نشرت صحيفة لودوفوار تعليقا بتوقيع فاطمة هدى بيبان النائبة السابقة في الجمعيّة الوطنيّة في كيبيك وأستاذة العلوم السياسيّة تحت عنوان: "اجل الاسلام المتشدّد موجود هنا".
تستهل هدى بيبان تعليقها بلمحة حول التطوّر الديمغرافي للمسلمين في كندا وتشير إلى أنّ عدد المهاجرين المسلمين بلغ 13 شخصا عام 1871 وارتفع إلى 650 شخصا عام 1931.
وبدأ العدد بالارتفاع اعتبارا من ثمانينات القرن الفائت ومن المتوقّع أن يصل عدد المسلمين الكنديّين عام 2017 إلى مليون ونصف مليون شخص.
وكانت مقاطعة كيبيك التي تضمّ 500 ألف مسلم على الدوام أرض استقبال منفتحة على التعدّديّة.
وهي ليست معسكر عمل غولاغ إلاّ في نظر الاسلاميّين المتشدّدين الذين يرفضون الديمقراطيّة ويناضلون من أجل فرض الشريعة.
وما من شيء في كندا يقيّد حريّة المسلمين الدينيّة بل على العكس من ذلك تقول فاطمة هدى بيبان.
فالبلاد تضمن لهم شبكة من الحماية القضائيّة والاجتماعيّة لا مثيل لها في أيّ بلد عربي مسلم ولا حتّى في أيّ بلد غربي.
و تتحدّث كاتبة المقال عن مجموعات مسلمة متنوّعة تأتي من مختلف أنحاء العالم.
وأبناء هذه الجاليات متعلّمون ولديهم مواهب ومؤهلات مميّزة.
لكنّ الخلط بينهم وبين المسلمين المتشدّدين يطغى على مساهماتهم في المجتمع.

والمسلمون المتشدّدون موجودون هنا وينبغي مقاومة التشدّد تقول هدى بيبان.
وقد مضت سنتان على إعلان ابو بكر البغدادي قيام "الدولة الاسلاميّة" التي نصّب نفسه خليفة عليها.
وعلى غرار اسامة بن لادن و"امراء" تنظيم القاعدة، فالبغدادي ينتمي إلى الفكر السلفيّ الجهاديّ الذي تروّج له العربيّة السعوديّة.
وتتابع فاطمة هدى بيبان فتقول إنّ إنشاء اوّل مسجد في كيبيك يعود إلى العام 1965 وتلاه مسجد ثان تابع للجمعيّة الاسلاميّة لأميركا الشماليّة.
وحصل على تمويل من وزارة التربية الكيبيكيّة لإنشاء أوّل مدرسة إسلاميّة في المقاطعة تفرض على الكيبيكيّات ارتداء الحجاب كشرط لتوظيفهم لديها.
واليوم ارتفع عدد المساجد وأثار بعضها الجدل. ويعتمد البعض منها على أئمّة محلّيّين وآخرين يعملون بتمويل سعودي.
ومهمّتهم كما تقول فاطمة هدى بيبان تقضي بنشر الايديولوجيّة السلفيّة وإخضاع المسلمين للشريعة الوهابيّة.
وتشير هدى بيبان إلى أنّ هؤلاء الأئمّة لا يحترمون قوانين البلد المضيف ويأخذ كلّ منهم صفة قاض ويضع مجالس للشريعة.
وتشير إلى أحدهم، فداء بوخاري الذي يفصل منذ تعيينه في العام 1990 في الخلافات بين كنديّين مسلمين ويطبّق احكامه بموجب الشريعة.
وترى كاتبة المقال فاطمة هدى بيبان أنّ الاسلام المتشدّد في كندا ليس وليد جيل واحد نمى مع الجهاد، بل هو نتيجة ملموسة لتعليم ايديولوجي منهجي جرى وسط لامبالاة عامّة منذ ما يزيد على 30 عاما، يوم بدأت السعوديّة بإرسال الأئمّة للخدمة.
واليوم استولى على تنظيم الاسلام في كيبيك قادة نصّبوا أنفسهم على مدى الحياة ومجموعات متشدّدة مرتبطة بشبكة محليّة ودوليّة من المنظّمات السلفيّة التي تحظى بتمويل ضخم.
وتعتبر كاتبة المقال أنّ المسلمين الديمقراطيّين هم الضحيّة الأولى لهؤلاء المتشدّدين.

فهم يبذلون جهودا كبيرة للاندماج ويجدون أنفسهم مصنّفين كالمتشدّدين في وقت يريدون كديمقراطيّين افتضاح التشدّد والمتشدّدين.
وترى أنّ التحدّي يكمن في الإفلات من قبضة مموّلي التشدّد الذين لا يحرجهم تصدير خطباء من اوروبا والشرق الأوسط للترويج للشريعة في اميركا الشماليّة.
فقد أصبحت كندا جنّة للإسلاميّين بفضل ما تضمنه لهم شرعة الحقوق والحريّات من قدرة على فرض برنامجهم السياسي تحت غطاء الدين وبسبب الخفّة التي تتعامل معها الأحزاب السياسيّة مع الموضوع.
حتّى أنّ الاعلاميّين أنفسهم يتحاشون الخوض في هذه "المسألة الحسّاسة" تقول هدى بيبان التي هي مسألة الاسلام المتشدّد مخافة اتّهامهم برهاب الإسلام الاسلاموفوبيا.
وتتابع فاطمة هدى بيبان تعليقها في صحيفة لودوفوار فتشير إلى أنّ المسلمين الديمقراطيّين في كيبيك، الذين هرب العديد منهم من استبداد الاسلاميّين في بلادهم، لا يفهمون موقف بعض السياسيّين الذين ينفون وجود التشدّد الإسلاميّ في المقاطعة.
ويرون من البغيض أن تقول وزيرة الهجرة إنّها توافق على وجود متشدّد في الحكومة وأن تقدّم وزيرة العدل مشروع قانون يسمح بارتداء ال "تشادور" لموظّفات القطاع العام.
ويعجبون عندما يسمعون وزير الأمن العام يوجّه نداء للأئمّة يطلب مساعدتهم في مكافحة الراديكاليّة والتشدّد.
والمسلمون الديمقراطيّون على يقين أنّ ما من بلد في مأمن من التهديد الإسلاميّ، مسلما كان ام غير مسلم.
ويعرفون أنّ المعركة ضدّ هذه الحركات لن تؤتي ثمارها إلاّ اذا اتّحد الديمقراطيّون معا على الصعيدين الوطني والدولي.
والاتّحاد مهمّ للأمن والعيش المشترك والتناغم الاجتماعي تقول فاطمة هدى بيبان في ختام تعليقها في صحيفة لودوفوار.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.