مختارات من تعليقات الصحف الكنديّة الصادرة خلال الأسبوع من إعداد وتقديم مي ابوصعب وبيار احمراني وفادي الهاروني
صحيفة لابريس: ملف البيئة شبه غائب عن الحملة الانتخابيّة
تناول الصحافي في لابريس بيار اوليفييه بينو في تعليقه ملف التغييرات المناخيّة في الحملة الانتخابيّة الكنديّة.
وكتب يقول إن حكومة المحافظين برئاسة ستيفن هاربر تعهّدت بتقليص انبعاث غازات الدفيئة بحلول العام 2020 إلى أقلّ من17 بالمئة عمّا كانت عليه عام 2005 وإلى أقل من 30 بالمئة بحلول العام 2030.
و الأرجح أن الحكومة ستفشل في تحقيق هدفها. و غياب ملف التغييرات المناخيّة عن الحملة الانتخابيّة يعود ربّما لكون هذه الأهداف محدّدة لعام 2020 أي بعد انتهاء ولاية الحكومة التي ستنبثق من الانتخابات التي تجري في 19 تشرين الأوّل اكتوبر المقبل.
وربّما يعود سبب غياب هذا الملف إلى وضوح سياسة الأحزاب الفدراليّة بشأنه لدرجة لم يعد أحدهم مضطرّا للحديث عنها.
وحزب المحافظين لم يقدّم أيّ برنامج ولم يصدر أيّ إعلان حول الموضوع وما علينا سوى الاتّكال على موقف ستيفن هاربر منه.
والحزب الديمقراطي الجديد لم يقدّم شيئا هو الآخر في برنامجه الانتخابي ويمكننا أن نتوقّع أن يلجأ زعيمه توماس مولكير إلى خفض الانبعاثات دون أن نعرف كيف سيفعل ذلك باستثناء عزمه على تحميل العبء المالي الأكبر لكبار الملوّثين.
و يعود الفضل في هذا الشأن للحزب الليبرالي الذي قدّم عدّة وثائق في برنامجه الانتخابي حول الاستثمارات المطلوبة من أجل رؤية مستقبليّة في مجال البيئة.
لكنّ الليبراليّين لم يحدّدوا أرقاما لأهدافهم بل تحدّثوا عن أهداف جديدة رغم التزامات كندا الدوليّة بشأن التغييرات المناخيّة والبيئيّة.
وتتساءل لابريس إن كان الزعيم الليبرالي جوستان ترودو سيتراجع عن موقفه وتضيف أن حزبه يدرك كما الحزب الديمقراطي الجديد أنّ الموضوع ملحّ للغاية.
وتتحدّث عن أهداف طموحة وضعتها كلّ من كيبيك واونتاريو لتقليص الانبعاثات وتختم مؤكّدة أنّ حزبا جدّيا يأخذ بعين الاعتبار هذه الأهداف التي تمثّل موقف 60 بالمئة من الكنديّين.
و الاحزاب الفدراليّة على ما يبدو تفضّل الصمت على الصراحة بشأن هذا الموضوع.

صحيفة لودوفوار: الحملة الانتخابيّة والاقتصاد
فقد نشرت لودوفوار تعليقا بقلم جيرار بيروبيه يرى فيه أنّ الاقتصاد موضوع متطفّل في الحملة.
فمن إحصاء إلى آخر يظهر الواقع أكثر رداءة بالنسبة للحكومة الخارجة المعروفة بأنّها ليبرتاريّة.
وتتحدّث الصحيفة عن دخول البلاد في مرحلة ركود تقني.
وتضيف أنّ منظّمة التعاون والتنمية الاقتصاديّة راجعت توقّعاتها بشأن النمو الاقتصادي الكندي الذي لن يتجاوز 1،1بالمئة هذه السنة.
وترى المنظّمة أن على الدول الصناعيّة المتقدّمة التي تعاني من نموّ كسول ولديها هامش تحرّك مالي أن تحافظ على سياسات ماليّة وعلى موازنة تساعد في إنعاش النموّ.
وحتّى بداية الأزمة النفطيّة، كان أداء كندا رياديّا على صعيد النموّ الاقتصادي في ظلّ الهشاشة الاقتصاديّة في الدول الصناعيّة الباقية.
