Photo Credit: RCI/ راديو كندا الدولي

أقوال الصحف للأسبوع المنتهي في 02-08-2015

مختارات من تعليقات الصحف الكنديّة التي صدرت خلال الأسبوع من إعداد وتقديم مي ابوصعب وفادي الهاروني وبيار أحمراني.

صحيفة لابريس: الحليف الغريب

الحليف الغريب عنوان تعليق وقّعه الصحافي بول جورنيه في صحيفة لابريس الصادرة في مونتريال.

يتحدّث جورنيه عن مؤتمر دول التحالف ضدّ تنظيم "الدولة الاسلاميّة" الذي تستضيفه مدينة كيبيك.

ويرى أنّه ينبغي أن يشكّل المؤتمر فرصة لإعادة النظر في علاقة كندا مع المملكة السعوديّة، الحليف الغريب الذي يحارب تنظيم "الدولة الاسلاميّة" ويقدّم له الوقود في الوقت عينه.

وهذا ما أظهرته وثائق ويكيليكس الشهر الماضي.

وفي عام 2010، أظهرت وثائق سابقة أنّ السعوديّة تشكّل في نظر إدارة الرئيس اوباما "مصدر التمويل الرئيسي" للإرهاب الإسلامي.

وباشر موقع ويكيليكس هذه المرّة بنشر 400 ألف وثيقة سريّة مصدرها  السعوديّة نفسها.

ويضيف بول جورنيه في لابريس فيقول إنّ هذه التسريبات تؤكّد ما كان يُشتبه به من أنّ النظام وبعض المواطنين الأثرياء يستخدمون أموال البترودولار  لشراء الأصدقاء ومواجهة ايران وتصدير الإسلام السلفي.

و تعود هذه الاستراتيجيّة حسب الصحيفة إلى خمسينات القرن الماضي.

وقد سعت السعوديّة يومها لمواجهة الوحدة العربيّة التي روّجت لها مصر من خلال تكثيف الدعاية لوحدة إسلاميّة، بهدف حماية شرعيّتها في الداخل عن طريق التحالف مع رجال الدين لمواجهة الاشتراكيّين.

وهدفت في الوقت عينه إلى ضمان نفوذها في الخارج من خلال تأهيل الأئمّة.

ويتابع بول جورنيه في صحيفة لابريس فيقول إن لجنة مجلس الشيوخ الكندي أعربت عن قلقها الشتاء الماضي من قيام سعوديّين وقطريّين وكويتيّين أغنياء باستخدام منظّمات خيريّة كوسيط لتمويل مساجد ومراكز جاليويّة ذات  نموذج متشدّد.

وتنقل الصحيفة عن الإمام سيّد  سوهاروردي من مدينة كالغاري أنّ الأموال تُستخدم "لغسل أدمغة الشباب" في بعض المدارس والجامعات.

ويتساءل الصحافي بول جورنيه من يموّل من، ويضيف أنّ وكالة الدخل الكنديّة لا تسمح بالحصول على صورة شاملة.

وهي تمنع المنظّمات غير الربحيّة من تلقّي الهبات من ايران وسوريّا وتسمح بتلقّيها من دول أخرى سواهما.

وفي حال تجاوزت الهبات العشرة آلاف دولار يتعيّن التصريح عنها لمصلحة الضرائب.

لكنّ الجمهور لا يعرف هذه المعلومات كما يقول بول جورنيه.

رئيس الحكومة الكنديّة ستيفن هاربر
رئيس الحكومة الكنديّة ستيفن هاربر © CBC/ هيئة الاذاعة الكنديّة

ويضيف أنّ ريتشارد فادن الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات الكنديّة اعترف دون أن يسمّي السعوديّة بالاسم بوجود "مشكلة". وحذّر من عدم وجود حلّ سهل لها.

والخطر نسبي في كندا كما يقول بول جورنيه. وينقل عن الشرطة الكيبيكيّة أن ربع التهديدات الإرهابيّة فقط على علاقة بالإسلام المتشدّد.

وهذا أقلّ من نسبة الإرهاب المرتبط باليمين المتشدّد وجرائم الحقد.

يبقى أن السعوديّة وعلى نطاق عالمي، قوّة اقتصاديّة تدافع عن مصالحها بقدر ما هي حاضنة للحقد الديني.

