قد يبدو للبعض أن الأمر مبالغ فيه: ففي حين يسقط مئات القتلى يوميا في مناطق النزاع في الشرق الأوسط وسواه، وتنتهك حقوق الإنسان الأساسية، ويموت آلاف الأطفال جوعا، ترتفع هنا أصوات تندد بالمعاملة السيئة للحيوان وتطالب بحماية حقوقه بالحياة والراحة وعدم الإساءة والتعذيب وتأمين بيئة لائقة له.
وفي هذا الإطار دعت اليوم جمعية الرفق بالحيوان، واسمها هنا جمعية الوقاية من القساوة تجاه الحيوانات، فرع مونتريال، دعت بلدية المدينة إلى اعتماد أنظمة تؤول إلى إلغاء استخدام عربات الخيل، التي يستعملها السياح خاصة للتنقل في شوارع المدينة، باعتبار أنها تتسبب بتعذيب الأحصنة وأطلقت حملة لتوقيع عريضة بهذا الهدف تحت شعار: وسط مدينة مونتريال ليس مكانا لائقا بالأحصنة.
تقول السيدة ألينا دوفاين، مديرة الدفاع عن الحيوانات في الجمعية:
"ما نقترحه بالواقع هو إلغاء تدريجي لاستخدام عربات الخيل، فنحن نعتقد أنه ليس ضروريا ولا يؤمن حاجات الحصان الحقيقية بالرفاه".
وكان عمدة مونتريال دوني كودير كشف عن تقرير صادر عن مركز الطب البيطري التابع لجامعة مونتريال يؤكد أن استخدام عربات الخيل لا يشكل عملا قاسيا بحق الحصان، عندما يتلقى طبعا الرعاية المناسبة.
وتعلق ألينا دوفاين على هذا التقرير بالقول:
"أعتقد أن التقرير يتعلق فقط بصحة الحيوان والرعاية المقدمة له لكن ذلك لا يشكل إلا جزأ من حقوقه بالرفاه المعترف بها عبر العالم والتي تتضمن الرعاية والعلاج وعدم معاناته من الألم والعذاب والأمراض . لكنها تشمل أيضا ثلاثة عناصر غير متوفرة لعربات الخيل في مونتريال، وهي:
"عدم التعرض للعذاب من الإزعاج أي العيش في بيئة مناسبة تؤمن له مأوى وأماكن راحة مريحة، ثانيا ضمان تمكن الحصان من "التعاطي" مع الأحصنة الأخرى وثالثا عدم تعريضه للخوف جراء الضجة وزحمة السير إضافة إلى معاناته من الحرارة المرتفعة في فصل الصيف. فبالرغم من وجود قانون يقضي بعدم تسيير العربات عندما تصل الحرارة إلى ثلاثين درجة فقلما يحترمه أصحاب عربات الخيل".
تعليق سريع: هيهات أن يعامل الإنسان في بعض المجتمعات والدول كما يعامل الحيوان هنا.استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.