شاحنة زرعيّة في اونتاريو ترفع علم كندا في وقت يعقد دول الهادي اجتماعهم في هاواي.

شاحنة زرعيّة في اونتاريو ترفع علم كندا في وقت يعقد دول الهادي اجتماعهم في هاواي.
Photo Credit: (Chris Helgren/Reuters)

كندا: آفاق الشراكة الاستراتيجيّة عبر الهادي

ينعقد في هاواي  اجتماع بشأن  الشراكة الاستراتيجيّة عبر الهادئ  يهدف لخلق منطقة تبادل حرّ تكون الأكبر في العالم وتضمّ الدول الواقعة على ضفّتي المحيط الهادي.

ويشارك في الاجتماع  وزراء التجارة من اثنتي عشرة دولة. وتشارك من القارّة الأميركيّة  كلّ من كندا والولايات المتّحدة والمكسيك و تشيلي وبيرو ومن آسيا كلّ من اليابان وماليزيا وبروناي وسنغافورة وفيتنام ومن اوقيانيا كلّ من استراليا ونيوزيلندا.

وتأمل الدول المجتمعة  أن يساهم اتفاق الشراكة في تعزيز النموّ في المنطقة.

تقول الصحافيّة ومحرّرة الشؤون الاقتصاديّة في تلفزيون راديو كندا أندريه آن سانت آرنو  إنّ كندا تأمل بأن يفتح الاتّفاق أبواب السوق الآسيويّة أمام الشركات  والصادرات الكنديّة  وتضيف:

يجري التفاوض بشأن أكبر منطقة تبادل تجاري في العالم. ونظرة إلى خريطة المنطقة تكفي لمعرفة حجمها.

وتشارك في المفاوضات اثنتا عشرة دولة تضمّ 800 مليون نسمة و  تمثّل مجتمعة 40 بالمئة من الناتج المحلّي الاجمالي العالمي.

وتشير سانت أرنو إلى أنّ المفاوضات مستمرّة منذ ست سنوات ويأمل المجتمعون في التوصّل إلى اتفاق.

وعن التوقّعات الكنديّة من الاتّفاق تقول اندري آن سنت أرنو إنها كثيرة وتضيف:

الخطوة الأولى تتمثّل في إزالة حواجز التعرفة وهي مسألة في صلب المفاوضات.

وخفض الرسوم الجمركيّة يعني أسعارا أقلّ ارتفاعا بالنسبة لشريحة عريضة من المنتجات.

وخفض الأسعار ينعكس إيجابا على المستهلك وأيضا على الشركات لأنّه يمكّنها من تحسين مردودها.

وتأمل كندا في أن يساهم الاتّفاق في إزالة الحواجز ويساهم بالتالي في زيادة الصادرات ما يؤدّي بدوره إلى خلق فرص عمل جديدة.

وانقسمت المواقف في كندا من الشراكة عبر الهادي. ففي حين أعربت بعض الشركات عن قلقها منه رحّبت شركات أخرى به على اعتبار أنّه يفتح أبواب السوق الآسيويّة أمامها.

يقول دوني بوارييه المدير التنفيذي في شركة سبيكترا بريميوم لصناعة قطع السيّارات إنّ ما يزيد على 1200 موظّف يعملون لدى الشركة التي تصل مبيعاتها إلى 500 مليون دولار.

و90 بالمئة من اليد العاملة تتشكّل من عمّال كنديّين وتصدّر الشركة 90 بالمئة من منتجاتها إلى الخارج كما يقول دوني بوارييه ويضيف:

انفتاح الأسواق العالميّة والتنافسيّة الحرّة أمور بالغة الأهميّة بالنسبة لنا.

ذلك أنّ الطلب المحلّي على منتجاتنا محدود في كيبيك التي تضمّ 7 ملايين نسمة. ونحن نتطلّع إلى أكثر من ذلك حسب قول دوني بوارييه.

وتأمل الشركة خيرا من اتّفاق الشراكة عبر الهادي الذي يفتح أبواب السوق الآسيويّة أمامها ويؤدّي إلى خلق سوق هائلة تضمّ 800 مليون شخص.

وتشاطره هذا التفاؤل مارتين هيبير نائبة رئيس الاتحاد الكندي للمؤسّسة المستقلّة والناطقة باسم الاتحاد. وهي تقول بهذا الصدد:

سوف تستفيد العديد من الشركات الكنديّة والكيبيكيّة من الاتّفاق، من بينها شركات صناعة البلاستيك  والمواد الكيمياويّة فضلا عن المنتوجات الزراعيّة .

ويرى اريك تيترو رئيس اتّحاد الصناعيّين والمصدّرين الكيبيكيّين أنّ تحقيق النموّ يمرّ عبر زيادة الاستثمارات او زيادة التصدير ويضيف:

سنعتمد الخيار الثاني لأنّه أكيد ويمكن السيطرة عليه. وعلينا أن نطمح لكي تصبح كيبيك من بين أهمّ المصدّرين حول العالم.

ويأمل الكثيرون في أن يؤدّي الاتّفاق إلى خلق المزيد من الوظائف وأن يساهم في زيادة أرباح الشركات.

لكنّ ثمّة قلقا بشأن نظام إدارة العرض في كندا والتي يُقصد بها الآليّة التي تسمح بتحقيق التوازن بين العرض والطلب والتي تشمل نحو 20 بالمئة من  الانتاج الزراعي الكندي.

وتقوم الآليّة على مراقبة تصدير المنتوجات ومشتقّاتها وعلى سياسة  وضع الأسعار على أساس كلفة الإنتاج وعلى إدارة الإنتاج.

لكنّ هذه المخاوف لن تثني من عزيمة الحكومة الكنديّة حسبما يقوله العديد من الخبراء.

ويؤكّدون أنّ المفاوضات مهمّة بالنسبة لكندا خصوصا أنّها تفتح أمامها باب الأسواق الآسيويّة على مصراعيه.

وقد أكّد رئيس الحكومة ستيفن هاربر في حزيران يونيو الفائت أنّ الاتّفاق مهمّ  ليس لأنّه يفتح باب الشراكة أمام دول الهادي الاثنتي عشرة فحسب وإنّما لأنّه من المحتمل أن تنضمّ إليه دول أخرى مثل الصين والهند في وقت لاحق.

لكنّ حكومة المحافظين برئاسة ستيفن هاربر تواجه تحدّيا كبيرا لأنّ المفاوضات تأتي قبيل موعد الانتخابات النيابيّة التي ستجري في تشرين الأوّل اكتوبر المقبل.

 

 

استمعوا
فئة:اقتصاد، دولي
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.