الأخبار الجيدة الواردة من سوريا نادرة . فكل ما تطالعنا به وسائل الإعلام من قتل وقصف وتدمير وتشريد وتهجير وإرهاب على مدى السنوات الأربع الأخيرة يدفع إلى التشاؤم والحزن وفقدان الأمل .
لكن ثمة خبرا جميلا وسط كل تلك البشاعة، ركزت عليه هيئة الإذاعة الكندية وهو ما يقوم به من عمل إنساني تطوعي محفوف بالخطر، تنظيم شعبي يحمل اسم "القبعات البيضاء"، مهمته الإسراع بالتوجه إلى المناطق التي تتعرض للقصف لإنقاذ من يمكن إنقاذه من تحت الأنقاض. وفي سجلها الإنساني حتى اليوم إنقاذ ما لا يقل عن خمسة عشر ألف مصاب.
يقول فلافيان شارويل، المخرج المشارك لوثائقي بعنوان: "قبعات على الجبهة"، إن التنظيم تأسس بمبادرات فردية من مدنيين كان عددهم لا يتعدى العشرين منذ سنتين ويبلغ الآن حوالي الألفي متطوع لمساعدة أبناء الأحياء والجيران والأقارب المتعرضين للقصف ويضيف:
"يذهبون إلى المناطق التي لم تعد المنظمات الإنسانية كأطباء بلا حدود مثلا قادرة على الوصول إليها منذ ثلاث أو أربع سنوات وهم يسدون الفراغ الناجم عن تعذر الوصول إلى تلك المناطق".
وعن طريقة عمل "القبعات البيضاء يقول شارويل:
"هم متواجدون في المدن ولديهم شبكة من الاتصالات في ما بينهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف وعند وقوع قصف في منطقة ما من المدينة، يطلعون على الوضع بسرعة كبيرة عبر تواصلهم ومن ثم يتوجهون بسرعة إلى أماكن القصف لإنقاذ من يمكن أنقاذهم من الجرحى والمصابين ".
لكن دون ذلك مصاعب وأخطار محدقة بهم كما يقول فلافيان شارويل:
"بعيد وصولهم وتجمعهم، يقوم النظام، وهي الاستراتيجية التي يعتمدها عادة، بغارة ثانية وإلقاء البراميل المتفجرة على المكان نفسه لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا، وهذه هي تحديدا طريقة تصرف النظام".
ويؤكد فلافيان شارويل أن كل أفراد "القبعات البيضاء" سوريون اختاروا العمل الإنساني:
"ما هي الخيارات أمام السوريين؟ هناك خيار الهرب من البلاد أو خيار خوض النزاع المسلح عبر الالتحاق بالجيش السوري الحر أو تنظيمات أخرى، وباتت متعددة، أو الاتضمام إلى التنظيمات الجهادية كالدولة الإسلامية علما أن قليلا جدا من السوريين يلتحقون بها ويبقى أمامهم خيار آخر وهو خيار العمل الإنساني عبر "القبعات البيضاء" وهي مشكلة من سوريين فقط ومن مختلف أطياف المجتمع السوري يحبون وطنهم ويعملون على إنقاذ مواطنيهم ، يتلقون التدريب على الإغاثة من تنظيمات طوعية تركية ويحصلون على المساعدات العينية من بعض الدول كالولايات المتحدة والدانمارك وبريطانيا.
يبقى أنه يصح فيهم القول المأثور: خير لك أن تضيء شمعة من أن تلعن الظلام.استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.