سياسة كندا الخارجيّة في عهد حكومة المحافظين برئاسة ستيفن هاربر موضوع تعليق كتبه الصحافي برنار ديكوتو في صحيفة لودوفوار.
تقول الصحيفة إنّ الأمم المتّحدة وجّهت نداء لكندا تدعوها فيه لاستئناف مساهمتها الماليّة في برنامج الطفولة الخاص بمساعدة اللاجئين الفلسطينيّين في الشرق الأوسط .
وتأتي الدعوة وسط الحملة الانتخابيّة لتذكّر إلى أيّ مدى تغيّرت سياسة كندا الخارجيّة في عهد رئيس حكومة المحافظين الخارج ستيفن هاربر الذي تولّى السلطة عام 2006.

وتشير الصحيفة إلى الهجوم الذي شنّته إسرائيل على لبنان ردّا على قصف حزب الله لمواقع اسرائيليّة وما تبعه من عمليّة إجلاء للبنانيين الكنديّين قامت بها اوتاوا.
وفي حين دعت كلّ دول العالم إسرائيل إلى ضبط النفس في حينه، وصف هاربر رد اسرائيل بأنّه موزون وكان الوحيد الذي أيّد ها.
وتتحدّث لودوفوار عن مرحلة جديدة في سياسة كندا الخارجيّة منذ ذلك الحين، وضعت حدّا لدور الوسيط الذي لعبته الحكومات الكنديّة المتعاقبة على مدى نصف قرن من الزمن، أكانت حكومات ليبراليّة ام محافظة.
واصبحت كندا الحليف الوفيّ لإسرائيل وراحت تدافع عنها صراحة.
وتعهّدت اوتاوا بالمشاركة في القوّات الدوليّة في افغانستان وليبيا ومالي والعراق.
وكان دور كندا رمزيّا كونها دولة متوسّطة، لكنّ هاربر أصرّ على البقاء إلى جانب الحلفاء في الأوقات الصعبة قناعة منه أنّه لا يمكن لكندا البقاء مكتوفة الأيدي إن ارادت أن يكون صوتها محترما على الساحة الدوليّة.
وثمّن الحلفاء وفي طليعتهم الولايات المتّحدة هذا التحوّل الذي وضع حدّا لموقف الحياد الكندي.
واسف آخرون لهذا التحوّل كما شعر بذلك رئيس الحكومة ستيفن هاربر عندما فشلت كندا في الحصول على مقعد في مجلس الأمن وتمّ انتخاب البرتغال بدلا منها ممّا شكّل صفعة قويّة لها.
وتشير لودوفوار إلى أن حكومة المحافظين لم تطرح تغيير السياسة الكنديّة على النقاش العام ولم يصدر التغيير في كتاب أبيض او أخضر كما درجت عليه الحكومات السابقة.
وجرى التغيير بصورة تدريجيّة كشفته الأيّام تباعا، إن بشأن بروتوكول كيوتو حول التغيير المناخي او بشأن إنشاء مكتب لحريّة الأديان او بشأن برامج تتعلّق بصحّة الأم والطفل.
أضف إلى ذلك تحويل الموازنة المخصّصة لتعليم الأطفال الفلسطينيّين في إطار برنامج الأمم المتّحدة إلى أنشطة تتناسب أكثر مع القيم الكنديّة كالنظام القضائي وأجهزة الشرطة كما يقول برنار ديكوتو في تعليقه في صحيفة لودوفوار.
وفي ما يخصّ حقوق الانسان، سمحت لنفسها في أوّل مؤتمر قمّة لمجموعة الثمانية أن تعطي درسا للرئيس الصيني.
وأكّدت أنّ كندا لن تتراجع عن الدفاع عن حقوق الانسان من أجل المال.
لكنّ واقع عالم الأعمال جعلها تنسى بسرعة هذه المبادئ.
وأصبحت تعطي الأفضليّة للحوار في علاقاتها مع الصين ومع العربيّة السعوديّة حرصا منها على العقود المربحة.
واصبحت تتغاضى عن جلد المدوّنين وزجّهم في السجن عندما يطالبون بحريّة التعبير.
وتختم لودوفوار فتتحدّث عن معضلة أخلاقيّة نجحت الحكومة الكنديّة في تجاوزها وهي مرتاحة الضمير.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.