نشرت صحيفة لابريس مقالا بقلم الصحافيّة ايزابيل بليه تتحدّث فيه عن جهود يبذلها صاحب أعمال مونتريالي لمساعدة ضحايا تنظيم "الدولة الاسلاميّة" الذين يتعرّضون للاستعباد الجنسي.
تقول الصحيفة إنّ ستيف مامان أطلق حملة لجمع التبرّعات لتحرير عبيد الجنس من براثن التنظيم.
ويستلهم مامان من اوسكار شيندلر الذي أنقذ 1200 طفل يهودي خلال الحرب العالميّة الثانية. ويقول إنّه تمكّن من إنقاذ 128 طفلا خلال ثمانية أشهر.
وكان مامان يسعى للعمل في العراق عندما التقى كاهن رعيّة القديس جاورجيوس في بغداد الأب اندرو وايت الذي كان يقيم في العراق حتى شهر تشرين الثاني نوفمبر الفائت.
وخطرت له بفضل المساعدة التي لقيها من الكاهن على الأرض فكرة إنقاذ النساء والأولاد المخطوفين من قبل التنظيم الذي يبيعهم كسبايا.
"لقد باشرنا العمل في كانون الثاني يناير الفائت وساعدنا ثلاث عائلات مسيحيّة على الخروج من العراق في وقت كان فيه تنظيم "الدولة الاسلاميّة" يقترب من قريتهم" قال ستيف مامان في حديث لصحيفة لابريس.
وأعيد توطين هذه العائلات في أنقرة ويجري العمل لتأمين كفالة لهم ليتمكّنوا من اللجوء إلى كندا.
وتتابع لابريس فتقول إن مامان من أصل مغربي من طائفة اليهود السفارديم وقد موّل كما قال اولى عمليّات الإنقاذ من جيبه الخاص.
وتمكّن الوسطاء على الأرض من التفاوض لتحرير أطفال وفتيات شابّات بين السابعة عشرة والثانية والعشرين من العمر.
ويشير مامان نقلا عن تقرير الأمم المتّحدة أنّ الأطفال يُستعبدون جنسيّا منذ سنّ الثامنة ويضيف أنّ كلفة تحرير كلّ طفل وإعادته لعائلته تتراوح ما بين الفين و3 آلاف دولار.
وتقول الأمم المتّحدة إن أغلبيّة عبيد الجنس هم من الايزيديّين والمسيحيّين.
وتفيد وثيقة أرسلتها مبعوثة خاصّة للأمم المتّحدة أنّه يتمّ بيع الأطفال ما بين السنة والتسع سنوات من العمر ب 215 دولارا لكلّ واحد منهم.
ويخصّص مامان وقته بالكامل لهذه المبادرة. وقد أنشأ قبل نحو شهر مؤسّسة غير ربحيّة تحت اسم "تحرير الاطفال المسيحيّين والايزيديّين في العراق" وأطلق حملة لجمع التبرّعات بعنوان " غوفاوند مي" Gofoundme.
وأمكنه جمع ما يزيد على 380 ألف دولار ويأمل بجمع 9 ملايين دولار.

كما أنّه يتحدّث عن مبادرته في العديد من أنحاء العالم، وبصورة خاصّة في الصحف الاسرائيليّة.
ويشير إلى أنّ العديد من أبناء طائفة اليهود السفارديم في مونتريال يساعدونه ويعمل الكلّ معا كفريق واحد.
ويضيف بأنّه اجرى اتّصالات بعدد من الكنائس ولم يحصل بعد على أيّ تمويل منها.
ويشير ستيف مامان إلى أنّه اتّصل بالعديد من نجوم الفنّ من بينهم الفنّانة الكنديّة العالميّة سيلين ديون ومؤسّس سيرك دو سولاي غي لاليبرتيه ولكنّه لم يتلقّ بعد أيّ جواب منهم.
كما طلب مساعدة أحد أصدقائه روجيه دوميرس هاوي جمع السيّارات في مدينة ثتفورد ماينز جنوب مقاطعة كيبيك الذي وصفه مامان بأنّه صاحب قلب كبير.
ويقول دوميرس الذي كانت له بعض المشاكل مع مصلحة الضرائب الكيبيكيّة إنّه لا يجمع التبرّعات مباشرة ويكتفي بتوجيه المانحين نحو المؤسّسة.
وكان دوميرس قد تمكّن من حلّ مشاكله القضائيّة مع مصلحة الضرائب الكيبيكيّة بعد أن وافق على إعطاء معلومات حول مجموعة السيّارات التي يمتلكها.
ويدعو دوميرس إلى عدم الخلط بين مشاكله مع مصلحة الضرائب والمساعدة الإنسانيّة.
ويؤكّد أنّه صديق قديم لستيف مامان وأنّ خطف الأولاد يؤثّر في كلّ أصحاب القلوب كما يقول.
وتتساءل لابريس إن كان ستيف مامان يساهم من خلال إطلاق سراح الأطفال في تمويل نشاطات تنظيم "الدولة الاسلاميّة".
ويؤكّد مامان أنّه لا يؤيّد التنظيم بأيّ شكل من الأشكال وأنّه لا يتفاوض مباشرة معه.
"نحن المنظّمة الرسميّة الوحيدة التي تسعى لإنقاذ الأطفال" يقول ستيف مامان ويضيف أنّه يبحث عن الحلول.
ويذكّر بمحرقة اليهود وبأنّ الدول انتظرت ست سنوات قبل أن تباشر بالمساعدة. ويتساءل عن السبب لجعل الأطفال ينتظرون.
وتختم لابريس ناقلة عن ستيف مامان قوله بأنّه يأمل في إنقاذ 10 أطفال آخرين في الأيّام القليلة المقبلة.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.