الطفل السوري ايلان كردي يمسك بيد والده في صورة أرسلها صديق العائلة إلى الصحافي حسين  كسفان

الطفل السوري ايلان كردي يمسك بيد والده في صورة أرسلها صديق العائلة إلى الصحافي حسين كسفان
Photo Credit: Bluu Ali/Twitter)

أزمة اللاجئين: الصورة أبلغ من الكلمة

أزمة اللاجئين من سوريّا والعراق محطّ اهتمام وسائل الاعلام الكنديّة بصورة شبه متواصلة.

وأثارت صورة جثّة طفل سوري ملقاة على الشاطئ قبالة سواحل تركيّا موجة من الغضب حول العالم.

وفي حين تناقلت وسائط التواصل الاجتماعي الصورة بشكل واسع اختارت بعض وسائل الاعلام ومن بينها تلفزيون هيئة الاذاعة الكنديّة نشر صورة واحدة ونشرت تحذيرا للقرّاء حول محتوى تقاريرها.

وتناولت الصحف الكنديّة الخبر في نسخها الورقيّة والالكترونيّة.

ذي غلوب اند ميل:  اللاجئون والأزمة الأخلاقيّة

صحيفة ذي غلوب اند ميل نشرت في صدر صفحتها الأولى صورة الطفل منكفئا على وجهه وإلى جانبه رجل شرطة تركي.

وكتبت الصحيفة تقول إنّنا أمام أزمة أخلاقيّة. وفي عالم يحفل بالفظائع المصوّرة، أصبحت وسائل الاعلام الغربيّة أكثر حساسيّة حول نشر صور الحرب والمجاعة والموت.

وثمّة خوف مفهوم من إغضاب الجمهور، وثمّة تردُّد له ما يبرّره في تحويل معاناتهم إلى سوق.

لكنّ المطلوب مشاهدة بعض الصور المزعجة لأنّها تصوّر لنا العالم كما هو في الواقع بوحشيّته وليس كما نريده أو نتمنّى أن يكون.

وتتابع ذي غلوب اند ميل فتقول إنّ الطفل الغريق الذي تظهر جثّته في الصورة هو واحد من بين اثني عشر سوريّا غرقوا قبالة سواحل بودروم التركيّة وهم في طريقهم نحو اليونان.

والصورة واحدة من بين صور المشهد المؤلم لأزمة اللاجئين المتفاقمة في اوروبا.

وترى الصحيفة أنّ ما من حلّ بسيط وسهل للمشكلة التي تتعامل اوروبا معها بشكل سيّء.

والاتحاد الاوروبي لم يعد قادرا على التوفيق بين تنقّل اليد العاملة داخل حدوده المفتوحة وحريّة التنقلّ بين دول منطقة شنغن  والقواعد التي تَفرض على اللاجئ التقدّم بطلب لجوء في أوّل بلد اوروبي يدخله.

والقارّة الاوروبيّة  التي تشعر بحال من الذعر بسبب غرقها تحت موجة اللاجئين بحاجة لأن تضبط الوضع.

ومحاولة دخول اللاجئين هي أزمة بالفعل ولكن لماذا يتعيّن على اوروبا أن تتصرّف وكأنّها في ازمة تتساءل ذي غلوب اند ميل.

وتستعرض الصحيفة ما يجري في اليونان وألمانيا وهنغاريا وترى أنّه يتعيّن على كندا أن تساعد وأنّها قادرة على ذلك.

لاجئون سوريّون على الحدود بين صربيا وهنغاريا
لاجئون سوريّون على الحدود بين صربيا وهنغاريا © Reuters/Laszlo Balogh

وتذكّر بتعهّد الحكومة الفدراليّة باستقبال 10 آلاف لاجئ سوري بنهاية العام 2017.

والحكومة اعترفت بأنّها تعاني صعوبات وتأخيرا في التعامل مع الطلبات دون أن تعطي أيّ أرقام حولها.

وترى الصحيفة أنّه من التبسيط القول إنّ طالبي اللجوء في اوروبا هم لاجئون لأسباب اقتصاديّة وليسوا لاجئين حقيقيّين.

وترى أنّ على وزراء داخليّة الاتّحاد أن يفكّروا ويتصرّفوا بجرأة خلال لقائهم المقبل في الرابع عشر من الشهر الجاري.

وتختم مؤكّدة أنّ الاتحاد الاوروبي يحتاج إلى سياسة هجرة أكثر ذكاء وسخاء.

لابريس: الإنسانيّة الغارقة

صحيفة لابريس نشرت في نسختها الورقيّة صورة لجثّة الطفل ايلان كردي وإلى جانبه رجل شرطة تركي وكتبت تقول إنّ الانسانيّة غارقة.

وتساءلت الصحافيّة في لابريس ريما الخوري في تعليقها إن كان موت طفل سوري أثناء محاولته الهروب من الحرب سيوقظ الضمائر.

وبدا الطفل في الصورة وكأنّه نائم ولكنّه ميت في الواقع، كما مات الكثيرون قبله.

والأطفال يحلمون بالبحر و الشاطئ كي يلعبوا ولكنّ هذا الطفل ذهب للموت.

ولم تشأ أيّ دولة استقباله مع عائلته. ومصيره شبيه بمصير غيره من الأطفال وعائلاتهم تقول ريما الخوري في صحيفة لابريس.

لاجئون سوريّون في جزيرة كوس في اليونان
لاجئون سوريّون في جزيرة كوس في اليونان © PC/AP/Alexander Zemlianichenko

وتشير إلى أنّ الطفل كان من بين مجموعة من اثني عشر سوريّا لقوا حتفهم في البحر وهم هاربون من الحرب ومن تنظيم "الدولة الاسلاميّة".

وصورة الطفل الصغير جثّة هامدة ترمز بصورة محزنة إلى مأساة انسانيّة تدور تحت عيون العالم.

وأثار نشرها صدمة في غرف التحرير التي ارتأت البعض منها عدم نشرها.

وكأنّي بمأساة المهاجرين تحوّلت إلى أرقام واحصاءات .

وتتساءل ريما الخوري في ختام تعليقها في لابريس إن كانت الصورة تلك ستغيّر شيئا وستوقظ الضمائر وإن كانت ستدفع بدول الغرب إلى التوقّف عن إشاحة النظر عن المأساة بصورة مخجلة.

لابريس: عائلة الطفل السوري كانت تسعى للجوء إلى كندا

ودوما مع صحيفة لابريس التي كتبت في نسختها الورقيّة تقول إنّ أسرة الطفل السوري ايلان كردي كانت تسعى للهجرة إلى كندا.

وتشير إلى أنّ تيما كردي الكنديّة السوريّة من فانكوفر التي وصلت إلى كندا قبل 20 عاما أعدّت ملفّا لاستقدام شقيقها وعائلته إلى هنا بموجب برنامج لجوء.

لكنّ سلطات الهجرة الكنديّة رفضت الطلب نظرا لتعقيدات الطلبات المقدّمة من تركيا حسب قولها.

وتشير لابريس إلى أنّ الأحزاب الفدراليّة الثلاثة تعهّدت في إطار الحملة الانتخابيّة باستقبال أعداد من اللاجئين مشيرة إلى أنّ صورة جثّة الطفل على الشاطئ أثارت الغضب حول العالم.

استمعوا
فئة:دولي، سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.