الحليف الغريب عنوان تعليق وقّعه الصحافي بول جورنيه في صحيفة لابريس الصادرة في مونتريال.
يتحدّث جورنيه عن مؤتمر دول التحالف ضدّ تنظيم "الدولة الاسلاميّة" الذي تستضيفه مدينة كيبيك.
ويرى أنّه ينبغي أن يشكّل المؤتمر فرصة لإعادة النظر في علاقة كندا مع المملكة السعوديّة، الحليف الغريب الذي يحارب تنظيم "الدولة الاسلاميّة" ويقدّم له الوقود في الوقت عينه.
وهذا ما أظهرته وثائق ويكيليكس الشهر الماضي.
وفي عام 2010، أظهرت وثائق سابقة أنّ السعوديّة تشكّل في نظر إدارة الرئيس اوباما "مصدر التمويل الرئيسي" للإرهاب الإسلامي.
وباشر موقع ويكيليكس هذه المرّة بنشر 400 ألف وثيقة سريّة مصدرها السعوديّة نفسها.
ويضيف بول جورنيه في لابريس فيقول إنّ هذه التسريبات تؤكّد ما كان يُشتبه به من أنّ النظام وبعض المواطنين الأثرياء يستخدمون أموال البترودولار لشراء الأصدقاء ومواجهة ايران وتصدير الإسلام السلفي.
و تعود هذه الاستراتيجيّة حسب الصحيفة إلى خمسينات القرن الماضي.
وقد سعت السعوديّة يومها لمواجهة الوحدة العربيّة التي روّجت لها مصر من خلال تكثيف الدعاية لوحدة إسلاميّة، بهدف حماية شرعيّتها في الداخل عن طريق التحالف مع رجال الدين لمواجهة الاشتراكيّين.
وهدفت في الوقت عينه إلى ضمان نفوذها في الخارج من خلال تأهيل الأئمّة.
ويتابع بول جورنيه في صحيفة لابريس فيقول إن لجنة مجلس الشيوخ الكندي أعربت عن قلقها الشتاء الماضي من قيام سعوديّين وقطريّين وكويتيّين أغنياء باستخدام منظّمات خيريّة كوسيط لتمويل مساجد ومراكز جاليويّة ذات نموذج متشدّد.
وتنقل الصحيفة عن الإمام سيّد سوهاروردي من مدينة كالغاري أنّ الأموال تُستخدم "لغسل أدمغة الشباب" في بعض المدارس والجامعات.
ويتساءل الصحافي بول جورنيه من يموّل من، ويضيف أنّ وكالة الدخل الكنديّة لا تسمح بالحصول على صورة شاملة.
وهي تمنع المنظّمات غير الربحيّة من تلقّي الهبات من ايران وسوريّا وتسمح بتلقّيها من دول أخرى سواهما.
وفي حال تجاوزت الهبات العشرة آلاف دولار يتعيّن التصريح عنها لمصلحة الضرائب.
لكنّ الجمهور لا يعرف هذه المعلومات كما يقول بول جورنيه.

ويضيف أنّ ريتشارد فادن الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات الكنديّة اعترف دون أن يسمّي السعوديّة بالاسم بوجود "مشكلة". وحذّر من عدم وجود حلّ سهل لها.
والخطر نسبي في كندا كما يقول بول جورنيه. وينقل عن الشرطة الكيبيكيّة أن ربع التهديدات الإرهابيّة فقط على علاقة بالإسلام المتشدّد.
وهذا أقلّ من نسبة الإرهاب المرتبط باليمين المتشدّد وجرائم الحقد.
يبقى أن السعوديّة وعلى نطاق عالمي، قوّة اقتصاديّة تدافع عن مصالحها بقدر ما هي حاضنة للحقد الديني.
ويمكن الجلوس معها باسم ما يعرف بالريال بوليتيك أي الواقعيّة السياسيّة.
لكنّه من الصعب القيام بذلك في وقت تقوم حكومة المحافظين الكنديّة بالترويج لسياسة خارجيّة قائمة على المبادئ حسبما يقول الصحافي في لابريس بول جورنيه.
و حكومة المحافظين نفسها باعت السعوديّة آليّات مصفّحة بقيمة 15 مليار دولار ، وهو أضخم عقد عسكري، لتدافع بذلك عن المبادئ المطّاطة كما يقول بول جورنيه في ختام تعليقه في صحيفة لابريس.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.