لاجئون سوريّون في وندسور في مقاطعة اونتاريو

لاجئون سوريّون في وندسور في مقاطعة اونتاريو
Photo Credit: Radio-Canada/Andréanne Baribeau

أزمة اللاجئين: ابعاد اجتماعيّة واقتصاديّة

أزمة اللاجئين أسوأ ازمة إنسانيّة تواجهها اوروبا منذ الحرب العالميّة الثانية.

وتقول الأمم المتّحدة إنّ على دول الاتّحاد الاوروبي أن تستقبل 200 ألف مهاجر على الأقلّ في إطار الجهود المبذولة لحلّ المشكلة.

وتأتي دعوة المنظّمة الدوليّة وسط انقسام في مواقف دول الاتّحاد الاوروبي من التعامل مع الأزمة.

وهنا في كندا، دخلت أزمة اللاجئين على خطّ الحملة الانتخابيّة  بعد أن تناقلت وسائل الاعلام ووسائط التواصل الاجتماعي صورة الطفل السوري ايلان كردي جثّة هامدة قبالة السواحل التركيّة.

الصحافي جيرالد فيليون محرّر الأخبار الاقتصاديّة في تلفزيون راديو كندا هيئة الإذاعة الكنديّة تناول الأبعاد الاجتماعيّة والاقتصاديّة لأزمة اللاجئين في حديث أجراه مع اوليفييه دولاس أستاذ القانون الدولي في جامعة لافال في كيبيك الذي يقول إنّ الأزمة ليست بجديدة ويضيف:

المشكلة مستمرّة منذ بضع سنوات ونحن نرى بصورة شبه يوميّة مراكب تغرق في البحر وعلى مقربة من السواحل الايطاليّة حيث يذكر الكلّ غرق مركب قبالة جزيرة لامبيدوزا.

وخلال هذا الصيف أثار غرق 2500 لاجئ مشاعر الأسى ولم تكن ردّة الفعل الاوروبيّة كافية حيال المشكلة.

بيان حول تنامي حركة النزوح من سوريّا
بيان حول تنامي حركة النزوح من سوريّا ©  Radio-Canada

ويشير دولاس إلى صورة الطفل السوري الذي غرق مع شقيقه وأمّه والتي أثارت مشاعر الغضب حول العالم ويضيف:

المشكلة دوريّة والكلّ ينتظر فصل الصيف بهلع لأنّه مع انقضاء فصل الشتاء يصبح عبور البحر أكثر سهولة ويكثر عدد المراكب والكلّ توقّع هذه الموجة من المراكب التي تقلّ المهاجرين.

ويذكّر البروفسور اوليفييه دولاس بعمليّة الانقاذ ماري نوستروم التي أطلقتها البحريّة الايطاليّة لمساعدة لاجئي البحر ويثني على الجهود المميّزة التي قامت بها والتي تلتها بعد ذلك حملة مساعدة اوروبيّة.

ولكن هل موجة اللجوء هذه مختلفة عن سابقاتها علما أنّنا نشهد دوما موجات هجرة اقتصاديّة وإنسانيّة؟

يجيب أستاذ القانون الدولي في جامعة لافال في كيبيك اوليفييه دولاس أنّ موجات الهجرة حصلت دوما عبر التاريخ من دول حوض البحر المتوسّط  نحو اوروبا ويضيف:

خلافا لما هي الحال عليه في كندا، من الصعب للغاية مراقبة الحدود الاوروبيّة وحدودِ دول الاتّحاد الاوروبي رغم الامكانيّات التقنيّة المتاحة.

ويتحدّث البروفسور دولاس عن تزامن مجموعة من الأحداث، وعن حركة لجوء ضاغطة بسبب الحرب الدائرة في سوريّا والحرب في أفغانستان.

وجاءت الأحداث في إطار سياسة لجوء صارمة ومقيِّدة كما يقول ويضيف:

كلّ ذلك أدّى إلى تنامي مطامع الربح لدى المهرّبين الذين يتقاضون أحيانا 10 آلاف دولار عن كلّ شخص يهرّبونه.

ويتحدّث البروفسور دولاس عن الأعباء المترتبّة  على حركة اللجوء ويتساءل إن كان على الاتّحاد الاوروبي أن يتحمّلها وحده ام أن تتقاسمها دول الشمال بأكملها.

والاتحاد الاوروبي  الذي يضمّ 508 ملايين شخص هو أوسع منطقة ثراء في العالم وبإمكانه ربّما تعزيز جهود المساعدة الانسانيّة التي يقوم بها.

ايلان كردي وشقيقه ووالدته إلى مثواهم الأخير في عين العرب (كوباني)
ايلان كردي وشقيقه ووالدته إلى مثواهم الأخير في عين العرب (كوباني) © Radio Canada

وقد رفضت دول الاتّحاد فكرة تقاسم الحصص قبل بضعة أشهر ولكنّ الفكرة عادت إلى الواجهة بعد مأساة الأمس وبات من الملحّ تقاسم الأعباء.

ويشير البروفسور اوليفييه دولاس إلى استعداد المانيا لاستقبال 800 ألف لاجئ ويرى أنّ استقبال اعداد إضافيّة من اللاجئين ليس سوى جزء من الحلّ ويضيف قائلا:

ينبغي فتح الحدود أمام الهجرة لنزع فتيل هذه الدورة الجهنّميّة. والمهرّبون لن يواصلوا عملهم إن لم يكن مربحا.

وما من أحد يخاطر بحياته ويعبر البحر وسط ظروف قاسية لو توفّرت له شروط الهجرة الشرعيّة كما يقول البروفسور اوليفييه دولاس.

ويشير استاذ القانون الدولي في جامعة لافال في كيبيك  اوليفييه دولاس في ختام حديثه  إلى أنّ المفوضيّة الأوروبيّة تبحث في  إمكانيّة مضاعفة عدد الأشخاص المقبولين 4 مرّات لإبعاد اللاجئين  ربّما عن الطرق الملتوية و ثنيهم عن الاستعانة بالمهرّبين وتشجيعهم على اعتماد طرق الهجرة الشرعيّة.

استمعوا
فئة:دولي، سياسة، مجتمع، هجرة ولجوء
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.