مختارات من تعليقات الصحف الكنديّة الصادرة خلال الأسبوع من إعداد وتقديم مي ابوصعب وفادي الهاروني وبيار أحمراني.
صحيفة لودوفوار: "منافسات قطبيّة"
منافسات قطبيّة عنوان اختاره الصحافي غي تايفير لتعليقه في صحيفة لودوفوار الذي يتناول فيه طموحات دول الشمال القطبي الخمس.
يقول تايفير إن "حرب" القطب الشمالي ما زالت في بداياتها مع ذوبان الثلوج الذي فتح صفحة جديدة مع مسألة المطالبة بالأراضي التي رفعتها موسكو إلى الأمم المتّحدة.
والمأساة في هذا الصراع على الملكيّة في القطب الشمالي تكمن في تجاهل القضايا البيئيّة.
وقبل أسابيع توافقت الدول الخمس وهي كندا والولايات المتّحدة وروسيّا والنروج والدانمارك خلال اجتماعها في اوسلو على حظر الصيد في منطقة تصل إلى 3 ملايين كيلومتر مربّع، بانتظار تقييم علمي شامل لمخزون الأسماك فيها.
ويتحدّث غي تايفير عن تشاور مثير للإعجاب مشيرا إلى أنّ نسبة المياه القطبيّة التي تأتي من ذوبان الجليد خلال الصيف تصل إلى 40 بالمئة.
والنسبة تنامت منذ سبعينات القرن الماضي مع بداية المراقبة بواسطة الأقمار الاصطناعيّة.
والتوافق بين الدول الخمس كان حالة منفردة لأنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتن صبّ الزيت على النار عندما طالب بالأراضي.
والطلب الروسي شبيه بطلب سابق قدّمته موسكو للأمم المتّحدة عام 2001 وردّته المنظّمة الدوليّة لعدم اكتمال الملفّ.
ويمكن لموسكو بموجب معاهدة الأمم المتّحدة حول الحقوق البحريّة المطالبة بملكيّة الجرف القارّي في منطقة ال 200 ميل بحري المعتادة.
لكنّ العالم سيكون في حال أفضل لو أنّ الحكومات كانت ذكيّة بما يكفي لاستثناء القطب الشمالي من اعتباراتها الجيوستراتيجيّة ليبقى تحت إدارة دوليّة.
ويرى غي تايفير في تعليقه في لودوفوار أنّ لعبة المنافسات القطبيّة هي بسبب النفط.
والطموحات العسكريّة تعود لكون المنطقة تضمّ ربع الاحتياطي غير المكتشف من النفط والغاز والذي يُقدّر بمئات المليارات من براميل النفط.
والبشريّة تضع الاصبع على دوّامة التغييرات المناخيّة وذوبان الطبقة الجليديّة والسباق على استغلال النفط و الغاز في القطب الشمالي.
وينقل تايفير عن منظّمة غرينبيس البيئيّة قولها إنّ دولا مثل النروج وروسيّا ترغب في تحويل عالم القطب الشمالي إلى عربيّة سعوديّة جديدة.
واللعبة كبيرة ورئيس الحكومة الكنديّة ستيفن هاربر لعب الورقة العسكريّة الوطنيّة منذ 10 سنوات دون أن تكون لديه الوسائل الكافية لطموحاته ، هذا إن كانت له طموحات كما يقول الصحافي غي تايفير في تعليقه في صحيفة لودوفوار.
وأحبّ هاربر إبقاء وهم السيادة الكنديّة" غير القابلة للجدل" على الشمال القطبي ورفع راية التهديد الذي تمثّله موسكو.
لا لأنّ كندا لا تعتبر كسواها من الدول أنّ جزءا من القطب الشمالي هو ملك لها من الناحية الجيولوجيّة.
وتستبعد لودوفوار أن يؤدّي انتقاد اوتاوا للرئيس بوتين إلى دفع قضيّة كندا قُدُما.
وترى أنّ هاربر ارتكب خطأ عندما أظهر عدائيّة تجاه موسكو في خلافها مع أوكرانيا.
