أثار موقف اتحاد العمّال في كيبيك الداعم للحزب الديمقراطي الجديد في الانتخابات الفدراليّة اهتمام وسائل الاعلام والسياسيّين على حدّ سواء لاسيّما وأنّ الاتحاد هو من كبريات نقابات العمّال في المقاطعة.
يقول الصحافي في راديو كندا ميشال سي اوجيه إنّ الاتحاد أدار ظهره لحليفه التقليدي أي حزب الكتلة الكيبيكيّة الاستقلالي النزعة ليدفع بذلك الكيبيكيّين وهم ليسوا جميعا بالطبع أعضاء في النقابة والراغبين في هزيمة المحافظين، إلى إعادة التفكير في كافّة أوجه التصويت الاستراتيجي.
وكان الاتحاد قد تسجّل لدى مؤسّسة الانتخابات الكنديّة. وسوف يقتصر تدخّله على 10 دوائر انتخابيّة في كيبيك تُعتبر استراتيجيّة بالنسبة لحزب المحافظين.
وقد اختار الدوائر التي يمكن للمرشّحين فيها التغلّب على مرشّحي حزب المحافظين.
وسيدعم الاتحاد مرشّحي الحزب الديمقراطي الجديد أكانوا مرشّحين جددا أم نوابا يترشّحون مرّة أخرى لانتخابات العام الجاري 2015 .

ويمكن فهم موقف الاتحاد بأنّهم دعم لمرشّح حزب الكتلة الكيبيكيّة في بعض الأحيان ولكنّه في أغلب الأحيان دعم لمرشّحي الحزب الديمقراطي الجديد.
ويقضي موقف الاتحاد بدعم مرشّح من حزب قادر على حصد عدد من المقاعد يفوق عدد مقاعد المحافظين وهو أمر غير ممكن بالنسبة للكتلة الكيبيكيّة كما يقول الصحافي في راديو كندا ميشال سي اوجيه.
وينقل عن زعيم الكتلة الكيبيكيّة جيل دوسيب دعوته النقابات العمّاليّة إلى العمل على هزم حزب المحافظين في مختلف أنحاء كندا ما عدا مقاطعة كيبيك حيث دعا دوسيب النقابات إلى ترك المسألة لحزبه.
لكنّ اتحاد العمّال في كيبيك يرى أنّ موقف دوسيب يعزّز انقسام أصوات التقدّميّين وهو الأمر الذي ساهم في بقاء زعيم المحافظين ستيفن هاربر في السلطة منذ نحو 10 سنوات.
وللتذكير هنا فإنّ حزب الكتلة الكيبيكيّة لا يقدّم مرشّحين للانتخابات الفدراليّة إلاّ في مقاطعة كيبيك.

وليس بإمكانه أن يصبح الحزب الحاكم في كندا بل هو يطمح إلى توفير الظروف المناسبة لتحقيق السيادة في كيبيك.
وقد عرف الحزب أوجه في تسعينات القرن الماضي وكان يحصد أغلبيّة المقاعد المخصّصة لكيبيك في مجلس العموم الكندي وعددها خمسة وسبعون مقعدا.
ومُني بهزيمة نكراء في الانتخابات الأخيرة التي جرت عام 2011 ولم يحصل سوى على 4 مقاعد في مجلس العموم.
وخسر زعيم الحزب يومها جيل دوسيب مقعده النيابي واستقال من زعامة الحزب وقرّر اعتزال العمل السياسي.
لكنّ دوسيب عاد إلى حلبة السياسة وإلى زعامة الحزب.
وهو مرشّح في الانتخابات المقبلة التي ستجري في التاسع عشر من تشرين الأوّل اكتوبر.
وقد جرى تعديل الخريطة الانتخابيّة الذي حصلت مقاطعة كيبيك بموجبه على 3 مقاعد إضافيّة في مجلس العموم الكندي.

وبالعودة إلى موقف اتحاد العمّال في كيبيك، فهو يرى في انتخابات العام 2011 أكثر من موجة تعاطف مع زعيم الديمقراطيين الجدد الراحل جاك لايتون .
ويرى الاتّحاد أنّ الكيبيكيّين لا يريدون بعد اليوم المراهنة على حزب غير قادر على تسلّم السلطة في إشارة إلى حزب الكتلة الكيبيكيّة.
ويؤثّر الموقف هذا سلبا على الكتلة الكيبيكيّة التي طالما دعمها الاتّحاد منذ تأسيسها عام 1991 في كافّة الحملات الانتخابيّة.
و الحزب من جهته دعم برنامج الحركة النقابيّة في مجلس العموم الكندي كما يقول الصحافي في راديو كندا ميشال سي اوجيه.
والاتّحاد لا يريد الإساءة إلى شريحة واسعة من أعضائه وهم ديمقراطيّون اشتراكيّون و من داعمي استقلال كيبيك والذين قد لا يرغبون ربّما في التصويت لحزب فدرالي.
ولهذا السبب لم يسحب اتحاد العمّال في كيبيك رسميّا تأييده للكتلة الكيبيكيّة بزعامة جيل دوسيب.
ويخلص الصحافي ميشال سي اوجيه إلى أنّ التصويت للديمقراطيّين الجدد هو الحلّ الأبسط لأعضاء الاتّحاد الذين لن يتخلّوا بذلك عن قناعاتهم وقد يستطيعون هزم زعيم المحافظين ورئيس الحكومة الخارج ستيفن هاربر في الانتخابات المقبلة.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.