وحلّت كندا في الطليعة من حيث النمو منذ الربع الأوّل من العام 2008 حتى الربع الأوّل من العام الحالي 2015 لتليها الولايات المتّحدة وبريطانيا.
وتطوّر اقتصاد هاتين الأخيرتين بعد ذلك لتغرق كندا في الجمود.
ولا بدّ من وضع هذه التطوّرات في إطار الركود العالمي عامي 2008 و2009 الذي سلمت منه كندا ، وكانت مرحلة الانكماش فيها أقصر من تلك في الدول الصناعيّة الكبرى الباقية وفق المحلّل الاقتصادي في مؤسّسة إحصاءات كندا فيليب كروس.
ويفسّر كروس ذلك بأنّ كندا تملك سلّة مدّخرات تظهر في بيانات المؤسّسة السنوي.
والخلل بين المدّخرات وأسعار الأصول لعب دورا مهمّا في الركود العالمي عامي 2008 و2009.
لكنّ هذا الامتياز لم يعد موجودا للأسف في كندا تقول لودوفوار في ختام تعليقها.
صحيفة لودوفوار: قوّات بريّة لمواجهة تنظيم "الدولة الاسلاميّة"
نشرت صحيفة لو دوفوار مقالا لأربعة متقاعدين من الوسط البلدي والتعليمي هم نورمان شاتينيي، ميشال هيرو، دوني لاروز وجان نويل ترامبلي بعنوان استفهامي : " تحالف على الأرض ضد "الدولة الإسلامية؟" يقولون فيه:
منذ تفكك الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى ظل الشرق الأوسط برميل بارود وموارده النفطية الهائلة وقيام دولة إسرائيل عام ثمانية وأربعين، جعلا من تلك المنطقة من العالم بؤرة توتر مزمنة زادتها توترا عودة الإسلام الراديكالي . وكأن ذلك لم يكن كافيا فتسبب التدخل العسكري الأميركي الأحادي في العراق بفوضى كبيرة في المنطقة. واليوم ومنذ بضع سنوات وقعت فيها سوريا في حرب أهلية وتمزق العراق خلالها بين السنة والشيعة ها هو السرطان الجهادي الإسلامي يزيد المنطقة توترا وتمزقا.
ويرى كتاب المقالة أن التدخل الجوي لتحالف بعض دول حلف الأطلسي وبعض الدول العربية المجاورة لم يحقق إلا نجاحا محدودا ولم يحل دون تمكين تنظيم "الدولة الإسلامية" من ربح المزيد من الأرض وحان الأوان أن يفعل المجتمع الدولي المزيد.
ويتابع كتاب المقالة في لو دوفوار:
على الدول المتحضرة أن تقرر القضاء على السرطان الذي ينخر الشرق الأوسط ويشكل مصدر إلهام للإرهاب الدولي. ولتحقيق هذا الهدف يجب عدم الاكتفاء بالهجمات الجوية . فمنذ خمسة وعشرين عاما وافقت الولايات المتحدة على تشكيل حلف عسكري واسع شاركت فيه بعض الدول العربية المجاورة للعراق لطرد جيش صدام حسين من الكويت التي كان احتلها. واليوم نحن بحاجة كما يقول التعبير الفرنسي إلى "جزمات على الأرض" بالرغم من أنها لم تحقق الهدف المنشود في العراق وأفغانستان.
إن تصرف جهاديي "الدولة الإسلامية" يظهر بربرية لا يمكن تحملها إضافة إلى حقد غير مفهوم للتراث الثقافي العالمي ولقد آن الأوان أن يتشكل تحالف واسع تحت راية الأمم المتحدة للقضاء نهائيا على هذا العصيان. طبعا لن يحل ذلك مشاكل الشرق الأوسط كلها لكنه يشكل خطوة إضافية لإيجاد حل على المديين القصير والبعيد ليعود السلام إلى منطقة من العالم لم تنعم به كثيرا خلال قرن كامل، يختم كتاب المقالة الأربعة مقالتهم المنشورة في صحيفة لو دوفوار.