وعيبه الآخر أنّه لم يكن حسّاسا تجاه قضايا حماية البيئة .
والتطوّر السليم في القطب الشمالي لا يمرّ بالتأكيد عبر إعادة انتخابه رئيسا للحكومة الكنديّة كما يقول غي تايفير في ختام تعليقه في صحيفة لودوفوار.
صحيفة لودوفوار: المرأة في زمن الاسلام المتطرّف
تحت عنوان: " استعباد النساء في زمن الإسلام المتطرف "، نشرت صحيفة لو دوفوار مقالا للنائبة الكيبيكية الليبيرالية السابقة والناشطة الاجتماعية فاطمة هدى بيبان تقول فيها:
لقد ذكرنا المنتدى الدولي للنساء المنعقد في مدينة فاس بمأساة "منسيات الحرب" عبر التركيز على العنف الذي تتعرض له النساء في زمن داعش.
صحيح أنه تم تسجيل تطور ملموس في أوضاع المرأة في العالم العربي والإسلامي جراء عدة عوامل منها استقلال الدول وتعميم التربية والتعليم وتمكن النساء من ولوج ميدان العمل وتحرك التنظيمات النسائية وسهر الناشطين في ملفات حقوق الإنسان. وقد هبت رياح التغيير والأمل على دول المشرق والمغرب ودفعت بالمجتمعات التقليدية باتجاه زمن جديد حيث النساء، قبل انطلاق الربيع العربي، بدأن يحلمن بالحرية والعدالة والديموقراطية. وهذه المكتسبات التي حصلن عليها بصعوبة وتضحيات بدأت بالتراجع على أيدي الجهاديين الذين يستعملون الإسلام لأغراض سياسية.
وتتابع فاطمة هدى بيبان:
قبل أن يتجلى الإسلام المتطرف بمنحاه الإرهابي، كانت السعودية أعدت الأرضية، بمليارات الدولارات، لنشر إيديولوجيتها الوهابية فأصابت العالم بسرطان ما زال ينتهشه، وكانت الرحم الذي منه ولدت عدة تنظيمات متطرفة بما فيها القاعدة و"الدولة الإسلامية".
وباتت حوالي عشرين منظمة مسلحة تزرع الإرهاب، باسم الإسلام، في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا. ويجمع هذه التنظيمات قاسم مشترك: كره النساء والكفار.
وتتساءل فاطمة هدى بيبان: ماذا فعلنا لعشرات آلاف النساء اللواتي استعبدن على يد داعش وبوكو حرام واللواتي يخضعن للتعذيب والإذلال والاغتصاب؟ الجواب الوحيد المسموع حتى الآن هو الصمت. فباستثناء بعض صرخات الغضب، لا يبدو أن "العالم الحر" يهتم بهذه المأساة وقليلون هم القادة والمجموعات الذين يتجرأون على التدخل، بمن فيهم الحركات النسائية.
قد يكون الأمر عائدا إلى تعب الناشطات من جيلي أو عدم اكتراث الأجيال الطالعة التي تعتبر أن المساواة باتت مكسبا لا تراجع عنه وقد يكون أيضا التوهم أن انتهاك حقوق الإنسان المرتكب في الخارج لايقوض ركائز ديموقراطيتنا ، تخلص فاطمة هدى بيبان مقالها المنشور في لو دوفوار.

وإلى "ذي غلوب أند ميل" التي تناولت وعد التخفيض الضريبي على تجديد المساكن الذي أطلقه يوم الثلاثاء زعيم حزب المحافظين رئيس الحكومة الخارجة ستيفن هاربر في اليوم الثالث من الحملة الانتخابية الفدرالية.
تقول الصحيفة الواسعة الانتشار في كندا في مقالها الذي حمل عنوان "ما المشكلة في التخفيض الضريبي على تجديد المساكن؟" إنه من المبكر جداً القول ما إذا كانت فكرة تخفيض الضرائب على مالكي المساكن ستكون مربحة في صناديق الاقتراع.
