حزب "رينوسيروس" (Parti Rhinocéros)، أي "حزب الكركدن"، هو بشهادة متابعي الحياة السياسية الكندية حزب مهرجي الانتخابات، وإن كان مسجلاً كحزب سياسي لدى المديرية العامة للانتخابات الفدرالية (Elections Canada) منذ عام 2007 بعد أن أطلقه في العام السابق من مونتريال عدد من قدامى حزب كان يحمل الاسم نفسه والفكر الفكاهي نفسه، أبصر النور عام 1963 وانطفأ عام 1993. والحزب بالتالي واحد من بين 19 حزباً مسجلاً حالياً يحق لها خوض الانتخابات.
ولم ينجح "حزب الكركدن" لغاية اليوم، لا في حلته القديمة ولا في الحلة الجديدة، بالفوز بمقعد واحد في مجلس العموم. وواقع الأمر أنه لم يهدف لذلك بقدر ما سعى للتعبير عن سخطه واشمئزازه من السياسة وأهلها عن طريق السخرية والتهكم.
وأطلق "حزب الكركدن" عدداً من الوعود في الحملة الانتخابية الحالية تعهد بتنفيذها إذا ما فاز بحكومة أكثرية في الانتخابات العامة في 19 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، وهذا من سابع المستحيلات.
ومن أبرز وعود "حزب الكركدن" نقل العاصمة الفدرالية من أوتاوا إلى كابوسكاسينغ في وسط شرق مقاطعة أونتاريو بحجة أن هذه المدينة التي تعد نحواً من 8200 نسمة حسب الإحصاء السكاني لعام 2011 تقع جغرافياً في وسط كندا.
كما تعهد الحزب بخصخصة القوات المسلحة الكندية وتأميم "تيم هورتونز"، عملاق المقاهي في كندا والذي حل اسمه أولاً في قائمة ماركات الشركات الأكثر حيازة على ثقة المستهلكين الكنديين في عام 2015 حسب مؤشر "غوستافسن" للثقة بالماركات (Gustavson Brand Trust Index).
وكان زعيم "حزب الكركدن"، سيباستيان كوريفو، عازماً على عقد مؤتمر صحافي أمس في أحد مقاهي "تيم هورتونز" في شرق مدينة مونتريال، لكن إدارة المقهى رفضت السماح له بذلك، فعقد مؤتمره في الخارج مقابل قاعدة عسكرية على الجانب الآخر من الشارع.
"كما تعلمون، تيم هورتونز هو أحد رموز الفخر الكندي ونحن جميعاً فرحون بأننا كنديون"، قال سيباستيان كوريفو متوجهاً للصحافيين، "وأفضل السبل لتعزيز القيم الكندية و"الحلم الكندي" والدفاع عنهما هو تأميم مقاهي تيم هورتونز".

وأكد سيباستيان كوريفو، المرشح عن إحدى دوائر شرق مقاطعة كيبيك، أن حملة حزبه تسير بشكل جيد. وإذ أوضح أن الحزب بحاجة بعد لعدد من المرشحين، أكد أن عدد المرشحين المؤكدين لغاية الآن يتراوح بين 75 و80.
ويرتفع عدد أعضاء مجلس العموم المقبل إلى 338 بعد أن كان 308 منذ انتخابات تشرين الأول (أكتوبر) 2004.
وكشف أمس الوكيل الرسمي لـ"حزب الكركند"، جان باتريك بيرتيوم، أن الحزب ينوي القيام بجولة انتخابية تمتد من هاليفاكس على ساحل الأطلسي إلى فانكوفر على ساحل الهادي، وذلك في الأسبوعيْن الأوليْن من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.
وقدم الحزب 14 مرشحاً في الانتخابات الفدرالية العامة الأخيرة التي جرت في أيار (مايو) 2011، 13 منهم عن دوائر في مقاطعة كيبيك وواحد عن إحدى دوائر مقاطعة بريتيش كولومبيا المطلة على المحيط الهادي.
وأفضل نتيجة له في تلك الانتخابات كانت من نصيب زعيمه آنذاك، فرانسوا غورد، الذي نال ما نسبته 0,79% من أصوات الدائرة التي ترشح عنها، وهي في وسط مونتريال.
لكن الزعيم الحالي للحزب يرغب بتكرار ما يعتبره إنجازاً حققه "حزب الكركدن" القديم الذي قدم 100 مرشح على امتداد كندا في انتخابات عام 1980 و"نجح" أحد مرشحيه آنذاك، غي لاليبرتيه، بنيل 3% من أصوات دائرة شارلفوا الكيبيكية التي ترشح عنها. وبعد أربع سنوات على ذلك حقق غي لاليبرتيه إنجازاً أكثر أهمية بتأسيسه "سيرك دو سولاي" (Cirque du Soleil)، أي "سيرك الشمس" الشهير.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.