عاد الشأن الاقتصادي بسرعة إلى واجهة الأحداث في الحملة الانتخابية الكندية، على الأقل خارج مقاطعة كيبيك، كتب يوم الأربعاء الصحافي دانييل لوبلان في مقال نشرته له صحيفة "لا بريس" الصادرة في مونتريال. ودانييل لوبلان مراسل برلماني لصحيفة "ذي غلوب أند ميل" ويكتب مقالات في صفحة النقاشات في "لا بريس".
يقول دانييل لوبلان في مقاله الذي يحمل عنوان "رياح تغيير" إن زعماء الأحزاب الرئيسية الثلاثة يواصلون حملتهم في مقاطعات أونتاريو وبريتيش كولومبيا وألبرتا هذه الأيام محضرين أنفسهم للمناظرة التي سيتواجهون خلالها مساء الخميس في كالغاري، كبرى مدن ألبرتا.
هذه المناظرة التي تنظمها صحيفة "ذي غلوب أند ميل" ستتمحور حول الوضع الاقتصادي في كندا.
وموضوع الاقتصاد جذاب لزعماء الأحزاب الثلاثة، يقول دانييل لوبلان.
فزعيم المحافظين رئيس الحكومة الخارجة ستيفن هاربر استعاد قواه رافعاً شعار "الحفاظ على اقتصادنا" نهاية الأسبوع الفائت على حساب موضوع مكافحة الإرهاب الذي كان في صلب استراتيجيته عند انطلاق الحملة الانتخابية مطلع الشهر الفائت.
حتى وإن كانت البلاد في مرحلة ركود تقني، ركز ستيفن هاربر على نمو الاقتصاد الكندي في حزيران (يونيو). ومنذ مطلع الأسبوع ورئيس الحكومة الخارجة يلقي الأضواء على الفائض في الميزانية الفدرالية للسنة الماضية البالغ 1,9 مليار دولار.
ورغم الشكوك حول صحة المالية العامة بسبب قطاع الطاقة المنهك، يستند المحافظون إلى هذه البيانات للتنويه بسجلهم ومهاجمة خصومهم، يقول دانييل لوبلان.
وفي توجهه إلى الناخبين، لاسيما في أونتاريو ومقاطعات الغرب، يخصص ستيفن هاربر مزيداً من الوقت للتذكير بأداء حكومات الحزب الديمقراطي الجديد في مقاطعتيْ بريتيش كولومبيا وأونتاريو، مندداً بما يعتبره ميل هذا الحزب، إن على المستوى الفدرالي أو على مستوى المقاطعات، إلى زيادة النفقات والضرائب وإنتاج عجز في الميزانيات.
ولكن ما شكل مفاجأة عامة هو أن الحزب الديمقراطي الجديد بقيادة توماس مولكير يقدم نفسه على أنه حزب الصرامة المالية.
فلزعيم الديمقراطيين الجدد مشاريع كبيرة للبلاد، من بينها برنامج مكلف لدور الحضانة المدعومة من الدولة. لكن رغم ذلك يكرر توماس مولكير القول إن برنامجه المالي لا يتيح العودة إلى العجز في الميزانية.
أما الليبراليون بقيادة جوستان ترودو فهم الحزب الوحيد الداعي للعودة إلى عجز في الميزانية، لمدة ثلاث سنوات، من أجل تمويل المشاريع والبرامج التي يعدون بها، ومن بينها استثمارات ضخمة في البنى التحتية.
ويمضي دانييل لوبلان بالقول إن الحزب الليبرالي يراهن على احتمال أن تصب مسألة الاقتصاد في صالحه مع اقترابنا من 19 تشرين الأول (أكتوبر)، موعد الانتخابات. فنتائج الاستطلاعات في أونتاريو مشجعة له، وإذا ما استمرت كذلك بعد مناظرة غد يتوقع حزب جوستان ترودو أن يجري الناخبون الكيبيكيون إعادة نظر في دعمهم القوي للديمقراطيين الجدد وينتقلوا لدعمه.
هناك رياح تغيير في كندا وبإمكان جوستان ترودو التباهي بأن سياسته الاقتصادية هي التي تتميز بأوضح شكل عن سياسة المحافظين، وأيضاً، ومنذ مدة قصيرة، عن سياسة الديمقراطيين الجدد، يختم دانييل لوبلان.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.