لكن يمكن الجزم، في الوقت الحالي، أن التخفيض الضريبي الذي وعد به زعيم المحافظين ليس فكرة صائبة، لا اقتصادياً ولا مالياً، تقول "ذي غلوب أند ميل".
وتذكر الصحيفة بما قاله ستيفن هاربر أمس بأنه، في حال فوز حزبه في انتخابات 19 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، سيقدم تخفيضاً ضريبياً سنوياً دائماً لأصحاب المساكن الذي يجرون أعمال تجديد فيها، قيمته 15% من نفقات التجديد التي تزيد عن 1000 دولار ولا تتخطى 5000 دولار. وهذا التخفيض يكلف الخزينة 1,5 مليار دولار حسب تقدير رئيس الحكومة الخارجة.
وكان ستيفن هاربر قد قال أمس إن حزبه يتوقع تنفيذ هذا الوعد منتصف الولاية المقبلة وإن التوقعات بشأن ميزانيات السنوات المقبلة تتيح هذا الهامش المالي، مضيفاً أن المحافظين سيتأكدون من إمكانية توفير هذا التخفيض الضريبي على الدوام قبل السير قدماً به.
تقول "ذي غلوب أند ميل" إن وعد أمس هو إحياء للتخفيض الضريبي على أعمال تجديد المساكن الذي أدخلته حكومة المحافظين برئاسة ستيفن هاربر في عام 2009.
ولكن كان التخفيض لفترة سنة واحدة وجاء كخطوة من الحكومة لمواجهة أزمة الركود الاقتصادي آنذاك. كانت فكرة الحكومة دفع الكنديين لضخ المال سريعاً في اقتصاد بلادهم من خلال دعمهم بـ15 سنتاً عن كل دولار ينفقونه على تجديد مساكنهم. كانت طريقة ذكية لإنعاش الاقتصاد في خضم أزمة مالية عالمية، تقول "ذي غلوب أند ميل".
لكن عام 2015 ليس عام 2009، تضيف الصحيفة. ففي غياب إعادة لأسوأ أزمة منذ أزمة الكساد الكبير ليس من المنطقي إحياء خطوة ملائمة لمواجهة الأزمات. وفي غياب حالة ركود دائم ليس هناك من داعٍ لإدخال تخفيض ضريبي دائم، ترى "ذي غلوب أند ميل".
وإذا كانت كندا، بالفعل، في أزمة ركود حالياً، فهذه الخطوة لن تخفف من وطأتها لأن رئيس الحكومة الخارجة قال إنه يتوقع تنفيذها منتصف الولاية المقبلة، أي بعد سنتيْن تقريباً، تقول الصحيفة.
وتنتقد "ذي غلوب أند ميل" حصر هذا التخفيض الضريبي بالنفقات على المساكن التي يملكها قاطنوها، وترى من ناحية أخرى أنه من غير المنطقي توفير دعم سنوي بمقدار 1,5 مليار دولار لقطاع عقاري كندي يُنظر إليه منذ مدة طويلة على أنه يعاني سخونة في الأسعار.
وتضيف الصحيفة أن الأحزاب الأخرى أدلت هي أيضاً بدلوها في هذا القطاع.
ففي عام 2010 دعا الناطق باسم الحزب الديمقراطي الجديد للشؤون المالية، توماس مولكير الذي يقود الحزب حالياً، حكومةَ المحافظين لتمديد التخفيض الضريبي على تجديد المساكن.
كما أن الحزب المذكور والحزب الليبرالي دعما في الماضي برامج حكومية قدمت حوافز مالية للمواطنين لإدخال تعديلات على مساكنهم تعزز الاستخدام الفعال للطاقة، وهي تعديلات كان الكثيرون منهم سيقومون بها في شتى الأحوال، تضيف الصحيفة.
من جهتهم عارض المحافظون بصورة عامة هذه البرامج وقاموا بتقليصها أو إلغائها عند وصولهم إلى السلطة قبل عقد من الزمن. كان المحافظون يملكون الفكرة الصائبة في ذاك الحين، لكنهم ما عادوا يملكونها الآن، تختم "ذي غلوب أند ميل".
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.