كتب الصحافي جان فرانسوا بيجان في صحيفة لابريس مقالا يتناول فيه الجدل المثار حول جهود يبذلها صاحب الأعمال من مونتريال ستيف مامان لمساعدة ضحايا الاستعباد الجنسي على يد تنظيم "الدولة الاسلاميّة" في العراق.
تقول الصحيفة إنّ نحو 20 شخصا بين قياديّين و ناشطين وعاملين انسانيّين ايزيديّين داخل العراق وخارجه نشروا رسالة على موقع "فايس نيوز" الالكتروني Vice News يدعون فيه ستيف مامان إلى إعطاء أدلّة حول قيامه بتحرير 128 امرأة وطفلا من المسيحيّين والايزيديّين وأن يعطي أدلّة حول عمل منظّمته في العراق.
ويقول ستيف مامان إنّه يستوحي من اوسكار شندلر الذي أنقذ 1200 يهودي خلال الحرب العالميّة الثانية.
وكان مامان قد أنشأ مؤسّسة غير ربحيّة مقرّها الرئيسي في مونتربال تحمل اسم "تحرير الأطفال المسيحيّين والايزيديّين في العراق" CYCI.
وأطلق حملة لجمع التبرّعات عبر الانترنت للمساعدة في تحرير النساء والأطفال من قبضة تنظيم "الدولة الاسلاميّة".
وأعرب موقّعو الرسالة ومن بينهم زعيم الايزيديّين الروحي بابا شيخ اسماعيل عن حيرتهم إزاء ادّعاءات ستيف مامان كما تقول لابريس.
وكان صاحب الأعمال قد قال في حديث مع الصحيفة إنّه تمكّن من جمع 680 ألف دولار من بينها 190 ألف دولار من داخل العراق.
وتقول الرسالة إن تحرير هذا العدد الكبير من النساء بهذا المبلغ الزهيد من المال امر مثير للشكوك.
ويعربون عن قلقهم لأنّ مامان اجرى مفاوضات مع تنظيم "الدولة الاسلاميّة" كما قال في مقابلات وفي شريط فيديو نشره عبر الانترنت.
وينفي ستيف مامان أن تكون مؤسّسته قد أجرت مفاوضات مع التنظيم ويضيف في رسالة على موقع الفيسبوك أن النساء والأطفال يباعون من قبل التنظيم لسماسرة في العراق ويستمرّ سؤ معاملتهم ويتمّ بيعهم كعبيد جنس.
ويضيف بأنّه يتدخّل لدى السماسرة لمساعدة النساء والأطفال وتأمين سلامتهم.

وشكّك ستيف مامان في مقابلة أجرتها معه لابريس في صحّة الرسالة المنشورة على الانترنت مضيفا أنّها لا تتضمّن تواقيع مؤكّدة ولا عناوين.
وممّا زاد في الغموض كما تقول لابريس أنّ المؤسّسة أعلنت في ختام رسالتها الطويلة على الفيسبوك أنّها ستجيب عن تساؤلات الزعماء الايزيديّين وترسل لهم أدلّة وبراهين حول المهام التي تقوم بها.
ونشر مامان رسالة أخرى يبدي فيها استعداده لتقاسم المعلومات التي يملكها مع الحكومة الكنديّة وحكومة العراق او الولايات المتّحدة او مع رئيس اقليم كردستان مسعود البرزاني.
ونقلت لابريس عن اثنين من موقّعي الرسالة هما النائبة السابقة في البرلمان العراقي أمينة سعيد حسن والأستاذ في جامعة دهوك خضر دوملي أنّهما قاما بزيارة كافّة مخيّمات الايزيديّين ولم يسمع أحد فيها عن ستيف مامان.
ولم تتمكّن لابريس من التحقّق بصورة مستقلّة من الصور التي أرسلها مامان لعائلات يقول إنّه ساعدها في التخلّص من قبضة تنظيم "الدولة الاسلاميّة".

وتنقل الصحيفة عن النائبة أمينة سعيد حسن أنّه لا توجد نساء مسيحيّات من بين ضحايا الاستعباد الجنسي لدى التنظيم.
ويؤكّد الأمرَ نفسه سامر موسكاتي الباحث في حقوق المرأة لدى منظّمة هيومن رايتس ووتش.
وشكّكت منظّمة تدعى "الاغتصاب ليس مزحة" Rape is no joke من تورونتو التي تنشط في العراق بجهود ستيف مامان الذي اتّهمها في ردّه بأنّها تقوم بحملة تشهير ضدّه.
وتابعت المؤسّسة، رغم تلقّيها إخطارا، انتقاداتها لطرق العمل التي تستخدمها منظّمة ستيف مامان وأكّدت انّها سترفع شكوى حولها إلى الشرطة الفدراليّة.
واضافت أنّ السماسرة يدركون أنّ بإمكانهم جني الكثير من المال والكلّ يريد حصّته من الكعكة.
وتنقل لابريس عن فرانسوا اودي المدير العلمي للمرصد الكندي حول الأزمات والمساعدة الانسانيّة قلقه من أن يستمرّ تنظيم "الدولة الاسلاميّة" في خطف الرهائن نظرا لوجود من هو مستعدّ "لشرائهم". وستيف مامان يستمر حسبما يقول اودي في تسيير دورة العنف.
ويردّ ستيف مامان بأنّ المناطق الخاضعة للتنظيم مستقرّة حاليّا و أنّ الايزيديّين هم تحت رعاية الأكراد ما يقلّل من خطر أخذ المزيد من الأسرى.
وتختم لابريس مقالها مشيرة إلى أنّ موقّعي الرسالة طلبوا وقف التبرّع لمؤسّسة ستيف مامان ما لم تقدّم أدلّة موثّقة حول مهام الانقاذ التي تقوم بها في العراق.
وهدّدوا بمطالبة السلطات الكنديّة بالتحقيق إن لم يستجب ستيف مامان لطلبهم.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.