مظاهرة دعم للاجئين السوريّين في مدينة ريجاينا في وسط الغرب الكندي في 08-09-2015

مظاهرة دعم للاجئين السوريّين في مدينة ريجاينا في وسط الغرب الكندي في 08-09-2015
Photo Credit: ICI Radio-Canada

أزمة اللاجئين: أرقام ومخاوف

تحتلّ ازمة اللاجئين حيّزا مهمّا في اهتمامات الصحف الكنديّة التي تحفل بالأخبار والتعليقات حولها.

صحيفة لودوفوار كتبت تقول إن ازمة اللاجئين دخلت على خطّ الحملة الانتخابيّة وفرضت نفسها كواحدة من الرهانات المهمّة فيها.

وأشارت إلى أنّ زعيم الحزب الليبرالي جوستان ترودو اتّهم زعيم المحافظين ورئيس الحكومة الخارج ستيفن هاربر باستخدام حجّة حماية أمن الكنديّين لعدم استقبال المزيد من اللاجئين.

وتشير لودوفوار إلى ما قاله هاربر في رسالة عبر الفيسبوك حول عدم قدرة كندا على استقدام عشرات الآلاف من اللاجئين بالطائرات بصورة ملائمة من منطقة غارقة في الحرب وتقع تحت سلطة الارهابيّين.

ودوما في صحيفة لودوفوار، تعليق بقلم الصحافي غي تايفير يتحدّث فيه عن لامبالاة غربيّة إزاء ازمة اللاجئين بعد نحو أسبوع على تداول وسائل الاعلام حول العالم صورة الطفل السوري الغريق ايلان كردي.

وتتحدّث الصحيفة عن خطّة رئيس المفوضيّة الاوروبيّة جان كلود يونكر التي تدعو دول الاتّحاد إلى اعتماد كوتا لاستقبال اللاجئين.

وترى لودوفوار أنّه كان بإمكان اوروبا أن تتجنّب هذه المأساة الانسانيّة لو أنّها استجابت لنداء المساعدة الذي وجّهته الأمم المتّحدة.

وترى أنّ موقف واشنطن ليس أفضل من موقف اوتاوا. فالولايات المتّحدة لم تستقبل سوى 1500 لاجئ سوري منذ 4 سنوات حتى اليوم.

وإذ يمكن حسب لودوفوار تفهّم الاعتبارات الأمنيّة، ترى الصحيفة أنّ الموقف الأميركي خجول للغاية وأنّ الأزمة ليست فقط ازمة اوروبيّة.

المستشارة الالمانيّة انغيلا ميركل
المستشارة الالمانيّة انغيلا ميركل © Axel Schmidt/Reuters

صحيفة ذي غلوب أند ميل تحدّثت عن انقسام مرير في الموقف الاوروبي وعن رفض العديد من دول الاتحاد مبدأ الكوتا الالزامي.

وتتحدّث الصحيفة في مقال آخر عن موقف كندا من الأزمة  وتضيف بأنّ تراجع دور اوتاوا على الساحة العالميّة بدأ قبل أزمة اللاجئين السوريّين وفق دراسة جديدة حول الموضوع نشرها منتدى المجلس الكندي الدولي.

وموقف اوتاوا من الأزمة هو أحد أعراض هذا التراجع حسب الدراسة التي تُذكِّر بأنّ كندا استقبلت عام 1979 خمسين ألف لاجئ من فيتنام.

وأنفقت منذ عقود مليارات الدولارات على المساعدات التنمويّة وأيضا العسكريّة.

ويرى موقّعو الدراسة أنّ تراجع الدور الكندي يتجاوز الأحزاب وهو أشبه بأفول التزامها على الصعيد العالمي.

ونقرأ في صحيفة لابريس تعليقا بقلم جوسلان كولون رئيس شبكة الأبحاث حول عمليّات السلام التابعة لجامعة مونتريال يتحدّث فيه عن خوف الغرب من الأزمة التي اتّخذ الجدل بشأنها منحى غير أخلاقي.

فجزء من الغرب يخاف من هؤلاء اللاجئين لأنّهم مسلمون.

وموجة النزوح ليست جديدة وبدأت عام 2003 مع الحرب الاميركيّة البريطانيّة على العراق.

ومن الخطأ حسب جوسلان كولون القول إنّ الأزمة الحاليّة كانت مفاجِئة.

فأنظمة اللجوء والهجرة الاوروبيّة لم تعد ملائمة وفق تقرير للمجلس الاوروبي لحقوق الانسان نشرته صحيفة لوموند الفرنسيّة.

ويتحدّث جوسلان كولون في لابريس عن ردّ هستيري وفوضوي على الأزمة التي تزداد بشاعة يوما بعد يوم.

ويشير إلى موقف رئيس وزراء هنغاريا المعادي للأجانب الذي اعتبر أنّ اللاجئين يشكّلون تهديدا للجذور المسيحيّة لأوروبا.

ويشير إلى بعض المواقف المماثلة التي صدرت  في فرنسا وايطاليا.

ويضيف أنّ رئيس الحكومة الكنديّة الخارج ستيفن هاربر عزف على الوتر نفسه ولكن بحذر عندما أكّد على أهميّة حماية أمن الكنديّين.

رئيس الحكومة الخارج وزعيم المحافظين ستيفن هاربر في لقاء انتخابي في مقاطعة جزيرة البرنس ادوارد في 10-09-2015
رئيس الحكومة الخارج وزعيم المحافظين ستيفن هاربر في لقاء انتخابي في مقاطعة جزيرة البرنس ادوارد في 10-09-2015 ©  Radio-Canada/Marc Babin

ويثني على موقف المستشارة الألمانيّة انغيلا ميركل التي ستستقبل بلادها 800 ألف لاجئ والتي استبعدت كلّ الاعتبارات حول الأمن والدين المسيحي يقول جوسلان كولون في تعليقه في لابريس.

ويشير إلى أنّ الارهاب هو اليوم سلاح الإسلاميّين.

لكنّ كره الاسلام والمسلمين هو من صنع سياسي وثقافي يتواطأ الاعلام في نقله.

ويخلص إلى أنّ الأزمة الحاليّة ليست في عدد اللاجئين بل في إرادة استقبالهم وهي إرادة يفتقر إليها الغرب إلاّ في حالات استثنائيّة.

استمعوا
فئة:دولي، سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.