصحافية جوزي بوالو مقالتها في صحيفة لو دوفوار.استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.