قدّمت روسيّا طلبا إلى الأمم المتّحدة تدعو من خلاله إلى تأكيد سيادتها على منطقة إضافيّة في القطب الشمالي تبلغ مساحتها 1،2 مليون كيلومتر مربّع من الجرف القارّي الذي يمتدّ بطول 650 كيلومترا من الشاطئ.
وتسعى كلّ من كندا والولايات المتّحدة وروسيّا والدانمارك والنروج لتعزيز سيادتها في منطقة القطب الشمالي التي قد تحوي 25 بالمئة من احتياطي النفط والغاز غير المكتشف بعد.
وساهم تقلّص طبقة الجليد في تعزيز التنافس على موارد القطب الشمالي.
وكانت روسيّا سبّاقة في تقديم مطالبها عام 2002 لكنّ الأمم المتّحدة ردّت يومها الطلب الروسي على اعتبار أنّ العرض غير مكتمل.
ويؤكّد بيان الخارجيّة الروسيّة أنّ النسخة الجديدة من الطلب تتضمّن كمّا كبيرا من المعطيات العلميّة التي تمّ جمعها على مدى سنوات من الأبحاث.
ويتوقّع البيان أن تقوم لجنة حدود الجرف القارّي التابعة للأمم المتّحدة بدراسة العرض الروسي اعتبارا من الخريف المقبل.
وكانت روسيّا قد أرسلت غوّاصتين تحملان بعثة علميّة إلى القطب الشمالي عام 2007 و ركّزت علما روسيّا في قعر المحيط المتجمّد الشمالي.
وتسعى موسكو باستمرار لتعزيز تواجدها العسكري في المنطقة.
يتحدّث البروفسور ستيفان روسيل مدير مرصد السياسة والأمن في القطب الشمالي إلى تلفزيون راديو كندا فيشير إلى أنّ القطب الشمالي يضمّ ربع الاحتياطي غير المكتشف من النفط والغاز وأنّ دولا عديدة لها مصالح في المطالبة بأكبر جزء ممكن من الأراضي فيه ويضيف:
بالنسبة لروسيّا كما لكندا المسألة تتعلّق أيضا بالفخر بالوطن ويحبّ البلدان التعريف بنفسيهما على أنّهما من بلاد الشمال وهذا يشكّل امتدادا للهويّة الوطنيّة.
ويشير البروفسور روسيل إلى أنّ دول القطب الشمالي تبدو وكأنّها في سباق في ما بينها للتأكيد على مطالبها منذ أن وقّعت على معاهدة الأمم المتّحدة حول الحقوق البحريّة قبل 10 سنوات ويضيف:
تبحث هذه الدول عن براهين علميّة وجيولوجيّة وهيدروغرافيّة وجيوفيزيائيّة تفيد أنّ الجرف القارّي يشكّل امتدادا تحت البحر لأراضيها
كما يقول مدير مرصد السياسة والأمن في القطب الشمالي ستيفان روسيل ويضيف:
قبل أن نصل إلى قعر المحيط هنالك جزء من الأرض يمتدّ ويمكن أن تكون للدولة الحقّ الحصري في استغلال موارده. وهذا لا ينطبق على ما هو معروف بعامود المياه بل على قاع البحر فقط.
ويتابع ردّا على سؤال حول أهميّة التواجد في المنطقة وكيف أنّ كندا عزّزت تواجدها وقام رئيس الحكومة الخارج ستيفن هاربر بعدّة زيارات للقطب الشمالي يجيب ستيفان روسيل بأنّنا هنا بصدد الحديث عن التواجد فوق اليابسة أي فوق الأرخبيل والجزر الكنديّة في حين أنّ المطالب الروسيّة تتعلّق بالسيادة على مناطق في قاع البحر ويضيف:
من المهمّ لكافّة الدول أن تثبت تواجدها على الأرض وقدرتها على تطبيق القوانين والسيطرة على الأراضي.
وبهذا المعنى فإن الزيارات التي قام بها رئيس الحكومة الكنديّة ستيفن هاربر هدفت للتأكيد أنّه يسيطر على هذه الأراضي.
ويضيف روسيل أنّ لجنة الأمم المتّحدة حول الحقوق البحريّة هي التي تفصل في النزاعات .
وسوف يعكف العلماء على التدقيق في الإثباتات والبراهين التي قدّمتها روسيّا لمعرفة ما إذا كانت تتطابق مع المعايير العلميّة وإن كانت مقنعة وإن كان من ضرورة لإعادة النظر فيها كما حصل في السابق عام 2001 يوم تمّت إعادة العرض الروسي لعدم اكتمال البراهين.
ويتابع ستيفان روسيل مدير مرصد الأبحاث حول السياسة والأمن في القطب الشمالي فيشير إلى أنّ دولا أخرى غير روسيّا من بين مجموعة دول القطب الشمالي الخمس قدّمت مطالب إلى الأمم المتّحدة من بينها الدانمارك التي قدّمت مطالبها عام 2014.
وأمّا كندا، فقد أرجأت طلبها الذي كان يُفترض أن تقدّمه في كانون الأوّل ديسمبر عام 2013 كما يقول.
ويوضح أنّ اوتاوا تتريّث بانتظار أن تقدّم الدول الأخرى مطالبها وأن تتّضح الصورة.
ويختم مؤكّدا أنّ الأمر سيتطلّب وقتا أطول بالنسبة للولايات المتّحدة التي لم توقّع بعد على المعاهدة الدوليّة حول الحقوق البحريّة.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.