رئيس إذاعة "شوا أف أم" (CHOI-FM) باتريس دوميرس (إلى اليمين) يستمع للمقدم النجم في إذاعته جيف فيليون في برنامج خاص بُث من أمام مبنى البرلمان الفدرالي في أوتاوا في 10 آب (أغسطس) 2004 بحضور الآلاف من داعمي الإذاعة المحتجين باسم حرية التعبير على قرار "مجلس البث الإذاعي والاتصالات الكندية" (CRTC) بعدم تجديد رخصة البث للإذاعة بسبب كلامها الجارح والمهين.

رئيس إذاعة "شوا أف أم" (CHOI-FM) باتريس دوميرس (إلى اليمين) يستمع للمقدم النجم في إذاعته جيف فيليون في برنامج خاص بُث من أمام مبنى البرلمان الفدرالي في أوتاوا في 10 آب (أغسطس) 2004 بحضور الآلاف من داعمي الإذاعة المحتجين باسم حرية التعبير على قرار "مجلس البث الإذاعي والاتصالات الكندية" (CRTC) بعدم تجديد رخصة البث للإذاعة بسبب كلامها الجارح والمهين.
Photo Credit: CP / Tobin Grimshaw

من موقع راديو كندا: هل مقدمو البرامج الإذاعية في كيبيك هم كهنتها الجدد؟

تناول محرر الشؤون الدينية والروحانية في راديو كندا (هيئة الإذاعة الكندية) آلان كروفييه الدور الذي يقوم به مقدمو برامج في بعض إذاعات مدينة كيبيك بتوجيه المواعظ للمستمعين.

يُشار إلى أن هذه الظاهرة موجودة في أنحاء أخرى من كندا وفي الولايات المتحدة الأميركية ولا تقتصر على إذاعات في عاصمة مقاطعة كيبيك.

يقول آلان كروفييه في مدونته على موقع راديو كندا إنه بعد عودته من الإجازة أدار جهاز الراديو في مدينة كيبيك ليقوم بجولة على مختلف المحطات. ويضيف أنه كان قد نسي للحظة أن في المدينة العديد من المقدمين الإذاعيين الذين يقومون بخلط الأخبار كمن يرمي النفايات في صندوق القمامة.

ويشكك الكاتب في أن يكون مصطلح "الراديو القمامة"، "radio poubelle" بالفرنسية أو "trash radio" بالإنكليزية، هو المصطلح الصحيح لوصف الإذاعات التي تشكل منابر لهؤلاء المقدمين، حتى وإن كانوا يتفوهون بكلمات "قذرة".

يضيف آلان كروفييه أنه يذكر ذاك الصباح الذي كان فيه مقدم إذاعي غاضب يشتم بأقذر التعابير راديو كندا، أو ذاك المقدم الذي كان يخبر مستمعيه عن "كرهه العميق" لفريق الـ"كاناديان" (Canadiens de Montréal) للهوكي، وهو فريق مدينة مونتريال. كره عميق، فعلاً؟ يتساءل محرر الشؤون الدينية والروحانية في راديو كندا.

الصحافي آلان كروفييه، محرر الشؤون الدينية والروحانية في راديو كندا (هيئة الإذاعة الكندية)
الصحافي آلان كروفييه، محرر الشؤون الدينية والروحانية في راديو كندا (هيئة الإذاعة الكندية) © راديو كندا/Stéphane Brisson

رغم كل ذلك ليس مصطلح "الراديو القمامة" ما يصف بالشكل الأفضل هذه الإذاعة في مدينة كيبيك، يقول آلان كروفييه. فما يصدم الآذان هو أسلوبها الواعظ والتوبيخي.

يعلن هؤلاء المقدمون الإذاعيون ما يرتأون أنه أفضل ما يجب أن يؤمن به الناس. ويصبحون حقودين انتقاميين مع من ينظر إلى الأمور بشكل آخر يختلف عن نظرتهم إليها، يضيف الكاتب.

في الواقع إنهم كهنتنا الجدد، يقول آلان كروفييه. لا كهنة اليوم، بل كهنة الزمن الغابر. أولئك الذين كانوا يحددون الخير والشر، الذين كانوا يدخلون حياتنا اليومية وغرف نومنا. هل تذكرون تلك الحقبة؟ أسميناها "الظلمة الكبرى"، "la Grande Noirceur"، بالفرنسية، يقول آلان كروفييه في إشارة إلى زمن كانت فيه للكنيسة الكاثوليكية في مقاطعة كيبيك سلطة واسعة وطاغية لا تدع جانباً من حياة الناس إلّا وتترك أثرها فيه.

أما اليوم فمن يعطي دروس الحياة ويلقي المواعظ هم بعض من هؤلاء المقدمين الإذاعيين. إنهم وعاظنا الجدد، يقول آلان كروفييه.

ويدهشني هذا الأمر بعض الشيء، إذ كنتُ أظن أن هذا هو تحديداً ما تخلى عنه الكيبيكيون عندما هجروا كنائسهم قبل عدة عقود من الزمن، يختم آلان كروفيه.

استمعوا
فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.