لاجئون سوريّون في برلين ينتظرون الحصول على حقّ اللجوء إلى المانيا

لاجئون سوريّون في برلين ينتظرون الحصول على حقّ اللجوء إلى المانيا
Photo Credit: Carsten Koall\Reuters

الأزمة في سوريّا: موسكو تلعب وتربح

موضوعان في جولتنا على الصحف الكنديّة: أزمة اللاجئين في سوريّا والجدل حول النقاب في كندا.

كتب الصحافي فرانسوا بروسو تعليقا في صحيفة لودوفوار تحت عنوان "موسكو تلعب وتربح" تناول فيه الأزمة في سوريا.

و رأى  أنّ  تدفّق اللاجئين الهائل نحو اوروبا هو نتيجة مباشرة للحرب في سوريّا، التي تسبّبت في نزوح نصف السكّان البالغ عددهم 23 مليون نسمة عن منازلهم.

وليس من باب الصدفة أن نرى عودة النشاط الدبلوماسي في سياق هذه الأزمة.

فللمرّة الاولى، اعلنت واشنطن وموسكو الأسبوع الماضي أنّهما اجرتا اتصالات على أعلى المستويات للبحث في الشأن السوري.

والواضح أنّ روسيّا حقّقت المكاسب خلال الأسابيع القليلة الماضية على الصعيدين العسكري و الدبلوماسي.

عسكريّا، تنشر موسكو منذ منتصف فصل الصيف السلاح والذخيرة والدبّابات وحتى البيوت الجاهزة لإتاحة إمكانيّة الاستمرار وصدّ الهجمات أمام نظام الرئيس بشّار الأسد، حتى لو أنّه لم يعد يسيطر إلاّ على جزء قليل من سوريّا "الرسميّة".

وروسيا هي إلى حدّ بعيد القوّة العظمى الأكثر تدخّلا بصورة مباشرة في سوريا. وهي تؤكّد بالصوت العالي تضامنها مع نظام دمشق.

ولم يثر تدخّلها المكثّف خلال الصيف إلاّ احتجاجات خجولة من قبل باريس وواشنطن والامم المتّحدة.

وتتابع لودوفوار فتشير إلى أنّ الولايات المتّحدة وفرنسا تعتبران  أنّ العدوّ الرئيسي كي لا نقول الوحيد في سوريّا هو الارهاب الجهادي الذي تشجّعه دول الخليج.

وهذا مكسب كبير دبلوماسي وايديولوجي لروسيّا، أن تقبل الولايات المتّحدة بالتنسيق معها في سوريّا في وقت تتدخّل فيه موسكو على الأرض لصالح بشّار الأسد.

وحتّى فترة قصيرة، كانت الدبلوماسيّة الغربيّة وبصورة خاصّة الفرنسيّة متمسّكة برفض تنظيم "الدولة الاسلاميّة" ورفض النظام.

لكنّ فرنسا اليوم ترسل طائراتها لتعقّب الجهاديّين رغم النتائج المشكوك بها التي حقّقها القصف الأميركي لهم.

ورغم ما أثبتته المنظّمات غير الحكوميّة منذ العام 2011 أنّ النظام هو في نظر السوريّين أكثر فتكا بعشرات المرّات من تنظيم "الدولة الاسلاميّة"، فإنّ الاوروبيّين والغربيّين يرون الأمور بشكل مختلف.

ومن وجهة نظر الشمال فإنّ الخوف من التطرّف الاسلامي يطغى على أيّ اعتبار آخر.

وهم يرون من المهمّ وضع حدّ للحرب لئلاّ يبلغ عدد اللاجئين إلى اوروبا الملايين من الأشخاص.

وخلال الأشهر الأولى من العام 2011، حلم الجميع أمام مدّ المظاهرات التي ملأت شوارع القاهرة وتونس وبنغازي ودمشق، بطريق ثالث أفضل من الخيار الاسلامي والعسكري.

واليوم، قوى الظّلام في زخمها و العالم العربي في حال من التراجع.

وبات الأمل يكمن في إعادة الاعتراف بشرعيّة بشّار الأسد بفضل مناورات موسكو البارعة و إذعان الغرب وخوفه من الجحافل العربيّة تقول صحيفة لودوفوار في ختام تعليقها.

من اليمين: الزعيم الليبرالي جوستان ترودو وزعيم الديمقراطيّين الجدد توماس مولكير وزعيم المحافظين ستيفن هاربر
من اليمين: الزعيم الليبرالي جوستان ترودو وزعيم الديمقراطيّين الجدد توماس مولكير وزعيم المحافظين ستيفن هاربر © Radio-Canada.ca

في صحيفة لابريس تعليق بقلم فانسان ماريسال يتساءل فيه الصحافي لماذا لم يعمد رئيس الحكومة الخارج زعيم المحافظين ستيفن هاربر إلى طرح مشروع قانون لمنع ارتداء النقاب خلال حفل القسم للحصول على الجنسيّة الكنديّة، خصوصا أنّ هاربر كان يرأس حكومة أغلبيّة.

والجواب حسب الصحيفة أنّ المحافظين ارادوا إرضاء الجميع من خلال معارضتهم الشديدة لتغطية الوجه خلال مراسم الحصول على الجنسيّة من جهة وحرصهم على مراعاة مشاعر الجاليات المسلمة من الجهة الأخرى.

وارتداء النقاب خلال هذه الاحتفالات لم يجر إلاّ في حالات نادرة للغاية والمسألة لم تكن في اولويّات هاربر.

و تشير لابريس إلى  قرار المحكمة الفدراليّة السماح لسيّدة منقّبة بأداء اليمين للحصول على الجنسيّة،  وردّ الحكومة التي لجأت من جديد إلى المحاكم لتعليق القرار.

كلّ ذلك اعاد الجدل حول الرموز الدينيّة إلى الواجهة خلال الحملة الانتخابيّة مع ما يؤدّي إليه من تجاذب في مواقف الناخبين.

والموضوع بالغ الحساسيّة كما تقول لابريس، وغالبيّة الكنديّين تعارض تغطية الوجه في مناسبات ترتدي طابعا رمزيّا. والمعارضة قويّة بصورة خاصّة في كيبيك.

وتتساءل الصحيفة ماذا سيكون ردّ فعل نوّاب الحزب الديمقراطيّ الجديد وردّ فعل الناخبين الذين سيصوّتون لهم او للمحافظين والذين هم شديدو الحساسيّة حيال مسألة ارتداء النقاب، ولا سيّما في دوائر فانكوفر وتورونتو وكيبيك.

وتختم لابريس مؤكّدة أنّ رئيس الحكومة الخارج ستيفن هاربر يرى في طرح موضوع النقاب مصلحة استراتيجيّة لحزبه رغم أنّه هو الذي أسّس مكتب الحريّات الدينيّة عام 2013 لحماية حقوق الأقليّات الدينيّة.

استمعوا

election-2015

فئة:دولي، سياسة، مجتمع، هجرة ولجوء
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.