تعليقا على غرق الطفل السوري إيلان كردي وشقيقه ووالدته خلال محاولتهم الهرب من الجحيم السوري، كتب المحرر في صحيفة لو دوفوار برنار ديكوتو تحت عنوان: " إعطاء الأمل" يقول:
كندا بلد منفتح على الهجرة، وهذا ما كرره رئيس الحكومة الخارج ستيفن هاربر أمس الخميس في تعليقه على الحدث في سعي لإعادة تلميع سمعة كندا وصورة حكومته التي زعزعتها هذه المأساة . ودافع عن إنجازات حكومته، فمنذ وصول حزب المحافظين إلى السلطة استقبلت كندا ربع مليون لاجئ. كما بلغت مساعداتها الانسانية للاجئين السوريين والعراقيين أرقاما قياسية. وما هو أم بنظر رئيس الحكومة هو أن كندا تتصدى للشر في مصدره عبر خوضها الحرب المعلنة على تنظيم "الدولة الإسلامية".
ويعلق ديكوتو: لا أحد يناقض تأكيدات رئيس الحكومة تلك إلا ليؤكد أن ثمة أمرا لا تفهمه حكومة هاربر وهو أن أزمة اللاجئين أزمة حقيقية ، أزمة عميقة وخطيرة لم يتمكن أحد بعد من ضبطها. فثمة ملايين اللاجئين المكدّسين في المخيمات والساعين لأسباب أمنية واقتصادية للهرب إلى أوروبا وأميركا الشمالية ، أزمة تستوجب اعتماد وسائل استثنائية.
ويتابع برنار ديكوتو في لو دوفوار:
لقد تعهد هاربر مطلع السنة الجارية باستقبال عشرة آلاف لاجئ سوري ولم يتم اليوم وبعد ثمانية أشهر، سوى استقبال ألف لاجئ فقط . وخلال الحملة الانتخابية الحالية أعلن عن استعداد حكومته في حال إعادة انتخابها استقبال عشرة آلاف لاجئ آخر خلال السنوات الأربع المقبلة. ويرى ديكوتو أن الظروف الحالية تقضي بوضع المسار العادي المعقد والطويل لاختيار اللاجئين جانبا والتصرف كما في العام 1956 حين استضافت كندا أربعين ألف هنغاري من الهاربين من الغزو السوفياتي لبلادهم أو كما تصرفت لمواجهة أزمة لاجئي القوارب الفيتناميين ما سمح باستقبال مئة وعشرة آلاف لاجئ فيتنامي بين العامين تسعة وسبعين وخمسة وثمانين .
إن الجهد الذي تقوم به كندا غير كاف، يقول برنار ديكوتو، سيما وأنه ليس على مستوى قدراتها وطاقاتها.
ويختم برنار ديكوتو تعليقه في لو دوفوار:
إن رفض كندا استقبال أسرة الطفل إيلان كردي زعزع صورة كندا كبلد منفتح على استقبال المهاجرين وعليها بالتالي إظهار كرمها عمليا تجاه ملايين اللاجئين وإعطائهم الأمل ، الأمل بالسلام والأمان الذي لا يأتيهم حاليا إلا من مهربين يتاجرون بحياتهم وبموتهم.استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.