أزمة اللاجئين من سوريّا والعراق دخلت بقوّة على خطّ الحملة الانتخابيّة في كندا بعد أن تناقلت وسائل الاعلام صورة الطفل السوري ايلان كردي جثّة هامدة قبالة سواحل بودروم التركيّة، وهي الصورة التي أثارت مشاعر الغضب حول العالم.
وأعلنت حكومة مقاطعة كيبيك عن اجراءات استثنائيّة لزيادة عدد اللاجئين السوريّين وتسريع معاملات وصولهم إلى هنا كما يقول الصحافي في تلفزيون راديو كندا هيئة الإذاعة الكنديّة نورمان غروندان.
ويشير إلى عزم كيبيك على استقبال 3650 لاجئا بحلول نهاية العام الحالي.
ولكنّ نجاح المهمّة مرهون بتعاون الحكومة الفدراليّة في اوتاوا وبمساهمة المواطنين في كفالة المزيد من اللاجئين.
نستمع إلى وزيرة الهجرة الكيبيكيّة كاثلين ويل :
إزاء اسوأ أزمة إنسانيّة منذ الحرب العالميّة الثانية فلنعمل أكثر وبطريقة أفضل قالت الوزيرة ويل
وكانت كيبيك مستعدّة لاستقبال نحو الف ومئتي لاجئ من سوريّا عام 2015.
ولكنّها باتت مستعدّة لاستقبال 2450 لاجئا إضافيّا في غضون الأشهر القليلة المقبلة.
وقرّرت رصد مبلغ 29 مليون دولار لتقديم الخدمات الصحيّة والتربويّة لهم.
ولقي قرار كيبيك ترحيبا لدى العديد من المراجع ومن بينها منظّمات تُعنى بمساعدة المهاجرين واللاجئين.
واعتبر ستيفان ريشولد من طاولة التشاور للمنظّمات في خدمة اللاجئين والمهاجرين أنّ القرار جدير بالتقدير.
وتابع مشيرا إلى أنّ المسألة ليست بهذه البساطة لأنّها مرتبطة بموافقة الحكومة الفدراليّة في اوتاوا وممّا قاله بهذا الصدد:
آمل أن توافق الحكومة الفدراليّة كما فعلته عام 2011 بشأن كفالة الأسر الهايتيّة. وهي لم تشأ التدخّل في حينه ولكنّها فسحت مجال مساعدتهم أمام كيبيك.
ويشير الصحافي نورمان غروندا إلى اقتراح قدّمته حكومة كيبيك لأوتاوا لإرسال موظّفي هجرة كيبيكيّين إلى الخارج بهدف تسريع معاملات قبول اللاجئين كما تقول وزيرة الهجرة الكيبيكيّة كاثلين ويل:
هم يعرفون مؤهّلاتنا وتاريخنا وقدرة وزارتنا على التعبئة بسرعة.
واضافت أنّها ترغب في أن توافق اوتاوا على أن يتوجّه موظّفون من وزارة الهجرة الكيبيكيّة إلى لبنان لتسريع معاملات كفالة اللاجئين السوريّين.
وأعلنت وزيرة العلاقات الدوليّة في حكومة كيبيك كريستين سان بيار عن مساعدة إضافيّة بقيمة 100 ألف دولار لدعم منظّمات التعاون الدولي الكيبيكيّة العاملة على الأرض على وضع خليّة أزمة للتنسيق بين المنظّمات ومختلف الوزارات المعنيّة بالمساعدة.
ورحّبت العديد من المنظّمات والجمعيّات والمراجع بقرار حكومة كيبيك ونستمع إلى فراس كالباكيان من الكنيسة الأرمنيّة الكاثوليكيّة في مونتريال:
نحن جاهزون ولدينا الكثير من القدرات والناس هنالك يريدون الخروج وهم في حال من اليأس ولا يشعرون بالأمان.
وترى حكومة كيبيك أنّ برنامجها طموح ولكنّه قابل للتطبيق شرط أن تفتح اوتاوا الأبواب أمام اللاجئين السوريّين.
رئيس الحكومة الكنديّة الخارج وزعيم المحافظين ستيفن هاربر رأى من جهته أنّ خطّة كيبيك تسير في سياق خطّة اوتاوا التي تقضي باستقبال 10 آلاف لاجئ إضافي في غضون 4 سنوات.
وكانت لرئيس الحكومة بعض التحفّظات التي عبّر عنها في ردّه على أسئلة الصحافيّين:
نحن نستقدم أشخاصا من منطقة غارقة في الحرب وواقعة تحت سيطرة الإرهابيّين ويهمّنا التأكّد من أنّنا نحمي أمن الكنديّين جيّدا.
ورفض هاربر الدعوة التي وجّهها زعيم الليبراليّين جوستان ترودو لزعماء الأحزاب الفدراليّة للجلوس معا والتداول قبل انتهاء الحملة الانتخابيّة في ما يمكن أن تقوم به كندا لتقديم المزيد من المساعدة اللاجئين السوريّين.
وللتذكير فإنّ زعيم المحافظين تعهّد في بداية الحملة الانتخابيّة باستقبال 10 آلاف لاجئ سوري إضافي في غضون 4 سنوات ليصل عدد اللاجئين من سوريّا والعراق إلى 23 ألف لاجئ بحلول العام 2018.
كما أكّد أنّ مشاركة كندا في التحالف الدولي ضدّ تنظيم "الدولة الاسلاميّة" بالغة الأهميّة بالنسبة للتعامل مع أزمة اللاجئين والحدّ من ارتفاع أدادهم.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.