قبل يوميْن وجهت الشرطة الملكية الكندية (الشرطة الفدرالية) اتهامات غيابية إلى مسؤول سابق في الاستخبارات السورية بممارسة التعذيب بحق الكندي السوري المولد ماهر عرار، وهو مهندس برمجيات يقيم في أوتاوا.
واتهمت الشرطة الملكية في كتابها الذي قدمته يوم الثلاثاء للقضاء الكندي العقيد السوري جورج سلّوم بممارسة التعذيب بحق ماهر عرار.
وهذه أول مرة تستند فيها الشرطة الملكية لأحد بنود القانون الجنائي الكندي لتوجيه اتهامات لجهة مارست التعذيب بحق مواطن كندي على أرض أجنبية.
محامي ماهر عرار، بول تشامب، قال إن الشرطة الملكية ستسعى من أجل ترحيل جورج سلّوم إلى كندا كي يُحاكم أمام القضاء الكندي بتهمة ممارسة التعذيب بحق مواطن كندي.
زوجة ماهر عرار، الكندية التونسية الأصل منية مازيع، قرأت بياناً بالنيابة عن زوجها تضمن ثناءً للشرطة الملكية لتوجيهها الاتهامات إلى العقيد السوري.
"آمل أن يُعثر على العقيد جورج سلّوم حياً وأن يتم توقيفه وترحيله إلى كندا كي يواجه القضاء الكندي"، قال عرار في البيان.
يُذكر أن السلطات الأمنية في مطار "جون إف كينيدي" في نيويورك أوقفت ماهر عرار في أيلول (سبتمبر) 2002 بناءً على معلومات من الشرطة الملكية الكندية تفيد عن صلات محتملة له مع تنظيم "القاعدة" الذي كان يقوده أسامة بن لادن، وهي معلومات تبيّن فيما بعد أنها خاطئة. وقامت السلطات الأميركية بترحيل ماهر عرار إلى وطنه الأم سوريا حيث سُجن زهاء سنة وتعرض للتعذيب.
ورفع ماهر عرار شكوى لدى الشرطة الملكية الكندية في عام 2005 ذكر فيها أن العقيد سلّوم كان المشرف الرئيسي على التعذيب الذي تعرض له في سجن فرع فلسطين في سوريا.
وقدّمت كندا اعتذاراً رسمياً لماهر عرار وتعويضاً مالياً بقيمة 10,5 مليون دولار عام 2007.
فادي الهاروني حاور السيدة مازيغ، وهي دكتورة في الشؤون المالية من جامعة ماكغيل في مونتريال، حول قضية زوجها والآمال المعقودة على إحقاق الحق وإرساء العدالة فيها بفضل جهد دؤوب للشرطة الملكية الكندية التي وضع فيها السيد عرار ثقته بعد أن كان لها دور رئيسي في ترحيله إلى زنزانات التعذيب في وطنه الأم.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.