ويمكن الجلوس معها باسم ما يعرف بالريال بوليتيك أي الواقعيّة السياسيّة.

لكنّه من الصعب القيام بذلك في وقت تقوم حكومة المحافظين الكنديّة بالترويج لسياسة خارجيّة قائمة على المبادئ حسبما يقول الصحافي في لابريس بول جورنيه.

و حكومة المحافظين نفسها باعت السعوديّة آليّات مصفّحة بقيمة15 مليار دولار ، وهو أضخم عقد عسكري، لتدافع بذلك عن المبادئ المطّاطة كما يقول بول جورنيه في ختام تعليقه في صحيفة لابريس.

 صحيفة لودوفوار: المرأة التي لا تخاف

تحت عنوان : " المرأة التي لا تخاف " كتبت الصحافية الكندية في لو دوفوار جوزي بوالو مقالة بمناسبة وفاة وزيرة الخارجية الكندية السابقة فلورا ماكدونالد. قالت:

إن وفاة فلورا ماكدونالد يوم الأحد الفائت يستحق أكثر من بضعة أسطر لمن منا قادر على العودة أربعين عاما إلى الوراء، يوم تجرأت تلك الامرأة على الترشح لزعامة حزب المحافظين التقدميين في كندا.

كان ذلك عام 1976، في عز حركة المطالب النسائية وحيث لم تكن دوائر القوى تسهل دخول النساء المعترك السياسي فعدد النائبات كان قليلا والوزيرات أقل. ومجرد التفكير بوجود امرأة على رأس السلطة كان يشكل طموحا مجنونا. وكان وصول مارغاريت تاتشر إلى تزعم حزب المحافظين البريطاني عام خمسة وسبعين إنجازا مهما.

ومثل تلك الإنجازات كان يعد على أصابع اليد الواحدة في كندا . ففي الخمسينيات  وصلت أول امرأة، تيريز كاسغران، إلى زعامة أحد الأحزاب الهامشية في كيبيك وفي العام 67 ترشحت ماري سوكا لزعامة حزب المحافظين تحت شعار المساواة بين الرجل والمرأة ولم تنل سوى صوتين.

لكن رياح التغيير بدأت تهب في منتصف السبعينيات: فترشحت أول نائبة سوداء في البرلمان الكندي ، روز ميري براون لزعامة الحزب الديموقراطي الجديد وحلت في المرتبة الثانية خلف إد برودبانت ، علما أن لا أحد كان يعتبر الحزب قادرا على الوصول إلى السلطة. لكن الأمر كان مختلفا مع حزب المحافظين القادرين على الحكم، من هنا كان ترشح ماكدونالد لتزعمه ذا شأن مهم.

لكن فلورا ماكدونالد لم تتمكن من الفوز بالسباق أمام  جو كلارك لكنها تحولت إلى ظاهرة ورمز. والإمرأة التي  بدأت حياتها المهنية سكريتيرة  في أحد المصارف لم تتراجع ،  فعينها جو كلارك وزيرة للخارجية، فكانت أول امرأة في هذا المنصب في كندا ومن القليلات في العالم. ولم تستمر طويلا في منصبها لكنها تركت بصماتها في سياسة كندا الخارجية. ومن ثم سلمها براين مالروني عدة حقائب وزارية وانتقلت من ثم من الميدان السياسي إلى ميدان المساعدات الإنسانية في المناطق الصعبة كالتيبيت وأفغانستان بالرغم من تعديها الثمانين عاما.

لا، الخوف لا يليق بتلك الامرأة الاستثنائية وكذلك النسيان، وتخلص الصحافية جوزي بوالو مقالتها في صحيفة لو دوفوار.

 

مستثمر يراقب أداء البورصة على لوحة إلكترونية يوم أمس في مدينة فويانغ في شرق الصين
مستثمر يراقب أداء البورصة على لوحة إلكترونية يوم أمس في مدينة فويانغ في شرق الصين © China Daily Information Corp / Reuters

عودة إلى  "لا بريس" الصادرة في مونتريال حيث تناول المحلل الاقتصادي جان فيليب ديكاري أسعار المواد الأولية وأداء بورصة تورونتو.

يقول ديكاري في مقاله الذي يحمل عنوان " لعنة المواد الأولية" إن إقفال بورصة تورونتو يوم الثلاثاء على ارتفاع وضع حداً لسلسلة من سبع جلسات تراجع متتالية، الأطول من نوعها في السنوات الأربع الأخيرة، تجاوزت معها خسارة مؤشرها الرئيسي خلال تموز (يوليو) الجاري الـ5%.

