عاد الشأن الاقتصادي بسرعة إلى واجهة الأحداث في الحملة الانتخابية الكندية، على الأقل خارج مقاطعة كيبيك، كتب اليوم الصحافي دانييل لوبلان في مقال نشرته له صحيفة "لا بريس" الصادرة في مونتريال. ودانييل لوبلان مراسل برلماني لصحيفة "ذي غلوب أند ميل" ويكتب مقالات في صفحة النقاشات في "لا بريس".
يقول دانييل لوبلان في مقاله الذي يحمل عنوان "رياح تغيير" إن زعماء الأحزاب الرئيسية الثلاثة يواصلون حملتهم في مقاطعات أونتاريو وبريتيش كولومبيا وألبرتا هذه الأيام محضرين أنفسهم للمناظرة التي سيتواجهون خلالها مساء غد في كالغاري، كبرى مدن ألبرتا.
هذه المناظرة التي تنظمها صحيفة "ذي غلوب أند ميل" ستتمحور حول الوضع الاقتصادي في كندا.
وموضوع الاقتصاد جذاب لزعماء الأحزاب الثلاثة، يقول دانييل لوبلان.
فزعيم المحافظين رئيس الحكومة الخارجة ستيفن هاربر استعاد قواه رافعاً شعار "الحفاظ على اقتصادنا" نهاية الأسبوع الفائت على حساب موضوع مكافحة الإرهاب الذي كان في صلب استراتيجيته عند انطلاق الحملة الانتخابية مطلع الشهر الفائت.
حتى وإن كانت البلاد في مرحلة ركود تقني، ركز ستيفن هاربر على نمو الاقتصاد الكندي في حزيران (يونيو). ومنذ أمس الأول ورئيس الحكومة الخارجة يلقي الأضواء على الفائض في الميزانية الفدرالية للسنة الماضية البالغ 1,9 مليار دولار.
ورغم الشكوك حول صحة المالية العامة بسبب قطاع الطاقة المنهك، يستند المحافظون إلى هذه البيانات للتنويه بسجلهم ومهاجمة خصومهم، يقول دانييل لوبلان.

وفي توجهه إلى الناخبين، لاسيما في أونتاريو ومقاطعات الغرب، يخصص ستيفن هاربر مزيداً من الوقت للتذكير بأداء حكومات الحزب الديمقراطي الجديد في مقاطعتيْ بريتيش كولومبيا وأونتاريو، مندداً بما يعتبره ميل هذا الحزب، إن على المستوى الفدرالي أو على مستوى المقاطعات، إلى زيادة النفقات والضرائب وإنتاج عجز في الميزانيات.
ولكن ما شكل مفاجأة عامة هو أن الحزب الديمقراطي الجديد بقيادة توماس مولكير يقدم نفسه على أنه حزب الصرامة المالية.
فلزعيم الديمقراطيين الجدد مشاريع كبيرة للبلاد، من بينها برنامج مكلف لدور الحضانة المدعومة من الدولة. لكن رغم ذلك يكرر توماس مولكير القول إن برنامجه المالي لا يتيح العودة إلى العجز في الميزانية.
أما الليبراليون بقيادة جوستان ترودو فهم الحزب الوحيد الداعي للعودة إلى عجز في الميزانية، لمدة ثلاث سنوات، من أجل تمويل المشاريع والبرامج التي يعدون بها، ومن بينها استثمارات ضخمة في البنى التحتية.
ويمضي دانييل لوبلان بالقول إن الحزب الليبرالي يراهن على احتمال أن تصب مسألة الاقتصاد في صالحه مع اقترابنا من 19 تشرين الأول (أكتوبر)، موعد الانتخابات. فنتائج الاستطلاعات في أونتاريو مشجعة له، وإذا ما استمرت كذلك بعد مناظرة غد يتوقع حزب جوستان ترودو أن يجري الناخبون الكيبيكيون إعادة نظر في دعمهم القوي للديمقراطيين الجدد وينتقلوا لدعمه.
هناك رياح تغيير في كندا وبإمكان جوستان ترودو التباهي بأن سياسته الاقتصادية هي التي تتميز بأوضح شكل عن سياسة المحافظين، وأيضاً، ومنذ مدة قصيرة، عن سياسة الديمقراطيين الجدد، يختم دانييل لوبلان.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.