ويضيف ديكاري أن مؤشر بورصة تورونتو الذي ارتفع بنسبة 8% في عام 2014 كان عند إقفال جلسة أمس قد سجل تراجعاً بنسبة 9% لفترة الأشهر الاثنيْ عشر الأخيرة.

وهذا التراجع في سوق الأسهم الكندية ليس غريباً عن "اللعنة" التي حلت بالمواد الأولية، فالقيمة البورصية للشركات التي تستثمرها تشكل 30% من مؤشر تورونتو المركب، يشير ديكاري.

والارتباط بين أداء بورصة تورونتو وسوق المواد الأولية يبدو أكثر وضوحاً عندما نعلم أن مؤشر "بلومبرغ" للمواد الأولية، الذي يراقب الأسعار اليومية لـ22 من منتجات الموارد الطبيعية، بلغ الأسبوع الفائت حده الأدنى في السنوات الـ13 الأخيرة، يقول ديكاري.

بالتأكيد أسعار النفط هي التي تهاوت أكثر من سواها إذ تراجعت بأكثر من 50% منذ سنة. لكن النيكل والنحاس والحديد والذهب سجلت هي الأخرى في الأشهر الـ12 الأخيرة تراجعاً في أسعار كانت أساساً متدنية.

والتراجع الشديد في أسعار الموارد الطبيعية لم ينجم عنه فقط تراجع بورصة تورونتو، فهو مسؤول أيضاً عن تراجع الدولار الكندي الذي يدفع ثمن الطلب الضعيف على موادنا الأولية، يقول ديكاري.

وللمتفائلين الميالين للاعتقاد بأن بلوغ أسعار الموارد الطبيعية حدها الأدنى في 13 عاماً قد يكون مؤشراً على أنها على وشك معاودة الارتفاع، يقول ديكاري بأنه "يمكننا أن نحلم".

صحيح أن أسعار المواد الأولية قبل 13 عاماً، أي في عام 2002، كانت قد بلغت مستوى متدنياً جداً وأن الدولار الكندي بلغ في كانون الثاني (يناير) من ذاك العام أدنى مستوى إقفال تاريخي له إزاء الدولار الأميركي جراء ذلك، وهو 61,79 سنتاً أميركياً.

وصحيح أن أسعار تلك المواد أخذت ترتفع مجدداً في ذاك العام، يتابع ديكاري. لكنها أخذت ترتفع بفضل ازدياد الطلب عليها بشكل مفاجئ وقوي من قبل الاقتصادات الناشئة في الصين والهند والبرازيل وروسيا، وهي الاقتصادات التي أصبحت محركات النمو الاقتصادي العالمي. وبلغت أسعار المواد الأولية سقوفاً قياسية إلى أن انهار الاقتصاد العالمي عقب الأزمة المالية العالمية في عاميْ 2007 و2008.

لكن في عام 2011 قامت الصين بإعادة النظر في سياسة التوسع الاقتصادي التي كانت تتبعها فخففت من تركيزها على مشاريع البنى التحتية الكبيرة لصالح الاعتماد على الاستهلاك الداخلي كسبيل للنمو، يشير ديكاري.

ولم يعد للصين شهيتها السابقة للموارد الطبيعية الكندية. وإن كان نموها الاقتصادي لا يزال قوياً فهو في حالة فقدان لزخمه.

كما أن سوق الأوراق المالية الصينية تراجعت منذ منتصف حزيران (يونيو) الفائت بأكثر من 30%، فاقدة بذلك نحواً من أربعة آلاف مليار دولار أميركي من القيمة السوقية، وهي خسارة يتحملها بنسبة 85% صغار المستثمرين.

وهذا لا يُعتبر فأل خير للدول المنتجة للمواد الأولية، ومن ضمنها كندا. فالصين أول مستهلك للنفط وثاني أكبر مستهلك للمواد الأولية بين دول العالم، وإذا ما تباطأ اقتصادها، ولو بقدر يسير، قد تظل لعنة المواد الأولية جاثمة على الاقتصاد الكندي لفترة غير يسيرة، يختم جان فيليب ديكاري في "لا بريس".

استمعوا

 

 

 

فئة:اقتصاد، دولي، سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.